تسعى واشنطن لإيجاد مخرج يبقي تدفق المساعدات الأمنية لأجهزة السلطة الفلسطينية، دون أن يعرض أجهزة الأمن الفلسطينية لقانون مكافحة الإرهاب الأميركي.
وتأتي التطورات وسط توقعات بتوقف المساعدات الأمنية للسلطة الفلسطينية اعتبارا من الجمعة بعد أن رفضتها السلطة، وسط مخاوف من أنها قد تزيد من تعرضها لقضايا تتعلق بمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة.
وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن المساعدات الأميركية لأجهزة الأمن الفلسطينية ستتوقف الجمعة بناء على طلب الفلسطينيين، تجنبا لتعرضهم لدعاوى قضائية بدعم الإرهاب.
وكانت السلطة الفلسطينية طلبت إنهاء التمويل اخر يناير خشية تعرضها لدعاوى قضائية بموجب قانون أميركي جديد لمكافحة الارهاب يعرف اختصاراً باسم "أتكا" سيدخل حيز التنفيذ في الأول من فبراير.
وينص القانون الذي أقره الكونغرس العام الماضي على أن أي حكومة تتلقى تمويلاً ستكون خاضعة لقوانين مكافحة الإرهاب الأميركية.
وتواجه السلطة الفلسطينية احتمال رفع قضايا عليها من قبل أسر ضحايا أميركيين في هجمات فلسطينية في السابق.
ويمثل فقد نحو 60 مليون دولار سنويا قطعا آخر للروابط بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ويحتمل أن يقوض تعاونه الأمني مع إسرائيل.
وتشعر إدارة عباس، الذي تتهمه إسرائيل منذ فترة طويلة بتشجيع هجمات النشطاء الفلسطينيين، من احتمال التعرض لمثل هذه الدعاوى القضائية، وتنفي أي تشجيع للهجمات.
وقال مسؤول فلسطيني طلب عدم الكشف عن هويته، "أرسلت رسالة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأخرى من الحكومة الفلسطينية إلى الإدارة الأمريكية أننا لا نريد تلقي مساعدات مالية ومن ضمنها تلك التي كانت تقدم للأجهزة الأمنية حتى لا نكون خاضعين لقانون مكافحة الإرهاب الذي أقره الكونجرس".
وأضاف "الإدارة الأمريكية تفاجأت بالقرار الفلسطيني وقالت إنها تريد إيجاد حل لاستمرار المساعدات للأجهزة الأمنية الفلسطينية، ومن هذه الحلول تقديم المساعدات للأجهزة الأمنية الفلسطينية من موازنة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه)، أو يكون هناك نظام خاص لدفع الأموال للأجهزة الأمنية لمواصلة القيام بدورها في حفظ الأمن والاستقرار أو يصدر الكونجرس تشريعا خاصا لمواصلة تقديم الدعم للأجهزة الأمنية الفلسطينية".
وأضاف المسؤول الفلسطيني "سبب الامتناع عن تلقي المساعدات من الأجهزة الأمنية لا نريد أن نلقى مساعدات بعشرات الملايين ونكون خاضعين لقضايا قد تكلفنا مئات الملايين من الدولارات إلى الآن لم يتم التوصل لحل أو إلى آلية تضمن استمرار الدعم للأجهزة الأمنية دون الخضوع لقانون مكافحة الإرهاب".
وقد يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير راغب كذلك في الإشارة إلى مخاوف بشأن الضفة الغربية قبيل مسعاه للبقاء في منصبه في الانتخابات المقررة في أبريل إذ يرفض العديد من أقرانه اليمينيين الإسرائيليين هدف الفلسطينيين المتمثل في إقامة دولة مستقلة.
وقالت تسيبي هوتوفيلي نائبة وزير الخارجية لتلفزيون القناة 13 الإسرائيلي ردا على سؤال عن قطع التمويل الأمريكي "إسرائيل لا يمكنها إنقاذ القيادة الفاشلة للسلطة الفلسطينية".
وأضافت "أقصى ما يمكننا القيام به هو أن نقول لهم بما أن هذه أرضنا إذا لم تكونوا قادرين على إدارتها سنقوم نحن بذلك".
ويقاطع الفلسطينيون الولايات المتحدة منذ أن اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر عام 2017.
وأوقفت إدارة ترامب مساعدات بمئات الملايين من الدولارات لمنظمات إنسانية ووكالات تابعة للأمم المتحدة تقدم المساعدة للفلسطينيين في إطار سعيها للضغط على عباس للعودة لمائدة المفاوضات.