رئيس التحرير: عادل صبري 02:01 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

"نصر الله" يحذّر خصومه من الرهان على متغيرات خارجية

نصر الله يحذّر خصومه من الرهان على متغيرات خارجية

العرب والعالم

حسن نصر الله

"نصر الله" يحذّر خصومه من الرهان على متغيرات خارجية

"مصر العربية" 14 نوفمبر 2013 13:33

حذر الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، خصومه السياسيين من الرهان على متغيرات خارجية لأن كل المعطيات تؤكد أن الوضع الميداني ذاهب "إلى غير ما تتمنون".

 

وقال: إن "هناك فريقين في لبنان لا خيار أمامهما سوى البحث عن قواسم مشتركة لرسم معالم المستقبل، وإن الكل يجمع على تشكيل حكومة جديدة، لأن المشكلات كبيرة أمامنا لا تحلها حكومة تصريف الأعمال، ولا أحد منا يريد إلغاء الآخر".

 

وجدد نصر الله في كلمة له في ليلة العاشر من المحرم، أمس، دعوته إلى تشكيل حكومة من "9+9+6" "لأنها الصيغة الواقعية الممكنة التي تحفظ حقوق الجميع وتؤمن الشراكة".


 
استهل نصر الله كلمته بالقول إن إسرائيل سعيدة بما يجري في المنطقة من تنازع وتقاتل وصراعات بين الدول وفي داخل بعض الدول، لأن هذا هو مشروعها الدائم "أن تكون حولها منطقة مقسمة إلى كيانات هزيلة وضعيفة على أساس مذهبي وطائفي وعرقي لتبقى هي القوة الإقليمية الأقوى التي تفرض شروطها وهيمنتها وتثبت وجودها وتطبعه مع بعض الدول العربية وتتحول حليفاً لبعض الدول وبعض حركات المعارضة".


 
وأكد أن إسرائيل قلقة من المستقبل لأن الأوضاع في المنطقة قد تخرج عن السيطرة في يوم من الأيام، لذلك هي تدفع باتجاه الحرب، وهي لا تريد سلاماً وهدوءاً في المنطقة، مذكراً بأن "الإسرائيليين حرضوا على غزو العراق، وكان لهم دور حاسم في إقناع الأمريكيين به، وكان لهم دور في التحريض على العدوان الأمريكي على سوريا، لكنهم فشلوا، والآن عندما ترى إسرائيل مفاوضات بين إيران والدول الكبرى وفرصة لحل سياسي يستشيط نتنياهو غضباً، فتزداد الدول الغاضبة في منطقتنا، ويعلن أنه سيواجه الاتفاق، ويستعين بكل أصدقائه وببعض الدول العربية".


 
وأضاف أن "بعض الدول العربية تقف إلى جانب إسرائيل، ترفض الحل السياسي في سوريا، وبعض هذه الدول العربية تعارض بشدة أي تفاهم بين إيران ودول العالم"، متسائلاً: "ما هو البديل عن التفاهم بين إيران ودول العالم؟ البديل هو الحرب، الإسرائيليون يعرفون وكل من يتواطؤون يعرفون جيداً، يعرفون أنهم يستطيعون أن يبدأوا حرباً في مكان ما، لكنهم لا يعرفون أين تنتهي". واعتبر أن "هؤلاء يبحثون عن خراب المنطقة، ولبنان هو تفصيل أمام ما يريده هؤلاء للمنطقة، ومن المؤسف أن يصبح نتنياهو ناطقاً باسم الدول العربية، ومن المؤسف أن نسمع تسيبي ليفني تقول إن الحكومة الإسرائيلية تلقت رسائل من بعض الدول العربية تطالب إسرائيل بعدم التراجع في الملف النووي الإيراني".
 


وحول الشأن اللبناني تحدث نصر الله عن ثلاثة استحقاقات تواجه لبنان، أولها استحقاق التجسس الإسرائيلي على لبنان الذي كشف عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال إن "كل شيء يطلع على الهواء والإنترنت والهاتف، في دائرة السمع والإحاطة المعلوماتية الإسرائيلية، وهذا ملف يعني كل اللبنانيين وكرامتهم وخصوصياتهم وعيشهم"، والاستحقاق الثاني هو الحفاظ على سيادة لبنان على مياهه الإقليمية وكامل حقه في المنطقة الاقتصادية الخالصة، والثالث هو استفادة لبنان من نفطه وغازه. ورأى أن هذه الاستحقاقات تعني جميع اللبنانيين، داعياً إلى التضامن لمواجهتها، وقال إن الدولة هي المعنية بملف التجسس، وإذا لم تستطع أن تفعل شيئاً، فالمقاومة جاهزة ولن تتخلى عن المسؤولية.


 
ودافع عن الشبكة السلكية التابعة لـ"حزب الله" مؤكداً أنه لم يتساهل في موضوعها سابقاً ولن يتساهل مستقبلاً، باعتبارها تستخدم في مواجهة إسرائيل وليس في الشأن الداخلي اللبناني.


 
وانطلق نصر الله في الشق اللبناني "من تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في السعودية عندما قال ما معناه إننا اتفقنا مع المسؤولين السعوديين على ألا يُسمح لحزب الله بتحديد معالم المستقبل في لبنان، البعض في لبنان فرحوا، وبعضهم اعتبروا أن "حزب الله" لم ينم الليل حينها، كلام كيري بالنسبة إلينا لا يقدم ولا يؤخر شيئاً على الإطلاق وهو يعبر عن اعترافهم بأن فريقنا ممنوع أن يحدد معالم المستقبل، والآخرون فقط يحق لهم ذلك".


وقال: "أمريكا وبعض الدول العربية يعتبرون أن هذا الفريق السياسي الذي يمثل غالبية الشعب اللبناني لا يحق له أن يحدد مستقبل لبنان، لا قيمة لكلام لكيري، في 2006 ألم يقف العالم كله مع إسرائيل في الحرب على لبنان؟ وقالت كوندوليزا رايس حبيبة البعض في لبنان إننا نشهد مخاض ولادة شرق أوسط جديد، من الذي أسقط هذا الجنين الخبيث الذي أرادت أن تقيمه إسرائيل وأمريكا في المنطقة؟ أليست المقاومة وأنتم وجيش لبنان؟".

 

وأضاف: "لا أحد يستطيع إلغاء فريقنا، ونحن لا نريد إلغاء الفريق الآخر، معادلة لبنان الواقعية تقتضي أن نعترف بالشراكة والتعاون والتواصل، الواقع يقول إن هناك فريقين في لبنان، ولا خيار أمامها سوى التعاون لرسم معالم مستقبل لبنان"، مؤكداً: "لا أحد في الخارج يرسم معالم مستقبل لبنان إلا اللبنانيين".
 


وأشار نصر الله إلى أن "الكل في لبنان يجمع على تشكيل حكومة جديدة، حكومة تصريف الأعمال تسد الفراغ ولكن لا تحل مشكلة، لا بد من حكومة جديدة، الصيغة الممكنة الآن وبعد ستة أشهر وسنة وسنتين والتي تطمئن الجميع هي 9-9-6، ولماذا التأخير إلى الآن؟ لأن هناك قراراً إقليمياً من السعودية لفريق 14 آذار بعدم تشكيل حكومة، طبعاً تريد حكومة دون الفريق الآخر لكن لا يستطيعون ذلك هناك من يمنع تشكيل حكومة لأنه كان ينتظر الأوضاع في سوريا، من أسابيع إلى الآن كيف تغير الوضع الميداني في سوريا؟ في حلب والغوطة الشرقية وغيرهما، هذه الأسابيع أكدت أن الأمور متجهة في خلاف ما يتوقعون، ولذلك إذا كان أحد ما في مكان ما في لبنان أو المنطقة ينتظر لتشكيل حكومة لبنانية أن ينتصر في سوريا، أقول له لن تنتصر في سوريا".


ورأى نصر الله أنه "عندما تحصل تسويات كبرى في العالم، حلفاء وأصدقاء هذا الطرف وذاك يقلقون، لكن نحن لا نقلق من حليفنا، كان وما زال لدينا حليفان أساسيان، إيران وسوريا، قولوا لي هل في يوم من الأيام باعنا حليفنا وهل سلمنا حليفنا في أي يوم أو طعننا في الظهر؟"، وقال: "نحن واثقون بعلاقتنا مع حليفينا، لكن هل تريدون أن نعد كم تخلى عنكم حلفاؤكم؟ وتركوكم على قارعة الطريق؟ إذن لا تنتظروا سوريا ولا الملف النووي الإيراني، ويجب أن نبادر، فكل يوم يضيع يضيع من عيش اللبنانيين وحياتهم وخبزهم".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان