رئيس التحرير: عادل صبري 09:47 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

في شمال سوريا.. لماذا لجأت السعودية والإمارات لدعم الأكراد؟

في شمال سوريا.. لماذا لجأت السعودية والإمارات لدعم الأكراد؟

العرب والعالم

سلمان وأردوغان

وسط رفض تركي..

في شمال سوريا.. لماذا لجأت السعودية والإمارات لدعم الأكراد؟

أيمن الأمين 04 ديسمبر 2018 11:24

رغم إعلانها الوقوف طيلة سنوات الحرب إلى جانب مطالب المعارضة السورية، إلا أنها وبعد 7 سنوات ونصف، بدأت في دعم وتمويل آلاف المقاتلين في الشمال السوري.

 

المملكة العربية السعودية والإمارات، باتوا في الآونة الأخيرة أحد أهم القوى الناعمة اللاعبة داخل سوريا، على خلفية تقارير إعلامية ذكرت دعم الرياض لكورد سوريا، على الحدود التركية.

 

أهداف الرياض

 

تحركات السعودية والإمارات ضد تركيا، خلال الأشهر القليلة الماضية، تثير الكثير من التساؤلات عن أهداف الرياض الحقيقية التي تكمن وراء دعمها لأكراد شمالي سوريا، رغم فشلها في تحقيق أي اختراق لجبهة نظام الأسد من خلال دعمها لفصائل مسلحة منذ اندلاع الثورة السورية قبل نحو 7 سنوات.

 

الملك سلمان بن عبد العزيز

 

ويأتي الحديث عن قوات سعودية - إماراتية في شمالي شرقي سوريا، وسط استعداد القوات التركية لشنّ عملية عسكرية موسعة إلى جانب قوات المعارضة السورية التي تدعمها أنقرة ضد التنظيمات الكردية الانفصالية.

 

دعم عسكري

 

وفي الساعات الأخيرة، كشفت صحيفة "يني شفق" التركية، عن إرسال السعودية والإمارات وفداً مؤلفاً من عسكريين واستخباراتيين إلى مناطق سيطرة التنظيمات الكردية في شمالي سوريا، بهدف تمويل 12 نقطة مراقبة ستقيمها أمريكا في المنطقة بالتعاون مع الأكراد.

أردوغان

 

وبحسب الصحيفة المقربة من الحكومة في تقريرها المعنون بـ"السعودية والإمارات تقدمان على خطوات بمثابة إعلان حرب ضد تركيا"، فإن الوفد أرسله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بالتعاون مع نظيره الإماراتي محمد بن زايد مطلع الأسبوع الماضي إلى شمالي سوريا.

 

وقد شملت زيارة الوفد السعودي- الإماراتي للمنطقة جولات بمدن الحسكة وعين العرب ومنبج وتل أبيض ورسولين، حيث حصل على معلومات من العناصر الكردية الانفصالية حول نقاط المراقبة التي ستقام على الحدود التركية.

 

ووفق الصحيفة ترأس الوفد السعودي- الإماراتي الوزير السعودي المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط ثامر السبهان، وقد التقى الوفد أولاً المبعوث الأمريكي الخاص للرئيس ترامب في المنطقة بريت ماكغورك في الحسكة؛ حيث اتفق الطرفان خلال اللقاء على تخصيص رواتب لقوة قوامها 30 ألف عنصر ستشكل تحت اسم "حرس الحدود"، على أن يتولى الجانب الخليجي نفقات تدريب وتسليح هذه القوة.

 

وقد قدم الوفد كذلك وعداً بالتكفل بكل النفقات الخاصة بنقاط المراقبة التي ستقام على طول الشريط الحدودي، كما أبدت السعودية والإمارات كذلك استعدادها لتقديم الدعم العلني لما أسمتها "المنظمة الإرهابية" على طول خط الجبهة، وقد تم التقاط صور لجنود سعوديين وإماراتيين في منطقة الاشتباكات في دير الزور.

 

منظمات انفصالية

 

وتقول الصحيفة إن المنظمات الانفصالية الكردية وعلى رأسها حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، تهدف إلى حفر أنفاق بإجمالي طول 150كم بعدما أقدمت على نشاطات مكثفة على حدود تركيا، وتفجير الأنفاق الواقعة تحت أرضية مستوية خلال العملية التي ستنفذها القوات المسلحة التركية في شرق الفرات، ومن ثم استهداف عناصر الجيش التركي والحيلولة دون عبور المدرعات إلى المنطقة.

 

وتعد السعودية من بين 9 قوى ترتبط مصالحها بشمالي سوريا، فضلاً عن تناقض مصالح واستراتيجيات 8 قوى دولية ومحلية أخرى متصارعة على النفوذ والسيطرة؛ وهي القوات الأمريكية والفرنسية والروسية والتركية وقوات النظام السوري وإيران والقوى الكردية بمختلف توجهاتها، ودخلت الإمارات على خط الأزمة أيضاً، ما قد يُشكل تهديداً فعلياً بنشوب صراع دولي قرب الحدود التركية-السورية، التي تعاني دوامةً من الصراع منذ أكثر من 7 سنوات.

بن راشد وبن زايد

 

مراقبون أوضحوا أن الإمارات والسعودية يريدون اللعب بورقة الأكراد ضد تركيا، للضغط عليهم في قضية اغتيال جمال خاشقجي، لذلك رأينا دعم قرابة 30 ألف مقاتل كوردي على الحدود التركية السورية، والتي تسيطر عليها أحزاب تعتبرها تركيا "منظمات إرهابية".

 

في حين، يرى آخرون، أن محور واشنطن-أبوظبي-الرياض يسعى من خلال تقديم الدعم للمليشيات الكردية شمالي سوريا، وإبقاء القوات الأجنبية، إلى سد الأبواب أمام العملية العسكرية التي تعتزم تركيا إطلاقها قريباً ضد المليشيات الكردية و"داعش" في منطقة منبج، والتي تُمثل دفعة قوية بالنسبة إلى أنقرة في إنهاء صراع القوات التركية مع حزب العمال الكردستاني وأجنحته قرب الحدود العراقية والسورية.

 

حقد سعودي إماراتي

 

المحلل السياسي السوري غازي فالح أبو السل أكد وجود دعم عسكري من قبل المملكة العربية السعودية للأكراد في شمال سوريا، قائلا: هذا الدعم بتوجيه أمريكي مطعم بحقد سعودي إماراتي.

 

وأوضح لـ"مصر العربية" أن ما يحدث في شمال سوريا هي لعبة مصالح دولية خالية من أي ضمير أو إحساس، بدون إنسانية والضحية في هذا الواقع المرير هو الشعب السوري المغلوب على أمره، ولكن إرادة الحق ستنتصر في النهاية إن شاء الله تعالى وإن طال الظلم والطغيان.

وعن وجود قوات عربية أو تقديم دعم خليجي للأكراد، اعتبر الخبير بالشؤون العربية-التركية سعيد الحاج، أن الشمال السوري "مهم جداً للأمن القومي التركي، وتحديداً فيما يتعلق بملف الإرهاب، والمنظمات المصنَّفة على قوائم الإرهاب التركية"، مضيفاً أنه قد "تكون هناك نظرةُ ريبة تركية- إن صح التعبير- تجاه هذا المخطط، وما المقصود منه في نهاية المطاف".

 

واعتبر الحاج، في تصريحات صحفية، أن "مقترح (إرسال قوات عربية) أمامه تحديات عسكرية ولوجيستية وسياسية كبيرة، ربما الأقرب للفهم أن تكون هناك مشاركة عربية من نوع ما، أو مشاركة في التمويل أكثر منها في الوجود العسكري".

 

ويضيف الحاج: "صحيح أن تركيا تفضل وجود أي قوة عسكرية في الشمال السوري عدا الفصائل الكردية المسلحة، وستكون أهون عليها وأخفّ على أمنها القومي، لكن واضح جداً أن الدول التي ذُكرت، أو معظمها على الأقل، إن كانت السعودية أو الإمارات أو مصر وغيرها، تصنف تركيا بطريقة معينة، وهي غير راضية عن سياستها، وتهاجمها سياسياً وإعلامياً؛ ومن ثم فقد تفترض تركيا أن هناك محاولة لمواجهتها- ولو ضمنياً- بفكرة وجود قوات عربية في شمالي سوريا".

 

الاتحاد الديمقراطي الكردستاني

 

يشار إلى أن وكالة الأناضول التركية، كشفت في مايو الماضي، عن أن ثلاثة مستشارين عسكريين سعوديين وإماراتيين التقوا مسؤولين في حزبيْ الاتحاد الديمقراطي الكردستاني والعمال الكردستاني الانفصاليين اللذين تعتبرهما تركيا تنظيمين إرهابيين، في القاعدة الأمريكية بـ"خراب عشق" جنوبي مدينة عين العرب (كوباني) شمال شرقي سوريا.

قوات عسكرية كردية في سوريا

 

وتهدف الزيارة بحسب الوكالة التركية حينها إلى تأسيس وحدات عربية في المنطقة نواتها "فصيل الصناديد"، أحد الفصائل المنضوية تحت ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية، مقابل حصول كل منتسب لهذه الوحدات على مئتي دولار شهرياً، حيث سيتم إنشاء نقاط ارتباط في الحسكة والقامشلي لاستقبال وتسيير أمور المنتسبين، وهو الأمر الذي استفز الحكومة التركية في ذلك الوقت.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان