رئيس التحرير: عادل صبري 05:14 مساءً | الجمعة 04 يوليو 2025 م | 08 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

جفاف ومجاعة وكوليرا .. حصاد الصراعات بالصومال

جفاف ومجاعة وكوليرا .. حصاد الصراعات بالصومال

العرب والعالم

جثث حيوانات نافقة بالصومال

جفاف ومجاعة وكوليرا .. حصاد الصراعات بالصومال

أحمد جدوع 23 مارس 2017 13:00

مع تدني المستوى المعيشي والوضع الاقتصادي الصعب بفعل الحروب الأهلية والصراعات منذ أكثر من ربع قرن، يبقى الصومال مهددا بأزمات الجفاف والمجاعة وانتشار الأوبئة التي تهدد حياة حوالي 12 مليون صومالي.

 

وتتواتر التحذيرات من المؤسسات الدولية من شبح عودة الالصومال" target="_blank">مجاعة الصومال، حيث بقي كابوس عام 2011 جاثما، عندما توفي أكثر من ربع مليون إنسان -معظمهم من الأطفال- جراء موجة المجاعة التي اجتاحت عددا من أقاليم البلاد في آنذاك.

 

 ووفقا للمنظمات الدولية، فإن الصومال على شفا كارثة إنسانية كبيرة، حيث يهدد شبح المجاعة نحو ستة ملايين جراء موجة الجفاف، ويحتاج ملايين إلى مساعدات إنسانية عاجلة  لتفادي تكرار الصور المفزعة لعشرات آلاف الموتى جوعا قبل نحو ست سنوات.

 

تحذيرات

 

وحذرت المنظمة من أنه في حال استمرار الوضع الغذائي على ما هو عليه من تدهور، فسوف تتضاعف هذه الأرقام  مرتين في 2017.

 

ووفقا للتقديرات، فإن هناك أكثر من ستة ملايين صومالي (نصف مجموع السكان تقريبا) بحاجة ماسة للمساعدة الإنسانية، بمن فيهم ثلاثة ملايين يواجهون أزمة غذائية، كما يتعرض نحو 5.5 ملايين صومالي لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة عبر المياه الملوثة.

 

وبحسب تقرير صادر عن منظمة الغذاء التابعة للأمم المتحدة وشبكة أنظمة الإنذار المبكر للمجاعة، فقد أودت المجاعة التي ضربت الصومال بين عامي 2010 و2012 بحياة 260 ألف شخص، أكثر من نصفهم أطفال تحت سن الخامسة، حيث توفي في ذلك الوقت ما يقدر بـ4.6% من مجموع سكان البلاد بالإضافة إلى 10% من الأطفال دون سن الخامسة في جنوب الصومال ووسطه.

 

الصراعات الأهلية

 

ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي، فإن أسبابا عديدة تعمق مشكلة المجاعة في الصومال أبرزها الظروف الطبيعية والمناخية  والعادات الاجتماعية والصراعات الأهلية المستمرة مند عقود.

 

من جهة أخرى، وبحسب تقرير لـمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) نشر مؤخرا، لم يهطل سوى ربع كمية الأمطار المتوقعة، وفي ظل عدم نزول الأمطار ستتراجع المحاصيل الزراعية بشكل كبير في موسم الحصاد الرئيسي المقبل، وهو ما يزيد الوضع صعوبة.

 

ومن تبعات الجفاف والحروب، أشارت منظمة أطباء بلا حدود إلى أن حالة المجاعة الراهنة في الصومال أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من سكان المناطق المنكوبة إلى دول الجوار، وخاصة إثيوبيا، كما نزح آلاف آخرون  داخل البلاد، حيث كثرت المخيمات في "هرجيسا" شمالا و"بوصاصو" شرقا، و"جالكعيو" وسطا و"جذو" غربا.

 

أزمات الغذاء

 

ويبقى الصومال مهددا بأزمات الغذاء باعتبار المناخ الصحراوي وشح الأمطار، كما أن نسبة استغلال مساحة الأراضي الصالحة للزراعة لا تتعدى 2% (المساحة الإجمالية 637.657 كيلومترا مربعا) رغم اعتماد موارد الصومال على الرعي والزراعة، وتصدير الماشية التي تنفَق عشرات الآلاف منها في سنوات الجفاف الطويلة.

 

ومقابل الفشل الذاتي في الخروج من الأزمة، يبقى التعويل  على المساعدات الدولية، وخاصة الأميركية (30% من المساعدات الإنسانية للصومال عام 2016)، والتي تصطدم بدورها بمخاوف وقوعها بين أيدي حركة الشباب في ظل غياب حكومة مركزية قوية. 

 

وإذا كان الرهان على المساعدات الخارجية لتفادي مجاعة طاحنة هو الأكبر بالنسبة للصوماليين، فإن أطرافا صومالية تعول كذلك على السلطة الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب حديثا محمد عبد الله فرماجو لإحداث استقرار منشود في البلاد.

 

خطر المجاعة

 

وستكون مواجهة هذه الأزمات أولى أولويات الحكومة الصومالية، حسب رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري، الذي اعترف بأن تأثير الجفاف بلغ ذروته في مناطق عدة، وأن خطر المجاعة بات يتهدد نصف الشعب الصومالي.

 

بدورها قالت أسماء الحسيني الباحثة المتخصصة في الشؤون الإفريقية إن الصومال عاش حوالي ربع قرن منذ ضياع دولته المركزية في معاناة بسبب الحروب الأهلية وتدخلات القوى الدولية والإقليمية والتي تسببت في وصوله إلى الهاوية ليصبح عنوانا للجوع والفقر.

 

وأضافت في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الجوع والفقر لم يكن العائق الوحيد للصومال وإنما الوضع السياسي الذي يعتمد على المحاصصة القبلية المرتبطة بالوضع الأمني المذري، في ظل وضع اقتصادي سيء.

 

وأوضحت أن الشعب الصومالي يدفع ثمنا كبيرا بسبب النزاعات والصراعات المسلحة التي ساعدت على وقف الأنشطة الاستثمارية على سبيل المثال تربية الماشية ومن ثم وقف تصديرها لتدخل البلاد في نفق مظلم وأمام كل ذلك يقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي.

 

تراجع الدور العربي

 

وأكد الباحث السياسي بالمركز العربي الإفريقي محمود كمال أن تراجع الدور العربي أحد أهم أزمات الصومال، خاصة وأن الدور الدولي يزيد  بقوة لإعادة ترسيم الحياة السياسية في الصومال وقطعا ذلك ليس من أجل الصومال ولكن من أجل مصالحهم.

 

 وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن المطلوب من الدول العربية أن تركب قطار إنقاذ الصومال وأن تهتم ولو قليلاً  بما تبقى من هذا  البلد الذي فتك به الفقر والجوع.

 

ولفت إلى أن تعرض داعش لضربات في سوريا والعراق وليبيا ستجعله يفكر لتكثيف وجوده بشكل أكبر في الصومال، وهو ما ستتخده الدول الغربية ذريعة للتدخل العسكري وتدمير ما تبقي من بلد دمره أهله باقتتالهم لعقديين متتاليين.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان