تدخل ليبيا إلى منحدر أكثر دموية مع استهداف المسؤولين الأمنيين، فبعد أقل من 24 ساعة على اختطاف مصطفى نوح، نائب رئيس المخابرات الليبية – قبل الإفراج عنه منذ قليل - نجا رئيس الغرفة الأمنية لتأمين مدينة بنغازي العقيد عبد الله السعيطي..
من محاولة اغتيال، صباح اليوم الاثنين، فيما قتل أحد مرافقيه، وأصيب أربعة آخرين، خلال استهداف موكبه بمنطقة "الحدائق" بوسط المدينة.
ومنذ سقوط نظام القذافي في عام 2011، وانهيار الجيش الليبي، تشهد البلاد اضطرابًا أمنيًا وسياسيًا شديدًا، خاصة مع سيطرة الجماعات المسلحة، التي كانت تقاتل القذافي على عدد من المناطق، وتكليف الحكومة لبعضها بمهام أمنية؛ مما أظهر تضاربًا في الاختصاصات والمهام في بعض الحالات بين الأجهزة الحكومية وتلك الجماعات.
وقال المتحدث باسم الغرفة الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي، العقيد عبد الله الزايدي، إن "السعيطي نجا، صباح اليوم من محاولة اغتيال، بعد انفجار سيارة كانت واقفة على الطريق، وتحمل 45 كيلو من مادة "التي ان تي" المضادة للدبابات، وذلك بعد مرور موكبه من جانبها".
وبحسب الزايدي، فإن الحادث أسفر عن مقتل أحد مرافقي العقيد السعيطي، وإصابة أربعة آخرين، وصفت حالة أحدهم بالخطيرة.
وأضاف أن المركبة التي كان يستقلها العقيد السعيطي، ذات تصفيح عالٍ، الأمر الذي ساعد على نجاته".
وتحاول الحكومة الليبية السيطرة على الوضع الأمني المضطرب في البلاد؛ جراء انتشار السلاح وتشكيل ميليشيات تتمتع بالقوة ولا تخضع لأوامر السلطة الجديدة، التي تشكلت في البلاد بعد سقوط نظام القذافي.
وعلى جانب آخر أعلن مصدر أمني "لرويترز" إطلاق سراح نائب رئيس المخابرات رئيس وحدة التجسس الليبية مصطفى نوح.
وكانت مصادر أمنية أكدت اختطاف نائب رئيس المخابرات الليبية مصطفى نوح، الأحد، من قبل مسلحين مجهولين وهو يغادر مطار طرابلس الدولي عائداً من تركيا، في حين تمكن أحد مرافقيه من الفرار من الخاطفين.
وأكد مدير مكتب اللجنة الأمنية بمديرية أمن طرابلس هاشم بشر اختطاف مصطفى نوح اليوم، مضيفاً أن سيارات مدنية مجهولة الهوية اعترضته ومرافقه إثر خروجهما من مطار طرابلس الدولي، في حين تمكن مرافقه من الفرار.
وكان العقيد مصطفى نوح يشغل منصب المنسق العسكري لائتلاف السابع عشر من فبراير بالعاصمة طرابلس، الذي تأسس إبّان اندلاع الثورة الليبية، كما كان عضوا في المجلس العسكري بطرابلس.
وقال نوح في تصريحات صحفية سابقة إنه وقع القبض عليه بعد العمليات العسكرية التي استهدفت رؤوس النظام السابق في فندق الشيراتون بالعاصمة طرابلس في 19 يوليو 2011 وعذب على يد عبدالله السنوسي رئيس المخابرات العامة زمن القذافي، وأفرج عنه في 24 أغسطس 2011 أي بعد أربعة أيام من سقوط العاصمة طرابلس في أيدي الثوار.
وعلى جانب آخر قالت صحيفة (البيان) الإماراتية إن "المشهد في ليبيا أصبح أكثر دموية وعنفا، فانفلات الميليشيات المسلحة وضع ليبيا على حافة الانزلاق إلى هاوية حرب المدن بدءا من العاصمة طرابلس نفسها".
وأضافت الصحيفة - تحت عنوان "حرب المدن الليبية" - أن "نداءات رئيس الوزراء الليبي علي زيدان من أجل ضبط النفس لن تجدي نفعا، فقاعدة انتشار السلاح أصبحت أوسع وانفلات الميليشيات بات أكثر شراسة".
وأوضحت أن محاولة ميليشيات مصراتة اقتحام العاصمة طرابلس تهدد فعلا بالانزلاق إلى حرب المدن، وتدلل بوضوح على مدى هشاشة الدولة تجاه عنف هذه الميليشيات.
وأكدت أن زيادة العنف المسلح في المشهد الليبي يتطلب اجتثاث أسباب العنف المسلح بدلا من جهود احتواء مظاهره وأولى الخطوات في هذا الطريق تبدأ بإقناع جميع الأطراف الليبية بتبني لغة الحوار عوضا عن الاشتباك بالسلاح.
ونوهت بأن ليبيا أحوج ما تكون إلى العقل وليس العنف وحرب المدن توسع هاوية العنف وتعمقها.