رئيس التحرير: عادل صبري 03:14 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بدعاوي انفصال الجنوب.. الأزمة اليمنية تزداد تعقيدًا

بدعاوي انفصال الجنوب.. الأزمة اليمنية تزداد تعقيدًا

العرب والعالم

جانب من القتال في اليمن

بدعاوي انفصال الجنوب.. الأزمة اليمنية تزداد تعقيدًا

أحمد جدوع 17 أكتوبر 2017 10:22

يبدو أنَّ الأزمة اليمنية ستزداد تعقيداً بعد الدعاوي المتكررة لما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المناوئ لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، بانفصال الجنوب عن الدولة اليمنية.

 

وجدد رئيس المجلس عيدروس الزبيدي إعلانه بأن المجلس الانتقالي بصدد الترتيب لاستفتاء على انفصال الجنوب عن دولة الوحدة، التي قامت في 22 (مايو) 1990 بين شمال اليمن وجنوبه.

 

وقال الزبيدي في خطاب أمام الحشود المؤيدة له خلال فعاليات جماهيرية وسياسية بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لثورة جنوب اليمن على الاستعمار البريطاني: إنه سيتم تأسيس "جمعية وطنية" للمجلس الجنوبي تضم 303 أعضاء جنوبيين، وتتولى خلال أسابيع إجراء الترتيبات لاستفتاء الانفصال.

 

تصعيد ضد الحكومة

 

وأعلن التصعيد السياسي والشعبي ضد حكومة أحمد بن دغر، التي قال إنها مستضافة موقتًا في عدن، لكونها فشلت في تحقيق تطلعات الجنوبيين، وفي محاولة إعادة القوات الشمالية إلى الجنوب.
 

وفي رده على تصريحات الزبيدي ضد حكومته، وفعاليات المجلس الانتقالي الجنوبي عقب دعوات إلى تشكيل حكومة في عدن، حذر بن دغر "الجنوبيين" من التفكير في الاستيلاء على السلطة.

 

وتشهد مدينة عدن انقسامًا بين أنصار الرئيس عبدربه منصور هادي، وأنصار المجلس الانتقالي في الجنوب الذي تم تشكيله في مايو الماضي لإدارة وتمثيل الجنوب داخليا وخارجيا .

 

منعطف جديد

 

ودخل اليمن في أتون الحرب إثر انقلاب مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح على السلطة الشرعية مطلع 2015، الذي على إثره تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية لإعادة السلطة الشرعية، بطلب من الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي.

ويمثل جنوب اليمن ثلثيْ مساحة اليمن الموحّد، ويعيش فيه ربع عدد السكان الحالي، ويضم 70% من الثروات الطبيعية لمجموع البلاد.

 

واعتبر مراقبون أن هذه الدعوات منعطف جديد في مسار الأحداث باليمن الذي مزقته الصراعات المسلحة على السلطة، كما أن هناك أيادي عربية وقد تكون الإمارات وارء هذه الدعوات.
 

فتش عن الإمارات

 

بدوره قال الناشط السياسي اليمني عاصم سلام قال إن المستفيد الأول من الانفصال هى الإمارات وذلك للسيطرة على ميناء عدن والمنطقة الحرة المستقبلية الواعدة في هذه المدينة، وهو ما سيعطيها أفضلية ويمنع الإضرار بالحركة التجارية للمنطقة الحرة الدولية في دبي.
 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أنّ الإمارات فعليًا هى التي تدير الحياة السياسية في جنوب اليمن من خلال الحزام الأمني الذي صنعته في الجنوب، وذلك لإزاحة أي تيار أو قوى تزاحم دبي في الجنوب.
 

وأوضح أنّ الإمارات جاءت لتنفذ مخطط الشرق الأوسط الجديد فقد دعمت الانقلاب في تركيا3 مليار دولار لماذا، تدعم حفتر في ليبيا، وأتت بدعوة حكومية لليمن فانقلبت ولها مآرب، كما أنها كانت سببا رئيسيا في الأزمة الخليجية مع قطر.

 

وأشار إلى أن الزبيدي يتحدث عن نفسه فقط فإذا كان يريد انفصال والعودة إلى ماقبل عام 90، فحضرموت والمره أيضًا يريدون أن يعودوا إلى ماقبل عام 67 عندما ضمتها بريطانيا بالقوة لليمن الجنوبي، مؤكدًا أن قوة اليمن في وحدته ولن يزيد الانفصال اليمن إلا صراعا.

 

 

سيطرة إدارية

 

فيما قال الإعلامي اليمني محمود الطاهر إن السيطرة الإدارية على ميناء عدن والمنطقة الحرة المستقبلية الواعدة في هذه المدينة، وهو ما سيعطيها أفضلية ويمنع الإضرار بالحركة التجارية للمنطقة الحرة الدولية في دبي.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن دعوات الانفصال استغلت التحالف العربي لتنفيذ أجندة إقليمية، وعملوا قادة الانفصال المدعومين من إيران ودول خليجية على ترسيخ فكرة الانفصال لدى أبناء المحافظات الجنوبية، وما زاد دعمهم هو صمت حكومة هادي لتصرفاتهم حتى وصلوا إلى تأسيس مجلس انتقالي في الجنوب..

 

وأوضح أنه كان على الحكومة أن تعلن الحرب عليهم أو على الأقل اعتبارهم انقلابيين وتعاملهم كما تعامل الحوثيين، لكن صمتها يؤكد رضاها لما يحدث، مشيراً أن ذلك يهدد استقرار اليمن لأن سيفتح الباب لإقامة دويلات عدة، وليس جنوب فحسب.

 

وأشار إلى أن هناك نية لقيادة ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي بإجراء استفتاء شعبي وتزوير نتائجه لتظهر النتائج على غرار استفتاء كردستان وكتالونيا، وهذا الأمر يتعلق بالأحداث الجارية في العراق، فإن أعادت العراق كردستان إلى حضنها بالقوة فإن الجنوبيين سيتراجعون عن الاستفتاء إذا وجدوا أن هادي وحكومته غير راضيين عن الانفصال.

 

وأكد أن المؤتمر الشعبي العام لن يقبل بأي تمزيق للوحدة التي تحققت على يده في الثاني والعشرين من مايو ١٩٩٠، وبالتالي فإنّ ذلك يعزز من موقفه شعبيًا ويزيد من رصيده.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان