رئيس التحرير: عادل صبري 03:46 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد تطبيق حزمة العقوبات الأمريكية الثانية.. هل تضطر إيران للخروج من سوريا؟

بعد تطبيق حزمة العقوبات الأمريكية الثانية.. هل تضطر إيران للخروج من سوريا؟

العرب والعالم

ترامب وروحاني

بعد تطبيق حزمة العقوبات الأمريكية الثانية.. هل تضطر إيران للخروج من سوريا؟

وائل مجدي 07 نوفمبر 2018 14:48

بين ليلة وضحاها تغيرت النبرة الإيرانية تجاه أزمتها مع روسيا بشأن استمرارها في صراعها الدائر بالأراضي السورية. ويرجع سياسيون السبب إلى الضغوط الأوروبية والأمريكية المفروضة على طهران.

 

فإيران التي سبقت وأن قالت إنه «لا أحد بإمكانه إجبار إيران على الخروج من هناك»، ردًا على مطالب روسيا، أعلنت منذ أيام قرب سحب قوات الحرس الثوري من الصراع الدائر في دمشق.

 

وأكد سياسيون سوريون أن هناك ضغوطًا كبيرة تمارس على إيران من قبل الأوروبيين، خصوصا أمريكا والتي طبقت الحزمة الثانية من العقوبات على طهران.

 

إيران وروسيا

 

 

أكد نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، العميد حسين سلامي، أن بلاده لا تنوي الدخول في أي صراع مع الروس، حول تواجدها في سوريا.

 

وقال سلامي إن "إيران لا تنوي أبدا أن تدخل في صراع مع الروس، وما تم ترويجه في الإعلام عار عن الصحة".


 وتابع:"الوجود الإيراني في سوريا جاء بطلب من الحكومة السورية، وليست هناك أي استراتيجية بعيدة الأمد للبقاء".

 

وأضاف أنه “لا يوجد صراع بيننا وبين الروس في سوريا، والروس يتبعون استراتيجيتهم الخاصة في الوقت نفسه، لأن طهران وموسكو تعملان فقط مع الجيش السوري”.

 

مطالب روسية

 

 

وتحدثت روسيا أكثر من مرة على ضرورة خروج الميلشيات المسلحة الأجنية من الأراضي السورية، والسماح لترسيخ عملية سياسية تفضي إلى وقف الحرب المستعرة.

 

وطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من القوات الأجنبية بالخروج، ودعا مساعد وزير الخارجية الروسي (ميخائيل بوغدانوف) نظام الأسد إلى اتخاذ قرار بشأن خروج القوات الأجنبية أو بقائها في سوريا.

 

وأعلن السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف أن عددا من القوات الأجنبية الموجودة في سوريا تستطيع مغادرة البلاد مع بدء العملية السياسية، لعدم وجود أسس قانونية لوجودها هناك.

 

وأضاف بيسكوف "أن قوات أجنبية موجودة في الواقع بشكل غير شرعي من وجهة نظر القانون الدولي"، مضيفا أن "روسيا هناك بطلب من النظام، وتملك جميع الأسس الشرعية".

 

التأكيدات الروسية على ضرورة خروج المقاتلين الأجانب تهدف بشكل رئيس - بحسب المراقبين- إلى إزاحة الميلشيات الإيرانية (الحرس الثوري)، من المشهد.

 

عقوبات أمريكية

 

دخلت الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ، الاثنين، مستهدفة القطاعات الحيوية (الطاقة، النفط، الخدمات المصرفية، الشحن..)، بما وُصف بأنه “العقوبات الأقسى في التاريخ”، بغية “تعديل سلوك النظام الإيراني” وليس تغييره، وفق ما قالت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

ومن سلوكيات النظام الإيراني التي يجب تغييرها -وفق الرؤية الأمريكية- التدخل في شؤون البلدان العربية وبلدان الشرق الأوسط، وعلى رأسها سوريا، التي دخلتها إيران بقوة، داعمة نظام الأسد ضد الثورة الشعبية التي اندلعت ضد نظام حكمه.

 

ومع سريان العقوبات، أصدرت الجهات المسؤولة في الإدارة الأمريكية بيانات أوضحت حجم الدعم المالي الإيراني لنظام الأسد، الذي مكّنه من الصمود، ومكّن إيران من التمدد والتغلغل في سوريا ودول الجوار.

 

وقال “فريق التواصل الإلكتروني” في وزارة الخارجية الأمريكية في بيان نشره أول من أمس  الأحد: إن النظام الإيراني أنفق أكثر من 16 مليار دولار لدعم النظام السوري والميليشيات الموالية له في المنطقة، وأشار التقرير إلى أن إيران أنفقت 6.4 مليار دولار لدعم نظام الأسد، و700 مليون دولار سنوياً لتمويل الميليشيات في لبنان (حزب الله).

 

وأكد الفريق الإلكتروني أن هذه الأموال الطائلة جاءت من العوائد الإضافية التي حصلت عليها طهران من الاتفاق النووي، وكرستها من أجل أجندتها في تقويض استقرار منطقة الشرق الأوسط، بدلًا من تحسين الوضع المعيشي للشعب الإيراني.

 

موقف سابق لطهران

 

 

وحينها أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أنه «لا أحد بإمكانه إجبار إيران على الخروج من سوريا»، مشددا على أن طهران «مستقلة في السياسات».

 

وعلق قاسمي على المواقف الروسية بشأن مرحلة تثبت الهدنة في سوريا، بقوله إن «إيران بلد مستقل وتتخذ سياساتها بناء على المصالح القومية في المنطقة والعالم».

 

واشترط قاسمي، لخروج القوات الإيرانية "نهاية الإرهاب في الأراضي السورية"، على حد وصفه. 

 

وقال في هذا الصدد إن «إيران ستبقی في سوريا ما دامت هناك حاجة إليها ومعرضة لخطر الإرهاب، وما دامت الحكومة السورية تطلب من إيران مواصلة مساعداتها لهذا البلد»، وفق ما نقلت عنه وكالة ايسنا الحكومية.

 

وأردف قاسمي أن الأطراف التي تدخلت في أراضي سوريا دون موافقة الحكومة السورية وانتهکت الوحدة الترابية لهذا البلد، يجب عليها أن تغادر سوريا.

 

روسيا وإسرائيل

 

 

طالبت إسرائيل روسيا بإخراج الميلشيات الإيرانية من سوريا، ونقل موقع "The Times of Israel" عن مسؤول في دولة الاحتلال بعد لقاء لافروف ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس، أن تل أبيب طلبت من موسكو ضمان عدد من الشروط، من شأنها حرمان إيران من موطئ قدم عسكري في سوريا. 

 

كما طالبت إزالة جميع الصواريخ طويلة المدى من سوريا وإغلاق جميع المصانع التي تصنع صواريخ دقيقة.

 

بالإضافة إلى ضمان إخراج جميع أنظمة الدفاع الجوي التي تحمي الأسلحة المذكورة أعلاه من سوريا.

 

كما طالبت دولة الاحتلال بإغلاق المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان، وبين سوريا والعراق، لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية.

 

وزعم الموقع نقلا عن المسؤول أن روسيا "ملتزمة" بإقامة حزام أمني بعرض حوالي 100 كم عند حدود دولة الاحتلال الشمالية، مضيفا أن بلاده راضية عن ذلك "كخطوة أولى"، ولكنها ستستمر بالعمل لمنع "التجذر الإيراني" في أي مكان آخر في سوريا.

 

وبحسب المسؤول، فإنه "ما دامت لدى القوات الإيرانية القدرة على إطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه أهداف إسرائيلية، حتى إن كانت تقع خارج المنطقة العازلة، لن يتوقف سلاح الجو الإسرائيلي عن العمل من أجل حماية المواطنين الإسرائيليين".

 

وتابع أنه حتى موافقة طهران المفترضة على إنشاء منطقة عرضها 100 كم تخلو من "القوات الإيرانية أو المليشيات التي تدعمها" غير كاف بالنسبة للاحتلال، معتبرا أن "إيران تريد تحويل سوريا إلى لبنان آخر، ونحن عازمون على منع ذلك".

 

وأضاف المصدر أن الجانب الإسرائيلي قدم للافروف والوفد الروسي "معلومات مفصلة جدا" حول هذا الموضوع.

 

مراوغة إيرانية

 

 أكثم نعيسة سياسي سوري، ومدير مركز الشام للدراسات الديمقراطية وحقوق الإنسان، قال إن تصريحات الحرس الثوري الإيراني الأخيرة بشأن عدم نيتهم البقاء طويلًا في سوريا، مراوغة سياسية لكن يمكن حدوثها على أرض الواقع.

 

وأضاف لـ "مصر العربية" أن جميع المساعي الأمريكية والأوروبية تدفع باتجاه إضاف النفوذ الإيراني في سوريا، خصوصا بعد تنفيذ الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على طهران.

 

وأكد أن إيران تلمح بأنها مستعدة للتخلي جزئيًا عن حصتها في سوريا،  خصوصا وأنها لم تعد بحاجة إلى كل هذا الكم من العتاد والسلاح والبشر على المستوى العسكري، حيث باتت المعارك أقل عنفا وأقل اتساعا.

 

وأردف: "بتلك الخطوة تقوم إيران بإرضاء الغرب من جهة إلى حد ما، وكذلك تخفيف الجهد العسكري والمالي عنها وخاصة بعد تطبيق العقوبات الأمريكية الأخيرة".

 

خروج قريب

 

 

بدوره قال إبراهيم الطقش الخبير العسكري السوري، إن إيران بجرائمها ومساعدتها للنظام هي وأذرعها (حزب الله والمليشيات العراقية والحرس الثوري) وغيرها من المليشيات، انتهى دورها، بعد استسلام المعارضة في مناطق كثيرة بسوريا، وأعتقد أنها لن تحصل على مكاسب كما كانت تعتقد، فإسرائيل وأمريكا وروسيا وتركيا، لا يريدون لها دورا في سوريا.

 

وأوضح الطقش في تصريحات لـ "مصر العربية" أن حلم طهران وهلالها الشيعي، وكذلك حلمها بامتلاك قواعد عسكرية لن يحدث، قائلا: الكل يريد لطهران الخروج دون مكاسب رغم حربها في سوريا لأكثر من 5 سنوات.

 

وتابع: إيران لم تعد قوى فاعلة في سوريا، وما يحدث وقصفها من قبل "إسرائيل" لأكثر من مرة في هذا الشهر دون رد منها، يؤكد قرب خروجها، ومن المؤكد أن ثمة اتفاقات دولية تقف وراء ذلك.

 

وأشار إلى أن روسيا قد تجبر إيران على مغادرة سوريا.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان