لقي ضابط رفيع في قوات الأمن اليمنية الخاصة برتبة عميد، مصرعه ومسلحان اثنان يعتقد انتماؤهما للقاعدة في مواجهات مسلحة وقعت اليوم بين قوات الجيش والأمن اليمنيين مع عناصر يعتقد انتماؤها للقاعدة في مديرية الشحر بمحافظة حضرموت جنوبي اليمن.
وقال مسئول أمني يمني إن "اشتباكات عنيفة اندلعت منذ فجر اليوم الأربعاء بين قوات الجيش اليمني بمشاركة قوات أمن وعناصر يعتقد انتماؤها لتنظيم القاعدة في مديرية الشحر جنوب البلاد".
وأشار شهود عيان إلى أن "عناصر الجيش استخدمت الأسلحة الثقيلة في مواجهاتها مع المسلحين الذين استخدموا القذائف والرشاشات".
وبحسب الشهود فإن "مديرية الشحر تشهد حاليًا شللاً تامًا؛ حيث امتنع العديد من السكان عن التجول في المنطقة أو الدخول والخروج منها".
وكانت مديرية الشحر قد شهدت مواجهات عنيفة بين قوات الجيش اليمني وعناصر يعتقد انتماؤها للقاعدة خلال الأشهر الماضية خلفت عددًا من القتلى من الجانبين.
ومن ناحية أخرى قتل شخصان، وأصيب ثلاثة آخرون، اليوم الأربعاء، برصاص مسلحين بمحافظة شبوة جنوبي اليمن، بحسب شهود عيان.
وأفاد الشهود أن "مسلحين يعتقد انتماؤهم للقاعدة قتلوا اثنين من بائعي شجرة القات، وأصابوا ثلاثة آخرين في منطقة عزان بمحافظة شبوة خلال مهاجمتهم لسيارتهم الخاصة بنقل القات"، مشيرين إلى أنه "لم يعرف أسباب قيام المسلحين بمهاجمة البائعين".
ومنذ بداية العام الماضي يشهد اليمن سلسلة اغتيالات وهجمات استهدفت عددًا من المسؤولين الحكوميين وقيادات بالجيش والشرطة، بجانب استهداف مقرات للجيش والشرطة.
وتتهم السلطات اليمنية تنظيم القاعدة بالمسؤولية عن تلك الهجمات.
وينشط تنظيم القاعدة في عدد من المحافظات الجنوبية والشرقية اليمنية، مستغلا الأوضاع السياسية والأمنية المتردية في البلاد.
من جهة أخرى، قال ناشط سلفي في منطقة دماج ذات الغالبية السلفية بمحافظة صعدة شمالي اليمن، اليوم، إن "جماعة الحوثي الشيعية واصلت اليوم الأربعاء قصف المنطقة بالرشاشات والقذائف ما أدى إلى إصابة شخص وطفلة بإصابات بالغة".
وأضاف أبو إسماعيل الوادعي في تصريحات لـ"الأناضول" أن "شخصًا توفي يوم أمس متأثرًا بجراح أصيب بها في وقت سابق، بالإضافة إلى إصابة شخصين آخرين جراء القصف الحوثي المستمر على المنطقة".
وأشار إلى أن "مسلحي الحوثي قصفوا، اليوم الأربعاء مسجدًا ومنزلاً بالرشاشات وقذائف الهاون دون وقوع أي إصابات"، فيما لم يتسن الحصول على تعقيب من القيادات الحوثية.
وأوضح المتحدث السلفي أن "لجنة الوساطة الرئاسية، ولجنة تقصي الحقائق المشكلة من البرلمان اليمني ستصلان اليوم إلى دماج من أجل تثبيت وقف إطلاق النار بين الحوثيين والسلفيين بعد فشلهما يوم أمس في ذلك".
وأضاف أن "اللجنتين هددتا جماعة الحوثي بمغادرة صعدة، وعقد مؤتمر صحفي بصنعاء إذا لم تتوقف الجماعة عن قصف منطقة دماج".
وأعلن الرئيس اليمني، الأسبوع الماضي، إعادة تشكيل لجنة الوساطة الرئاسية المشكلة منذ شهور، والمكلفة بحل نزاع منطقة دماج، وأمر بأن ترافقها كتيبة من الجيش، إلا أنها حتى اليوم لم تحقق هدفها، بحسب مصادر سلفية في المنطقة.
ومؤخرًا، ازدادت وتيرة المواجهات بين جماعة الحوثي، وجماعة سلفية تسكن منطقة "دماج" التابعة لمحافظة صعدة، التي يسيطر عليها الحوثيون منذ عام 2010، بعد أن خاضوا 6 حروب مع السلطات فى عهد نظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
وخلفت المواجهات حتى اليوم أكثر من 120 قتيلا ونحو250 مصابا في صفوف السلفيين في حين لم يعلن الحوثيون عن خسائرهم جراء المواجهات.
وبدأ النزاع الحوثي/السلفي مطلع عام 2011 بعد شهور من سيطرة الحوثيين على صعدة.
ويتهم السلفيون الحوثيين منذ ذلك الوقت بحصار المنطقة، وقتل أبنائها نظرًا لعدم قبولها الاحتكام إلى سلطات الحوثي فى المحافظة، حيث يسيطر الحوثيون على جميع مناطقها باستثناء منطقة دماج ذات الغالبية السلفية.
وفى المقابل، تقول جماعة الحوثي إنها تقاتل لإخراج "مقاتلين أجانب مسلحين وجماعات تكفيرية من المنطقة".
ونشأت جماعة الحوثي التي تنتمى إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد مؤسسها حسين بدر الحوثي، الذى قتلته القوات اليمنية منتصف عام 2004.