رئيس التحرير: عادل صبري 06:01 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

إطلاق سراح المعتقلين.. هل سدّد البشير فاتورة الاحتجاجات؟

إطلاق سراح المعتقلين.. هل سدّد البشير فاتورة الاحتجاجات؟

العرب والعالم

مظاهرات السودان

إطلاق سراح المعتقلين.. هل سدّد البشير فاتورة الاحتجاجات؟

أحمد علاء 30 يناير 2019 18:50
في خطوة استباقية، سياسية أكثر من كونها حقوقية، فاجئ الرئيس السوداني عمر البشير المتابعين بالإعلان عن إطلاق سراح كافة المعتقلين منذ بدء الاحتجاجات.
 
أمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الإعلام في السودان أنّ مدير جهاز الأمن والمخابرات أصدر قرارًا بإطلاق سراح جميع المعتقلين خلال التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهر وتطالب بتنحّي الرئيس البشير.
 
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الوزارة قولها في بيان مقتضب: "أصدر مدير جهاز الأمن والمخابرات قرارًا بإطلاق سراح جميع المعتقلين في الأحداث الأخيرة". 
 
وتقول جماعات حقوقية إنّ أكثر من ألف متظاهر وقائد في المعارضة وناشط وصحفي، احتجزوا منذ بدء جهاز الأمن والاستخبارات بقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في مختلف أنحاء البلاد في 19 ديسمبر الماضي.
 
 
ومنذ 19 ديسمبر الماضي، يشهد السودان احتجاجات واسعة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، احتدت عقب قرار الحكومة بزيادة سعر الخبز ثلاث مرات، وتستخدم قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وأحيانا الذخيرة الحية لفض المظاهرات فضلا عن اعتقال محتجين وشخصيات من المعارضة.
 
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى سقوط 26 قتيلًا في الاضطرابات المستمرة منذ أكثر من شهر بينهم فردا أمن، وتقول منظمات حقوقية إن العدد لا يقل عن 40 قتيلًا، فيما أعلن المهدي سقوط مقتل 50 شخصًا على الأقل.
 
اقتصاديًّا، يواجه السودان صعوبات متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70% وتراجع سعر العملة المحلية (الجنيه) مقابل الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية، حيث يبلغ سعر الدولار رسميًّا 47.5 جنيه، لكنه يبلغ في السوق الموازية 60 جنيهًا سودانيًّا، كما يعاني 46% من سكان السودان من الفقر.
 
خطوة البشير بالإفراج عن المعتقلين جاءت في وقتٍ أعلنت فيه قوى المعارضة عن إنهاء وضع ميثاق الحرية والتغيير الذي قالت إنّه يتضمّن ملامح الحكم أثناء الفترة الانتقالية التي تعقب تنحية نظام البشير.
 
وتضمن الميثاق، حزمة مطالب على رأسها رحيل النظام، وأن تحل مكانه حكومة انتقالية قومية واجبها تحقيق السلام العادل الشامل وكفالة حقوق الإنسان والحريات، وتطبيق برنامج اقتصادي إسعافي لرفع المعاناة عن الشعب وتطبيق برامج الإصلاح البديلة، وعقد المؤتمر القومي الدستوري لكتابة دستور البلاد.
 
وأُثيرت الكثير من التساؤلات حول تأثير الخطوة التي اتخذها الرئيس البشير بالإفراج عن المعتقلين على الاحتجاجات في البلاد، لا سيّما أنّ المظاهرات لا تقتصر مطالبها على إطلاق سراحهم بل تصل أيضًا إلى تنحي الرئيس.
 
تعليقًا على هذا التطور، يرى بكري عبد العزيز القيادي في تنسيقية تيار الثورة السودانية القومية، وهو أحد النشطاء البارزين في الاحتجاجات، أنّ خطوة البشير تمثّل "مسرحية هزلية".
 
يقول عبد العزيز في تصريحات لـ"مصر العربية"، إنّ نظام البشير أفرج عن هؤلاء المعتقلين مستخدمًا سلاح التهديد حتى يضمن عدم عودتهم إلى الحراك الغاضب في الشارع مرة أخرى.
 
ويضيف: "السودان يشهد ثورة كبيرة ضد البشير الذي يضيق الخناق عليه ويتوجب رحيله عن السلطة تلبية لمطالب المحتجين.. النظام مدعوم من إعلام غير منصف وهذا سيدفع ثمنه بإسقاط حكمه قريبًا".
 
ويوضح أنّ "أجهزة الإعلام المملوكة للدولة روجّت بأنّ المعتقلين المطلق سراحهم اعتذروا عما مشاركتهم في الاحتجاجات"، مؤكدًا أنّ "هذا الأمر جاء تحت التهديد من قِبل أجهزة الأمن".
 
ويشير إلى أن "هذا الاعتذار المزعوم له ما يبرره في ظل حالة الخوف التي انتابت المطلق سراحهم بفعل التهديدات"، لافتًا إلى أنّ الشعب سيظل مقدرًا لمشاركتهم في الاحتجاجات.
 
ويوضح عبد العزيز أنّ "نظام البشير بات على خطوة واحدة من الرحيل عن السلطة"، منوهًا بأنّ "المتظاهرات مستمرة بغية إجبار البشير على التنحي، لكن هذا لن يحدث إلا من خلال مساندة من قِبل المجتمع الدولي ووسائل الإعلام لا سيّما في الدول العربية لهذه الانتفاضة الشعبية".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان