رئيس التحرير: عادل صبري 01:06 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

قذيفة الغاز بدلاً من "اللؤلوة" بأشهر ميادين البحرين

قذيفة الغاز بدلاً من اللؤلوة بأشهر ميادين البحرين

العرب والعالم

ميدان اللؤلوة فى البحرين

إندبندنت:

قذيفة الغاز بدلاً من "اللؤلوة" بأشهر ميادين البحرين

حمزة صلاح 21 أكتوبر 2013 18:32

قبل عامين ونيف، جرفت الحكومة البحرينية نصب اللؤلؤة الذي يرمز إلى المملكة، بعدما أصبح دوار (ساحة) اللؤلوؤة رمزا للحركة الاحتجاجية المطالبة بالديمقراطية.

 

منذ ذلك الحين، لم تختر السلطات رمزا آخر يزين أشهر ميادين العاصمة المنامة، لاسيما أن النصب كان يتألف من 6 أضلاع تمثل دول مجلس التعاون الخليجي، تعلوها لؤلؤة ترمز للمملكة البحرين.


وإذا كانت البحرين تبحث عن رمز آخر ليحل محل اللؤلؤة- كما تقول صحيفة (ذا إندبندنت) في عددها الأحد- فإنها لن تجد رمزا أفضل من (قذيفة الغاز)، لما تموج به المملكة من حركة احتجاجية تسعى لتخليص البلاد من ديكتاتورية الأقلية الحاكمة والانتقال بها إلى مسار ديمقراطي يحقق الحرية والعدالة والكرامة.   


ووقّعت حكومة البحرين مؤخرا عقودا مع شركات من كوريا الجنوبية وألمانيا وجنوب أفريقيا لاستلام 1.6 مليون قذيفة غاز مسيل للدموع من مختلف العيارات، وهو ما يتجاوز قذيفة واحدة لكل مواطن بحريني، على حد قول الصحيفة.


وتتزايد الأدلة – بحسب الصحيفة - على أن العائلة السنية المالكة "آل خليفة" -التي تحتكر السلطة- تقمع الشيعة الذين يشكلون 60% من تعداد سكان البحرين.


وفي هذا السياق، لفتت الصحيفة إلى أن هناك ما بين 2400 و3000 شخص في السجن، وخلال الأسابيع الأخيرة، تم الحكم على 50 شيعيًا – من بينهم نشطاء حقوق الإنسان - بالسجن لمدة 15 عاما، كما أن المعتقل يوسف الناشمي توفي بالمستشفى بعد وقت قصير من إطلاق سراحه بسبب التعذيب، وقال مكتب المدعي العام إن "المتوفى تم تسليمه إلى المستشفى يوم 23 سبتمبر في حالة حرجة، وشخّص الأطباء حالته بأنه مصاب بالإيدز".


وقد تبين أمران في غاية الأهمية خلال 30 شهرًا منذ بداية الاحتجاجات في 14 فبراير 2011: أن الاضطهاد لم يرهب المتظاهرين، وأن استجابة الحكومة للمظاهرات جاءت من خلال تحويل البحرين إلى دولة بوليسية قمعية، حسبما ذكرت الصحيفة.


بعد الوعود المؤقتة والزائفة بالحوار والمصالحة في نهاية 2011، قالت الصحيفة إن السلطات البحرينية اعتمدت على القوة لسحق المعارضة، ورفضت الحكومة البحرينية مرتين زيارة خوان منديز المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني برصد ومكافحة التعذيب، كان آخرها في أبريل الماضي.


 وقال شخص بحريني – رفض الكشف عن هويته -: "على مدى العام الماضي، عاد التعذيب ليصبح قاعدة أساسية لأي شخص معتقل".


وأكدت الصحيفة أن البحرين تحولت على ما يبدو إلى جزيرة من الكراهية، مع وجود الانقسامات بين الحكام والمحكومين، بين السنة والشيعة، وصلت ذروتها في التنديد الرسمي بإشارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى ممارساتها في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى شهر سبتمبر الماضي.


وقال أوباما  "التوترات الطائفية تتزايد بشكل كبير في العراق والبحرين وسوريا".


إلا أن الوزراء البحرينيين أنكروا جميعا وجود شيء مشترك للبحرين مع سوريا والعراق، وقال وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة –الذي يُقال أن وزارته تستورد كميات صناعية من الغاز المسيل للدموع-: "البحرين لم تشهد أبدًا في أي وقت توترات طائفية"، وادعى وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن المملكة عززت ثقافة التسامح بين المجتمعات، وأضاف أن "ما يحدث في البحرين هو تضافر الجهود من قِبل الجماعات الإرهابية المتطرفة لاستهداف أفراد الأمن والمغتربين بقصد نشر الخوف والانقسام".


ورأت الصحيفة أن حكومة البحرين تشبه العديد من الأنظمة الاستبدادية على مر القرون في أنها قد تجد صعوبة في تخفيف القمع إذا أرادت، فقد احتدمت المخاوف من الطائفة السنية البحرينية بادعائها وجود مؤامرات إرهابية مستوحاة من إيران لدعم الشيعة، غير أن اللجنة التي قادها رجل القانون المصري الأمريكي شريف بسيوني للتحقيق في الطريقة التي تعاملت بها البحرين مع الاضطرابات عام 2011، لم تتوصل إلى أية  أدلة تظهر تورط إيران.


وعن سبب تصعيد المملكة جهودها لسحق المعارضة خلال الصيف، أرجعت الصحيفة ذلك إلى الإحباط الكبير خلال 30 شهرا بعد المظاهرات الأولى التى اندلعت في دوار اللؤلؤة، فلا يزال المتظاهرون في القرى الشيعية يواجهون الشرطة وينظمون المسيرات، كما أن هناك إدراك مبالغ فيه داخل البحرين –كما هو الحال في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى- بأن القوة الأمريكية في الشرق الأوسط انخفضت إلى حد أكبر مما هي عليه في الواقع، ولذلك شعرت السلطات بحرّية جعلتها تعتقل القيادي في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية المعارضة خليل مرزوق يوم 17 سبتمبر، وهو ما جعل المعارضة تأمل بحماية محدودة لقادتهم لأن اعتقالهم سيزعج واشنطن وأوروبا الغربية.


وقال صحفي بحريني أن أحد تكتيكات الحكومة لخنق وسائل الإعلام المحلية هو "حظر كل شيء في الأساس".


وقال محمد حسن الذي اُعتقل في منزله الساعة 2 صباحا يوم 3 يوليو: "حتى أبسط انتقاد أو تقرير يمكن أن يؤدي بك إلى السجن"، واصفًا بشاعة الطريقة التي تعرض بها للضرب وصعقه بالكهرباء وإجباره على الوقوف لمدة ثلاثة أيام بينما يتم لكمه باليد وركله بالرجل حتى وقّع على اعتراف.
ويعتقد بعض المراقبين أن ممارسات قوات الأمن تستهدف شل المجتمع الشيعي البحريني تنظيميا قبل عرض صفقة.


وتشير توقعات أكثر تشاؤما –على حد وصف الصحيفة- إلى أن الحكومة تحاول تهميش الشيعة سياسيا واقتصاديا، في الوقت الذي تدعم فيه السنة في سوريا والأردن والعراق وباكستان.


ووفقا لمنشور أصدرته جمعية الوفاق الوطني الإسلامية -تنظيم سياسي إسلامي شيعي بحريني- حول التطهير العرقي، إن من بين 58 وزير ومساعد وزير في البحرين، هناك 9 فقط من الشيعة، ولا يملك الشيعة سوى نسبة 1% من الوظائف العليا التي تخضع مباشرة للملك، حسبما قالت الصحيفة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان