قال بشير مصيطفي الخبير الاستراتيجي والوزير السابق للاستشراف والإحصاء بالجزائر، إن بلاده قررت الاعتماد على الطاقات المتجددة للهروب من فخ النفط، مؤكدا أن الجزائر الآن في المنطقة الوسطى ما بين الطاقات الأحفورية والطاقات المتجددة.

وأضاف مصيطفي في حوار مع "مصر العربية" أن الجزائر لديها الطاقة الشمسية المركزة ، إلى جانب طاقات الرياح والمياه وحرارة الأرض والنفايات في المدن الكبرى، أما اكتشافات النفط والغاز في البحار والغاز الصخري في الصحراء فإنها مكملة.

وأكد أن الطاقات المتجددة متوفرة وبكثرة، وصديقة للبيئة، والتوجه إليها يخلص الكرة الأرضية من التلوث المنتشر في كل أركانها.

وإلى نص الحوار..

بعد انهيار أسعار النفط.. كيف ترى خيارات الجزائر للخروج من الأزمة؟
 

الجزائر الآن متوجهة إلى الطاقات المتجددة، وهناك محادثات في أمريكا مع الجزائر لإنتاج آلاف الميجا وات من الكهرباء من الطاقات المتجددة، وهذا يدخل في إطار برنامج واعي للتخلص التدريجي من فخ النفط إلى تنمية مستدامة مبنية على التنوع الطاقوي، وبالتالي نحن في التحول الطاقوي، أي الجزائر الآن في المنطقة الوسطى مابين الطاقات الأحفورية والطاقات المتجددة ، هذه المنطقة الوسطى تعطي أوراقا أكثر للطاقات المتجددة .

ماهي مصادر الطاقات المتجددة في الجزائر غير الطاقة الشمسية ؟

الجزائر لديها الطاقة الشمسية المركزة ، إلى جانب طاقات الرياح والمياه وحرارة الأرض والنفايات في المدن الكبرى، أما اكتشافات النفط والغاز في البحار والغاز الصخري في الصحراء فهي مكملة لفترة الريع النفطي التي وصلت إلى الدقائق الأخيرة من عمرها، والتوجه الآن نحو الطاقات المتجددة، فهي فضلا عن كونها طاقات متوفرة بكثرة، صديقة البيئة، وبالتالي تقلّص من التلوث في الكرة الأرضية.

في اتفاق فيينا تم تخفيض سقف الإنتاج فاستقرت أسعار النفط عند 50 دولارا.. هل تتوقعون استمرار الاتفاق واستقرار الأسعار؟

فترة الشتاء انتهت، ونحن باتجاه فترة الصيف، والجزائر نجحت في استقرار الأسعار منذ سبتمبر 2016 إلى شهر مايو 2017 سيكون استقرار في الأسعار، وهذا الاستقرار استفادت منه كثيرا الدول النفطية، لكن في نفس الوقت توجه السلطات أعطى إشارة إلى بدائل عن النفط، ولهذا بدأ الحراك على مستوى الطاقات المتجددة ، الطاقة الشمسية، سواء في إطلاق محطة في أدرار ومحطة أخرى في تندوف، ومشروعات جديدة بالتعاون الخارجي لإنتاج بحدود 22 ألف ميجا وات من الطاقة الشمسية.

ماهو موقع تخصيب اليورانيوم والطاقة النووية في السلم الطاقوي ؟

اليورانيوم ليس من الطاقات المتجددة، والنووي لا يصلح، فنحن لا نملك مزايا تنافسية بالنووي تكنولوجيا، كما أننا لسنا متحكمين في الأمن النووي، أوربا ليست متحكمة بالأمن النووي، فما بالك بالجزائر؟ وبالتالي يبقى لنا الطاقات التي نتحكم فيها من حيث الوفرة ومن حيث الأمن، مثل الشمس والرياح والمياه في الساحل وباطن الأرض.

وما هي آفاق استخدام الطاقات المتجددة بالجزائر ؟

تعتبر واعدة، بالنسبة للجزائر يمكن أن تصل إلى 20 ألف ميجا وات طاقات متجددة، وبالتالي تغطي بحدود 50% إلى 55% من استهلاك الجزائريين من الطاقات المتجددة.

ماهي توقعاتكم عن بدء استخدام هذا الكم من الطاقات المتجددة في الجزائر؟

يمكن الاعتماد على الطاقات المتجددة بأكثر من نصف الاحتياجات الوطنية مابين عام 2030 و2050 .

ذكرت أن 6 ساعات شمس في الصحراء الجزائرية تكفي أوروبا عاما من الكهرباء.. ماهي عوائق تحويل الطاقة الشمسية لكهربائية في الجزائر ؟
 

لازال ليس لدينا استثمارات كبرى بسبب ضعف التكنولوجيا وضعف التمويل، ولهذا الحل يكمن في شراكات استراتيجية مع القطاع الدولي الخاص والعام فيما يتعلق بنقل التكنولوجيا، والشراكة مع القطاع الخاص الوطني فيما يتعلق بالتمويل، ما يعني إدخال القطاع الخاص في مشاريع الطاقات المتجددة الكبرى، في رأسمال وطني خاص، هذا هو الحل، حتى لانكرر التجربة السابقة فيما يتعلق بالطاقة الأحفورية "النفط والغاز"، و التي كانت حكرا على الرأسمال الوطني العام، فعلينا إشراك الرأسمال الوطني الخاص في تمويل الاستثمارات الكبرى..

الطاقة الشمسية تتواجد في عموم البلدان العربية..كم تقدرون حجم الطاقات المتجددة من الطاقة الشمسية عربيا ؟

تعد المنطقة العربية رقم واحد عالميا بالمادة الخام في المناطق التي فيها شمس مثل الجزائر، صحيح من حيث الخام رقم واحد لكن من حيث التكنولوجيا ورأس المال والتمويل ضعيف، ولهذا برنامج الطاقات المتجددة لم ير النور بعد، فما زلنا في مرحلة التجارب في ظل غياب الاستثمارات الكبرى.