رئيس التحرير: عادل صبري 10:56 مساءً | الاثنين 30 يونيو 2025 م | 04 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

" مارع".. المقاوم السوري الذي حفر قبره بيده!

 مارع.. المقاوم السوري الذي حفر قبره بيده!

العرب والعالم

الشهيد عبد القادر الصالح

" مارع".. المقاوم السوري الذي حفر قبره بيده!

أسامة إبراهيم 20 نوفمبر 2013 18:41

منذ تأسيس لواء التوحيد في مطلع شهر يوليو عام 2011، وهو يعد الأقوى بين فصائل المقاومة السورية، فقد خاض معارك ضارية ضد قوات بشار الأسد أسفرت عن سيطرته على أكثر من 70 % من الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة حاليًا.

 

إنه "عبد القادر الصالح" الذي ولد في بلدة مارع في الريف الشمالي لحلب عام 1979، وكان متزوجًا وأبًا لخمسة أطفال، وعمل في تجارة الحبوب والمواد الغذائية قبل أن ينخرط في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام السوري عام 2011.

 

وكان في طليعة المنظمين للنشاط السلمي والمظاهرات في مارع وحينها أطلق عليه اسم "حجي مارع". بعد ذلك بشهور انتقل إلى العمل المسلح بعد بداية الثورة. ثم اختير ليكون قائد الكتيبة المحلية في بلدة مارع، ثم قائدًا لمجموعة من الكتائب العسكرية التي قاتلت في الريف الشمالي لحلب تحت اسم لواء التوحيد حيث شكل أول مجموعة مسلحة ضد النظام في تلك المنطقة، واشتهر عنه بيع الكثير من أملاكه لشراء السلاح لمواجهة النظام وقواته. وشارك في العديد من المعارك أهمها معارك السيطرة على مدينة إعزاز الحدودية مع تركيا، ومدن الراعي وجرابلس والعديد من البلدات الكبرى في ريف حلب الشمالي.

 

وكان لواء التوحيد تحته قيادته من أولى التشكيلات الكبيرة التي وحدت الفصائل المقاتلة في منطقة حلب وريفها. وكان أول من دخل مدينة حلب التي تأخرت في دخول معترك الحرب السورية. وتجلت قوته في معارك أحياء صلاح الدين والصاخور وسيف الدولة، حيث بدأ يلمع نجم عبد القادر الصالح. كما تمكن من دخول الطرف الغربي لحلب بعد اشتباكات دامية بين ثوار حي صلاح الدين وقوات النظام، على الرغم من تخطيط اللواء المسبق للدخول من الطرف الشرقي لمدينة حلب.


وفي اليوم الأول للمعارك تمكن الصالح وقواته من إدخال 275 مقاتلا، وفي اليوم التالي تم إدخال نحو 500 مقاتل إلى الأحياء الشرقية لحلب.

وشارك في العديد من المعارك الأولى في تلك المدينة، حتى تمكن من السيطرة على المراكز الأمنية في النيرب والشعار وهنانو والصالحين ومقر الجيش الشعبي وثكنة هنانو ومضافة آل بري، ومدرسة المشاة بحلب، ومشفى الكندي.

 

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه شارك في معارك كبرى خارج حلب إلى جانب المئات من المقاتلين من لواء التوحيد. فكان من القلائل الذين توجهوا لمؤازرة المقاتلين في القصير عندما كانت المعركة في أوجها بينما رفضت الفصائل الأخرى الدخول في المعركة في معارك القصير في حمص قبل أن تسيطر قوات النظام عليها في وقت سابق من العام الحالي. كما شارك في قيادة معارك "قادمون يا حماة" في ريف حماة، وعاد الشهر الماضي للمشاركة في معارك السفيرة في الريف الجنوبي لحلب والتي تمكنت قوات النظام من السيطرة عليها بعد معارك ضارية.


وقد تمكن الصالح من ضم أكثر من 10000 مقاتل يمتلكون تسليحًا خفيفًا ومتوسطًا من رشاشات ثقيلة وقاذفات صاروخية مضادة للدروع متطورة والقليل من السلاح الثقيل المصادر من مخازن ومراكز الجيش السوري النظامي من ناقلات جند ودبابات. كما انخرط في جهود توحيد الفصائل الإسلامية. وقد اجتمع منذ أيام معدودة مع قادة كل من جيش الإسلام، حركة أحرار الشام الإسلامية وصقور الشام لهذه الغاية.

 

وفي ظهوره العلني الأخير منذ 5 أيام على جبهة اللواء 80 على أطراف مدينة حلب، حث جنوده على القتال والثبات في وجه الحملة العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري النظامي في حلب وريفها منذ عدة أيام والتي وصلت إلى أوجها في السفيرة، تل عرن وفي عملية استرداد اللواء 80 من المعارضة المسلحة.

 

وقد تعرض الصالح إلى أكثر من حادثة اغتيال، كما ان النظام السوري وضع مكافأة مالية وقدرها 200 ألف دولار لمن يعتقله أو يقتله. إلى أن أصيب بإصابات بالغة إثر قصف طائرة تابعة للنظام اجتماعا لقادة لواء التوحيد في مدرسة المشاة بحلب كان مخصصا للتخطيط لاستعادة السيطرة على اللواء 80 قرب مطار حلب والذي تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة عليه قبل أيام. و أُعلنت وفاته يوم الاثنين 18 نوفمبر الجاري في أحد مستشفيات مدينة غازي عنتاب وقد دفن في مدينته مارع بقبر حفره لنفسه وأوصى بأن يدفن فيه.

 

وتشير معلومات أولية إلى أنه بعد إصابة الصالح تم نقله إلى الأراضي التركية وإلى غازي عنتاب تحديدًا ليتم إسعافه، وبعد ذلك يقال أنه تم نقله جوا إلى أنقرة لخطورة إصابته، إلا أنه ما لبث أن توفي متأثرا بجروحه.

 

لم يتعدَ عمر عبد القادر الصالح الـ 33 عامًا عند وفاته، إلا أنه صنع لنفسه كاريزما جمعت العديد من الكتائب حوله. إذ أنه من القلة القليلة التي تجتمع على محبتها كل الفصائل المقاتلة المعارضة في سوريا بالرغم من الخلافات القائمة. فهو شخصية جامعة ومعروفة بإخلاصها وبنزاهتها في الوسط السوري المعارض. وكان متدينا ومعروفا ببساطة عيشه وبتواضعه، حتى أن عائلته مكثت في مسقط رأسه مارع إلى فترة ليست ببعيدة. ويقال بحسب أبناء البلدة أن صالح في زيارته الأخيرة طلب أن يحفر قبره وأوصى بأن يدفن في مارع.

 

شاهد فيديو نادر للمعارض الراحل:


http://www.youtube.com/watch?v=mVxC6DblKck


إقرا أيضًا:
 
نجم المعارضة السورية.."بعيون كويتية"

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان