رئيس التحرير: عادل صبري 05:55 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

"بيت المقدس".. من معاداة إسرائيل إلى استهداف الأبرياء

"بيت المقدس".. من معاداة إسرائيل إلى استهداف الأبرياء

أحمد جمال 20 نوفمبر 2013 15:29

"أنصار بيت المقدس" حركة إرهابية تحولت أهدافها من مواجهة العدو الصهيوني إلى خدمته بعد عزل الرئيس محمد مرسي، فالجماعة الإرهابية وجهت عملياتها إلى داخل مصر بعد أن كانت توجهها إلى تل أبيب، واستهدفت عددا من القيادات الأمنية وأصبح هدفها ترويع الأبرياء وزعزعة استقرار أمن مصر التي تصب في الأساس لصالح إسرائيل.

 

جاءت محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم قبل شهرين، باكورة سلسلة من العمليات النوعية التي تستهدف فيها القيادات الأمنية والعسكرية، حيث أعلنت أخيرا مسئوليتها عن اغتيال المقدم محمد مبروك مسئول ملف التطرف بجهاز الأمن الوطني، مما دفع المراقبين لتحميلها مسئولية الحادث اليوم في سيناء الذي راح ضحيته عشرة جنود تابعين للجيش المصري.

 

وترجع بداية ظهور جماعة أنصار بيت القدس إلى عام 2011 عقب ثورة 25 يناير، وما ترتب عليها من انفلات أمني في ربوع مصر، وعلى الرغم من تأكيدها في هذا الوقت أنها تسعى لاستهداف العدو الإسرائيلي وتبنت سلسلة عمليات تفجير خطوط الغاز كما قامت بعملية إطلاق صواريخ على إيلات.

 

وظهر اسم جماعة "أنصار بيت المقدس" للمرة الأولى في يوم 25 يوليو 2012، الذي أعلنت فيه الجماعة مسئوليتها عبر فيديو بثته على شبكة "يوتيوب"، عن عمليات تفجير خط الغاز بزعم أن مصر تواصل تصديره لإسرائيل، وظهر في الفيديو بعض الملثمين يرتدون ملابس عسكرية، وبحوزتهم أسلحة يخططون لعملية التفجير، فيما لم تعرف هويتهم، كما صور الفيديو عملية التفجير بالتفصيل وكيفية تنفيذها.

 

وكان الظهور الثانى لتنظيم "أنصار بيت المقدس"، في شهر أغسطس 2012، وأعلنت الجماعة مسئوليتها عن إطلاق صاروخين طراز جراد على منتجع إيلات السياحي جنوب إسرائيل، لكن الصورايخ التي أطلقتها لم تسبب أي أضرار أو إصابات، ولكنها جاءت في أعقاب الاضطراب الأمني في شبه جزيرة سيناء، بما في ذلك الهجوم على قوات الأمن المصرية التي خلفت 16 قتيلا من أفراد الأمن.

 

كما أعلنت الجماعة نفسها في شهر سبتمبر 2012 وكان ظهورها الثالث للتنظيم، حين أعلنت أنها تمكنت من قتل "أحد عملاء إسرائيل" وفصلت رأسه عن جسده، انتقاما من مشاركته في عملية اغتيال الجهادي إبراهيم بريكات، ولاحقا أكدت أنها قتلت "العميل الثاني" فيما فر الثالث إلى إسرائيل.

 

وبحسب مصادر جهادية فإن جماعة "أنصار بيت المقدس" تضم عناصر فلسطينية مسلحة بسيناء تمكنت في الفترة الأخيرة من تطوير تكتيكاتها بشكل ملحوظ، حتى وصل إلى إتقان العمليات التفجيرية بالسيارات المفخخة والأساليب الانتحارية، ولأول مرة منذ ظهورها تتبنى إحدى العمليات الإرهابية خارج حدود سيناء، في تطور نوعي خطير يهدد الأمن القومي المصري.

 

وكانت قد قامت بعدد من العمليات الإرهابية عقب 3 يوليو حيث أعلنت مسئوليتها عن التفجيرين اللذين استهدفا مبنى للمخابرات الحربية في مدينة رفح وكمينا للجيش ونتج عنه مقتل ستة جنود، وأصيب 17 آخرون بينهم مدنيون.

 

كما أنها أعنلت عن مسئوليتها عن العملية الإرهابية بمديرية أمن جنوب سيناء الشهر الماضي قبل أن تعلن عن مسئوليتها عن محاولة اغتيال وزير الداخلية.

 

وتشير المعلومات إلى أن جماعة "أنصار بيت المقدس" دأبت على أن تطلق على عملياتها الإرهابية اسم "الغزوة"، وهذا ما جاء في بيانها بشأن استهداف وزير الداخلية.. تماماً كما تطلق على عملياتها ضد الكيان الصهيوني!

 

كما أن معلومات بعض الجهاديين في سيناء تؤكد أن جماعة "أنصار بيت المقدس" أعلنت عن نفسها بشكل رسمي عقب ثورة يناير، بانضمام عناصر فلسطينية تسللت من غزة تطلق على نفسها اسم "أنصار بيت المقدس" للعناصر التكفيرية بجماعة «التوحيد والجهاد» بسيناء والاندماج في كيان واحد، توافقوا على تسميته جماعة "أنصار بيت المقدس".

 

وبدا واضحا أن الجماعة تقصر عملياتها على العدو الإسرائيلي، حتى سقط الرئيس المعزول مرسى في 3 يوليو الماضي فغيرت بوصلة عملياتها نحو أهداف في الأراضي المصرية، فاستهدفت الأكمنة الأمنية والمؤسسات الشرطية بسيناء وطورت من أساليبها على استخدام الأساليب الانتحارية والتفجيرات عن بُعد للعبوات الناسفة والسيارات المفخخة.

 

وتؤكد المعلومات أن جماعة "أنصار بيت المقدس" تعتنق عقيدة أهل السنة والجماعة، وتقوم أفكارها على شقين؛ شق خاص بعبادة الله وحده لا شريك له والدعوة إليه.. وتكفير أي شخص لا يؤمن بذلك، وثانيهما النهي عن الشرك في عبادة الله، والمعاداة فيه.. فهي مجموعة تميل بصورة كبيرة لأفكار التكفيريين.

 

وبحسب المعلومات فإن جماعة "أنصار بيت المقدس" توجد على الشريط الحدودي بين مصر وغزة بمدينتي رفح والشيخ زويد لاسيما بقرى المقاطعة والمهدية والظهير جنوب الشيخ زويد التي استهدفتها قوات الجيش مؤخراً كما أن لها تمركزا، وإن كان بأعداد قليلة وسط سيناء.

 

ولم يظهر اسم قائد هذه الجماعة إلى العلن حتى الآن لأسباب بالطبع أمنية، ولكن  تشكيل الجماعة ليس كبيرا حيث لا يزيد على 750 فردا فقط، منهم نحو 150 عنصرا فلسطينيا تلقوا تدريبات عسكرية متطورة من خلال حركة حماس.. بجانب 600 عنصر آخرين تابعين لما يسمى بجماعة "التوحيد والجهاد بسيناء" التي كانت تعتمد في عملياتها على أسلوب الهجوم المسلح المباشر في عملياتها الإرهابية قبل أن تطور عملياتها بالانضمام للعناصر الفلسطينية وتشكيل جماعة "أنصار بيت المقدس" ليحدث تطور كبير في تكتيكها المسلح بدأ بإطلاق الصواريخ وانتهى بالتفجير عن بُعد والسيارات المفخخة، ومعظم تلك العناصر تنتمي للقبائل العربية في سيناء ولا سيما قبيلتي السواركة والترابين.

 

وبزغ نجم تلك الجماعة عقب إعلانها مسئوليتها عن محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وبثها  لمقطع فيديو على شبكة الإنترنت كشفت خلاله عن تفاصيل محاولة الاغتيال التي وقعت في سبتمبر الماضي، زاعمة في التسجيل أن منفذ العملية رائد سبق له العمل بالجيش يدعى وليد بدر.

 

وادعت أن منفذ العملية تخرج في الكلية الحربية عام 1991، والتحق بسلاح الشؤون الإدارية فترة من الزمن، وتمت إقالته من الجيش المصري بعد وصوله إلى رتبة رائد.

 

وأشارت إلى أن وليد بدر هاجر إلى أفغانستان ثم العراق، وتم القبض عليه في إيران، ثم سافر إلى الشام، وبعدها عاد إلى مصر، ونفذ عملية التفجير ضد وزير الداخلية معلنة مقتله في تلك المحاولة.

 

وظهر بدر مرتديا ملابس عسكرية في مقطع الفيديو، موجها حديثه إلى الأحزاب الإسلامية التي شاركت في العملية الديمقراطية، قائلًا: "ليس هذا هو الإسلام الذي دعا إليه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو إسلام مشوه، وكنا ومازلنا ننصح الإخوان والسلفيين باتباع منهج الصحابة والرسول"، وذلك على حد وصفه.

 

وقال محمد حمزة ، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، عقب العملية، إن جماعة أنصار بيت المقدس جزء من تنظيم القاعدة وهو يمتلك جهازا إعلاميا يصور العمليات التي يقوم بها من أجل التفاخر بها، وهذا هو الأسلوب الذي تستخدمه القاعدة في هجماتها، كما أن المواد التفجيرية المستخدمة في محاولة الاغتيال الوزير تدل على أن هذه المواد كثيفة اللهب ليست مواد تفجيرية عادية ولكنها مواد متقدمة ممكن أن يكون استخدم فيها الأكسجين أو البوتاجاز.

 

وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مسئوليتها عن اغتيال المقدم محمد مبروك، مسئول ملف التطرف بجهاز الأمن الوطني


وهددت الجماعة وزارة الداخلية وأمن الدولة بحلقات قادمة من الاغتيالات إذا لم يتم إخراج جميع النساء من المعتقلات وأقسام الشرطة ومقرات أمن الدولة.

شاهد الفيديو:

 

http://www.youtube.com/watch?v=sgu6nXwpOD8#t=299

 

موضوعات ذات صلة:

 

"أنصار بيت المقدس"..بين الحقيقة والتهويل

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان