رئيس التحرير: عادل صبري 02:48 مساءً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«خسوف العرب».. تحديات تصطدم بقمة مدينة القمر

«خسوف العرب».. تحديات تصطدم بقمة مدينة القمر

العرب والعالم

أعلام الدول العربية

الدورة الـ29

«خسوف العرب».. تحديات تصطدم بقمة مدينة القمر

أحمد علاء 15 أبريل 2018 10:13
"الشيء الوحيد الذي يجمعنا نحن (الزعماء العرب) هو مكان انعقاد الجلسة".. يومًا بعد يوم، وقمة تلو أخرى، تثبت الوقائع مدى الصدقية التي عاشها لحظةً الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، عند حديثه عن قمة عربية، تعقد اليوم الأحد دورة جديدة لها.
 
في مدينة الظهران شرقي المملكة الشهيرة بـ"مدينة القمر"، لا في عاصمتها تعقد قمة العربية" target="_blank">القمة العربية الـ29، وذلك في مركز الملك عبد العزيز الثقافي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
 
يضمّ جدول أعمال القمة 18 بندًا حول قضايا عربية مختلفة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، في مقدمتها القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وانتهاكات إسرائيل في القدس المحتلة ودعم موازنة فلسطين، إضافة إلى الوضع في الجولان السوري المحتل، وسبل دعم لبنان وتعزيز التضامن معه، وبالطبع تتطرق المداولات حول الوضع في سوريا والأزمة في اليمن، بالإضافة إلى جهود محاربة التنظيمات المتطرفة وسبل مواجهة التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، بحسب فضائية "العربية" السعودية.
 
ربما فرضت العديد من التطورات نفسها على هذه القمة لتكون "استثنائية"، آخرها الضربات العسكرية الثلاثية التي نفّذته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد مواقع مهمة للنظام السوري، عقابًا له على تنفيذ هجوم كيماوي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية في وقتٍ سابق من أبريل الجاري.
 
هذه الضربات قسّمت مواقف العرب بين التأييد والرفض، وتصدر "المعسكر الأول" دولتا السعودية وقطر، بينما رفضتها مصر ودول أخرى.
 
الحدث الثاني - زمنيًّا - هو تطورات القضية الفلسطينية، ففي مدن عدة يرابط فلسطينيون يقاومون انتهاكات الاحتلال في مسيرات العودة، التي تخرج كل يوم جمعة، وهي مسيرات أسقطت أكثر من 30 شهيدًا، وإزاء انتقادات كثيرة لحالة عربية صامتة إزاء هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، إلا أنّ الأكثر فداحة ما أوردته مواقع إخبارية عن ممارسة مصر ضغوطًا على حركة المقاومة الإسلامية  "حماس" لوقف مسيرات العودة، وذلك بضغط من السعودية.
 
صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية نقلت عن مسؤول مصري أنّ القاهرة والرياض تواصلتا مع حركة حماس لإنهاء المظاهرات السنوية الخاصة بمسيرة العودة الكبرى، وأنّ مصر عرضت مقابل وقف المظاهرات ضمان فتح معبر رفح الحدودي، وحتى وإن جاء تحت إشراف الرياض.
 
كما نقل موقع "الخليج أونلاين" عن مسؤول بالخارجية المصرية - لم يكشف عن اسمه - تحذيره من تفجر الأوضاع في قطاع غزة المحاصر، معبرا عن خشيته من ينتقل الغضب الفلسطيني للحدود مع مصر ما قد "يضع القاهرة في موقف محرج محليًّا وعربيًّا ودوليًّا"، بحسب تعبيره.
 
إن صحّت هذه التقارير، فيمكن القول إنّها تجهض رغبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أعرب عن تطلعه لأن تطلق عليها "قمة القدس" لمواجهة الهجمات الشرسة التي يتعرضون لها عقب القرارات الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، ونقل سفارتهم إليها.
 
الأزمة في اليمن أيضًا جزءٌ من برنامج القمة، ويتضح أنّ الرياض تحاول أن توجّهها نحو الخطر الذي تتعرض لها جرّاء هجمات الانقلابيين الحوثيين ضدها داخل أراضيها، بيد أنّ جانبًا آخرًا من الأزمة يتعلق بالمأساة الإنسانية هناك، لا سيّما التقارير التي تتحدث عن تفشي وباء الكوليرا وبل والمجاعة أيضًا هناك، بالإضافة إلى سقوط عشرات الآلاف المدنيين بين قتيل وجريح جرّاء غارات كل طرف، سواء الشرعية أو الانقلابيين.
 
وتوجه العديد من الاتهامات إلى كل من طرفي الأزمة، لا سيّما السعودية التي تقود التحالف العربي، فهي لا تسير نحو الحل السياسي في اليمن كما أنّ لم تحسم المواجهة العسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
 
وعند الحديث عن إيران، بات العديد من المحللين يعتبرون أنّ اليمن تحوّل إلى ساحة حرب بين الرياض ممثلة في التحالف العربي، وطهران عبر ذراعها الحوثي.
 
كما أنّ إيران هي عنوان زلزال آخر في المنطقة العربية، ففي الخامس من يونيو الماضي قررت دول السعودية ومصر والبحرين والإمارات قطع علاقاتها مع قطر، بذريعة دعمها للإرهاب، بينما تنفي الدوحة هذا الاتهام عن نفسها وتتحدث عن محاولات من قِبل معسكر الحصار للتدخل في قرارها الوطني.
 
وبعيدًا عن تهمة "دعم الإرهاب"، فإنّ ما تراه الدول الأربع من تقارب قطري إيراني، هو لُب الأزمة الخليجية، إذ يُطلب من قطر قطع علاقاتها مع طهران، وهو مطلب قدم صراحة ومباشرة، ويرفض معسكر الحصار التفاوض في شأنه.
 
توضح هذه الأزمات حجم التحديات التي تواجهها قمة العربية" target="_blank">القمة العربية الراهنة، وبخاصةً عندما يُرفع شعار "اتفقوا على ألا يتفقوا"، وهي جملة كثيرًا ما لازمت قمم العرب.
 
في معرض تعقيبه على انعقاد القمة، يقول الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور عمر الشرعبي: "انعقاد قمة العربية" target="_blank">القمة العربية في ظل هذه الظروف العصيبة والمركبة على الدول العربية إجمالًا تعطينا انطباعًا أنّها لا يمكن أن تأتي بحلول".
 
ويضيف في حديث لـ"": "في مثل هذه الظروف، تتم مناقشة الحيثيات والأزمات وعرضها فقط للإعلام، ونجد أنّ التدخل الغربي والخارجي على الدول العربية يزيد يوم بعد يوم.. كل تلك المعطيات إنما تدل على ضعف ووهن الجامعة العربية، وكل ذلك تجلى في الأزمة الخليجية سنة ١٩٩٠ ومن بعدها الأزمة العراقية، والآن الأزمة الليبية والسورية وحربها الضروس داخليًّا وخارجيًّا".
 
ويتابع: "التدخل الأخير في سوريا عبر مجموعة من الصواريخ التوماهوك لأمريكا وبريطانيا وفرنسا دليل على عدم الاهتمام لتلك الدول بجامعة الدول العربية كممثل رسمي للدول العربية وأخيرًا وليس آخرًا الأزمة اليمنية وما تبعها من مأساة إنسانية في مشارق أرضها وغربها". 
 
الأزمات في الدول العربية - يوضح الشرعبي - يجب أن تحل بشيء من التحليل، وذلك ضمن السيناريوهات المتاحة والتعامل مع كل أزمة باستراتيجية تتناسب معها علميًّا وتطبيقها عمليًّا، بما يحقق مصالح العرب أجمعين، وليس وفق أجندات خارجية.
 
"من وجهة نظري.. أرى أنّ القمة لن تقدم ولن تؤخر شيئًا في الأزمات بشكل عام لأنّه على مدى تاريخ قمم الجامعة سواء الاستثنائية أو الدورية العادية لم يتم حل أي قضية طلية انعقاد الجامعة، وإنما يتم رفع  تلك الأزمات والمشكلات العربية للأمم المتحدة أو بالأحرى إلى الولايات المتحدة الأمريكية للحل، وبدورها تتخذ الخطوات والأساليب العسكرية للحل عبر القوة المفرطة في أغلب القضايا".. يذكر الباحث اليمني.
 
ويستطرد: "لعل رسالة بوتين في قمة العربية" target="_blank">القمة العربية التي تلت تدخل التحالف العربي في اليمن كانت نموذجًا للتجاهل العربي من بعض الدول لتلك الرسالة التي حملت الكثير من الحلول وما كان من روسيا الاتحادية إلا أنّها اتخذت قرار التدخل العسكري بطلب من بشار الأسد وبإيعاز من الروس لمنحهم الصفة الشرعية، لذلك التدخل الذي برروه أنّه تم بطلب من الرئيس الشرعي لسوريا".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان