رئيس التحرير: عادل صبري 02:00 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد سيطرة حفتر على بنغازي.. إلى أين سيتجه الجنرال الليبي؟

بعد سيطرة حفتر على بنغازي.. إلى أين سيتجه الجنرال الليبي؟

العرب والعالم

حفتر يسيطر على بنغازي

بعد سيطرة حفتر على بنغازي.. إلى أين سيتجه الجنرال الليبي؟

أيمن الأمين 08 يوليو 2017 13:59

 

بعد ثلاث سنوات من الصراع داخل بنغازي شرقي ليبيا، سيطرت قوات الجنرال العسكري خليفة حفتر، على المدينة التي انطلقت منها شرارة الثورة ضد نظام العقيد معمر القذافي عام 2011..

 

سيطرة حفتر على المدينة حملت معها الكثير من التكهنات حول مستقبل المدينة الثائرة، وإلى أين سيتجه الجنرال العسكري بعد بنغازي؟ وكيف ستتعامل معه الأمم المتحدة (غير معترفة به) بعد سيطرته على ثاني أكبر مدن ليبيا.

 

وكان حفتر، المدعوم من دول عربية أكّد، أن قواته سيطرت على مدينة بنغازي بالكامل، بعد ثلاث سنوات من الصراع المستمر مع قوى مسلحة أخرى في المدينة.

 

سيطرة حفتر

 

سيطرة حفتر على المدينة جاءت بعد أقل من شهرين من قيام القوات الجوية المصرية بتوجيه ضربات لما قالت إنها جماعات مسلحة تستهدف أمنها، وهو ما رد عليه البعض بالقول إن الضربات المصرية تستهدف خصوم حفتر بالأساس، وتسعى لتمهيد الطريق أمامه لبسط سيطرته على كامل المدينة؛ تمهيداً للتحرك صوب العاصمة طرابلس.

وفي كلمة بثتها إحدى القنوات الليبية، قال حفتر وهو يرتدي زيه العسكري "نزف إليكم اليوم بشرى تحرير مدينة بنغازي من الإرهاب تحريراً كاملاً غير منقوص، ونعلن انتصار الجيش الوطني في معركة الكرامة ضد الإرهاب".

 

ويطلق حفتر على القوات الموالية له، والتي تشكّلت عام 2014 بدعم من دول عربية، اسم "الجيش الوطني الليبي"، كما أنه أطلق على العملية العسكرية التي استهدف من خلالها السيطرة على المنطقة الشرقية اسم "كرامة ليبيا".

 

دعم عربي

 

سليمان المعتوق المحلل السياسي الليبي قال إن الشعب الليبي هو من يدفع الثمن الآن، فالتركيبة الاجتماعية لبنغازي في السنوات الأخيرة دمرت، وبعد أسابيع سنسمع عن ضرب داخل طرابلس ومنطقة بني الوليد وسرت وغيرها، مضيفا قوات حفتر تمكنت من بنغازي بفضل دعم بعض الدول العربية له، لكن السيطرة ربما لم تطل.

 

وأكمل السياسي الليبي لـ"مصر العربية" أن الانتصارات العسكرية في ليبيا غير دائمة، فطبيعة القتال في بلدنا تختلف، "مساحات كبيرة من الأرض، قبائل، عائلات، إلخخ"، وبالتالي من الممكن أن تعاود القوات التي فرت من بنغازي للمدينة ذاتها بعد تجميع قواتها، لم لا؟.

يبدو الأمر محسوماً عسكرياً لحفتر في الشرق، باستثناء مدينة درنة، لكن ليبيا في الوقت الحالي لا تستطيع الحكم عليها.

 

بنغازي ستشتعل أكثر في الأيام المقبلة، الكلام على لسان المعتوق، والذ أكد أن الصراع سيتحول من عسكري لصراع عن المصالح والمطامع، فالمدينة قد تتدخل في حرب أهلية، سيقودها من يتحدثون عن العرق.

 

الهجوم على طرابلس

 

في المقابل حذر الخبير العسكري الليبي، عادل عبد الكافي، من تبعات سيطرة حفتر على بنغازي، قائلاً: "إن حفتر يستعد الآن لنقل الصراع والمعارك لمناطق أخرى من ليبيا".

 

وأضاف عبد الكافي، عبر صفحته على فيسبوك: "سيوقن الجميع أن بنغازي كانت صمام الأمان، وأنه ما كان يجب التخلّي عنها، والتحجّج والهروب، والحديث عن حلول سياسية لم يهتم لها حفتر والدول الداعمة له".

 

وتابع الخبير الليبي: "سافر السراج وناقش وقابل حفتر في الإمارات والعملية العسكرية مستمرة، يتحدثون عن تهدئة ووفاق والعملية العسكرية سارية والقصف الأجنبي مستمر. مشروع دولي واضح بخطى عسكرية ودعم لا يتوقف، وما زال التصعيد مستمراً".

ومنذ ظهوره على الساحة الليبية، أعلن حفتر أن طرابلس هي هدفه الرئيسي، وكذا السيطرة على عموم المنطقة الغربية. وعقب الانتصار الذي حققه في منطقة الجفرة (وسط البلاد)، جدد العقيد أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات حفتر، في 3 يونيو 2017، تأكيد أن الانتصار في الجفرة يقرّب قواته من نصر أكبر وأهم في العاصمة.

 

سقوط القذافي

 

وبعد ست سنوات من سقوط نظام العقيد معمر القذافي، لم تتمكن الأطراف السياسية من التوصل لتوافق يجنّب البلاد السقوط في أتّون الحرب التي زادها ظهور حفتر اشتعالاً، حتى وصلت ليبيا إلى النقطة التي باتت عودة نظام القذافي (متمثلاً في حفتر) للسيطرة على المشهد أقرب ما يتصوّر البعض.

 

في غضون ذلك، حذر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية مجموعات مسلّحة وصفها بـ "الزمرة الخارجة عن القانون"، من أن أي تحرك مسلح باتجاه العاصمة (طرابلس)، "سيواجه بحسم وقوة".

وأضاف المجلس الرئاسي، في بيان له، فجر الجمعة 7 يوليو 2017، أن المجلس أصدر تعليماته للأجهزة الأمنية التابعة للداخلية والدفاع والحرس الرئاسي بالعاصمة طرابلس لاتخاذ كل التدابير اللازمة "لمواجهة المجموعات المارقة الخارجة عن القانون وعن الشرعية بكل حزم".

 

وتابع: "وضعنا المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، وتم الاتصال بالدول الصديقة (لم يسمّها) بخصوص التحركات المشبوهة لضمان أمن العاصمة وحماية المدنيين".

 

اعلان

اعلان