رئيس التحرير: عادل صبري 10:44 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

روسيا وأوكرانيا وجها لوجه في «آزوف».. ماذا تفعل أمريكا والناتو؟

روسيا وأوكرانيا وجها لوجه في «آزوف».. ماذا تفعل أمريكا والناتو؟

العرب والعالم

سفن في بحر آزوف

موسكو على أبواب عزلة دولية..

روسيا وأوكرانيا وجها لوجه في «آزوف».. ماذا تفعل أمريكا والناتو؟

أيمن الأمين 28 نوفمبر 2018 12:10

تصاعد مؤخرا التوتر القائم بين موسكو وكييف، على خلفية احتجاز البحرية الروسية سفنا حربية أوكرانية في بحر آزوف، قبل يومين.

 

الأزمة تجددت بعد إطلاق موسكو الرصاص على ثلاث سفن أوكرانية، قبل اقتيادها إلى سواحل شبه جزيرة القرم، والتي كانت استولت عليها عام 2014، أعقبها قرار لمجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني فرض الأحكام العرفية في البلاد لمدة ستين يوما، كما أعلنت وزارة الدفاع حالة تأهب قصوى.

 

وعلى مدار تسعة أشهر مضت، برز بحر آزوف كأزمة جديدة تلوح في الأفق بين أوكرانيا وروسيا، بعد أزمة ضم الأخيرة أراضي شبه جزيرة القرم، ودعم الانفصاليين الموالين لها في معارك شرق البلاد.

 

تصعيد متكرر

 

وفي مارس الماضي اعترضت أوكرانيا زورق صيد روسيا، لتتوالى بعد الحادثة عمليات اعتراض سفن أوكرانية من قبل روسيا، تجارية وغيرها، وهو ما عدته كييف تصعيدا يهدف إلى السيطرة الروسية الكاملة على مياه البحر الإقليمية المشتركة بين البلدين بموجب اتفاق وقع عام 2003.

 

وزاد من مخاوف كييف بناء "جسر كيرتش" الذي يربط القرم بالأراضي الروسية، وباتت بوابته المنفذ الوحيد للسفن المتوجهة إلى الموانئ الأوكرانية في بحر آزوف، حتى جاء صَدْمُ قاطرة واحتجاز سفينتين تابعتين للقوات البحرية الأوكرانية مع 20 فردا من طواقمها، بعد إطلاق نار أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 3 جنود آخرين، كان آخر وأخطر حلقة في سلسلة الإجراءات والاتهامات المتبادلة بين البلدين بتلك المنطقة.

الأزمة الأخيرة، تشكل تصعيداً خطيراً في النزاع بين أوكرانيا وروسيا، بعدما ضمّت الأخيرة القرم عام 2014 ودعمت انفصاليين خلال نزاع أوقع أكثر من 10 آلاف قتيل في شرق أوكرانيا، دفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على موسكو.

 

بداية التوتر، جاء بعد إلقاء اللوم من الطرفين، روسيا التي اتهمت السفن الأوكرانية بالدخول لمياهها بطريقة غير شرعية من خلال مضيق كيرتش، في حين وصف الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو التصرفات الروسية بالمجنونة والغير مبررة، قبل أن يعلن حالة التأهب القصوى في البلاد لمدة 60 يومًا.

الجيش الأوكراني

 

ويدخل قانون الطوارئ حيّز التنفيذ اليوم الأربعاء في أوكرانيا في حوالي عشر مناطق حدودية خصوصاً مع روسيا وبيلاروسيا ومن جانب بحر آزوف، وسيُتيح على مدى شهرين للسلطات الأوكرانية أن تقوم بتعبئة مواطنيها وتنظيم وسائل الإعلام والحدّ من التجمّعات العامّة.

 

ماذا يفعل الناتو؟

 

بعد ساعات من اندلاع الأزمة، اصطف الاتحاد الأوروبي إلى جانب كييف، داعيا الروس إلى احترام حرية المرور البحري، وأعلنت دول أوروبية دعمها كييف، فيما عقد الحلف الأطلسي اجتماعاً طارئاً مع مسؤولين أوكرانيين في مقرّه في بروكسيل. كذلك عقد مجلس الأمن جلسة طارئة أمس، بناءً على طلب من كييف وموسكو.

 

ودعا سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة فولوديمير يلتشينكو المجتمع الدولي إلى "تنفيذ مجموعة جديدة من العقوبات، بهدف مواجهة الوضع في المنطقة، بما في ذلك عقوبات على الموانئ الروسية على بحر آزوف".

 

وأضاف أمام مجلس الأمن الدولي أن زيادة الضغط السياسي على موسكو ستحد من تصعيد الموقف، لكنه حذر كذلك من أن أوكرانيا "مستعدة للجوء إلى كل الوسائل المتاحة لممارسة حقها في الدفاع عن نفسها".

الرئيس الروسي فلاديميير بوتين

 

في المقابل، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا من القيام بأعمال "متهوّرة" بعد قرار كييف فرض قانون الطوارئ رداً على احتجاز حرس الحدود الروس ثلاث سفن أوكرانية، وطلب من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الضغط على أوكرانيا، حليفة الدول الغربية.

 

في حين، استدعت الخارجية الروسية دبلوماسياً أوكرانياً، فيما اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف كييف بانتهاك القانون الدولي، عبر "أساليب خطرة شكّلت تهديدات أخطاراً على حركة عبور السفن الطبيعية في الممر البحري"، معتبراً الأمر "استفزازاً صريحاً".

 

نقاط سياسية

 

وتابع: ندعو (الدول) الغربية الداعمة لكييف إلى تهدئة الذين يحاولون تسجيل نقاط سياسية، بفضل هستيريا عسكرية، قبل 4 أشهر من انتخابات الرئاسة في أوكرانيا.

 

وشدد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على أن بلاده تصرّفت في شكل يتطابق تماماً مع القوانين، مشيراً إلى أن الأمر يتعلّق بـانتهاك سفن حربية أجنبية المياه الإقليمية لروسيا.

ترامب

 

لماذا دعمت أمريكا كييف؟

 

الولايات المتحدة الأمريكية دخلت على خط الأزمة، حيث توعد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس روسيا بـ "دفع ثمن عدوانها وزعزعتها للاستقرار" في أوكرانيا التي قررت وزارته تقديم مساعدات عسكرية إضافية لها على الرغم من تقديم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرضا إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب لإجراء استفتاء في هذا البلد قوبل برفض واشنطن.

 

وصعد ماتيس لهجته تجاه موسكو، وقال إن الأمر يستدعي منح وزير الخارجية الأميركي سلطة تمديد العمل بقانون العقوبات المفروضة على روسيا وكوريا الشمالية وإيران.

 

وستدفع هذه العقوبات -وفق ماتيس- دولا إلى التحول من اعتمادها على المعدات العسكرية الروسية إلى توطيد علاقاتها الأمنية مع الولايات المتحدة.

 

وأضاف ماتيس أن واشنطن يجب أن تختار بين تعزيز علاقاتها مع شركائها أو التقصير في ذلك مما سيجبرهم على الالتفات إلى روسيا، فتضيع على الولايات المتحدة فرصة نادرة لحشد مزيد من الحلفاء الذين يدعمون الرؤية الأميركية من أجل الاستقرار والأمن في العالم. 

 

مساعدات عسكرية

    

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أنها ستوجه مئتي مليون دولار من المساعدات الجديدة لأوكرانيا لصالح "برامج تدريبية واحتياجات تشغيلية متنوعة".  

 

وقالت وزارة الدفاع في بيان لها إن المساعدة الجديدة ترفع القيمة الإجمالية للمساعدات الأميركية المخصصة للقطاع الأمني في أوكرانيا منذ عام 2014 إلى أكثر من مليار دولار.   

 

على الجانب الآخر، قال وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو في بيان- إن بلاده "تدين هذا العمل العدواني من جانب روسيا" التي طالبها بأن "تُعيد إلى أوكرانيا سفنها وبحّارتها المحتجزين، وأن "تحترم سيادتها ووحدة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دوليا بما في ذلك مياهها الإقليمية".

الجيش الروسي

 

أوليكسي هاران رئيس مركز "التحليل السياسي" في كييف قال في تصريحات صحفية، إن رغبة روسيا في الاستحواذ على كامل مناطق الشرق الأوكراني لم تمت، موضحا أن مدينة وميناء ماريوبول هي من الأهداف الرئيسية.

 

ولفت إلى أن الحديث يدور الآن في وسائل إعلام "جمهورية دونيتسك الشعبية"، التي أعلنها ويديرها الموالون لروسيا، عن أن تسليم ماريوبول كفيل بإطلاق الجنود وإعادة السفن إلى أوكرانيا.

 

ورأى هاران أن روسيا تستخدم أسلوب الضغط المتصاعد غير المباشر، بحجج بعيدة على الأهداف الحقيقية، وما تريده صراحة يبرز لاحقا من خلال مفاوضات مينسك حول أزمة الشرق التي تجمع روسيا والموالين لها وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي.

 

ويخوض الجيش الأوكراني منذ عام 2014 حربا مستمرة في شرق البلاد ضد انفصاليين موالين لروسيا، سقط فيها أكثر من عشرة آلاف قتيل.

    

وعلى الرغم من اعتراضات روسيا، فقد باعت الولايات المتحدة أوكرانيا هذا العام صواريخ مضادة للدبابات بهدف تمكينها من "حماية سيادتها وسلامة أراضيها".

 

ماذا تعرف عن كيرتش؟

 

تجدر الإشارة إلى أن مضيق كيرتش هو الطريق البحري الوحيد بين البحر الأسود وبحر آزوف، ويعتبر محورا إستراتيجيا ذا أهمية قصوى لكل من روسيا وأوكرانيا..

 

كما يحظى بأهمية استراتيجية بالنسبة إلى موسكو وكييف، إذ يربط ماريوبول، أهم ميناء أوكراني لتصدير الخامات والمنتجات الصناعية والزراعية على بحر آزوف والبحر الأسود، وزادت أهميته بعد ضمّ روسيا القرم. وشيّدت موسكو فوق مضيق كيرتش جسراً يربطها بشبه الجزيرة.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان