لم يتجاوز عمرها الـ4 سنوات، اختطفت في ظروف غامضة، عبر تحليل لهيكلها العظمي اكتشفت هويتها، كل ما تبقى من أشلائها جمجمة وهيكل عظمي متفحم،.. إنها الطفلة الجزائرية نهال سي محند، التي أختطفت قبل ثلاثة أسابيع من قرية أيت تودر بمحافظة تيزي وزو.
"نهال" طفلة جزائرية لم تتجاوز عمر الزهور، من قرية آيت علي ببلدية أيت تودر بمحافظة تيزي وزو، كانت في زيارة مع أهلها الذين يقطنون بمدينة وهران غربي الجزائر، لحضور حفل زفاف لأقارب العائلة، فاختطفت ثم عثر على أشلائها جثة متفحمة.
واقعة الطفلة نهال، أعادت إلى الأذهان حالة الرعب التي ضربت الجزائر عام 2012، بعد تصاعد خطف الأطفال ثم العثور على جثثهم في أماكن مهجورة وعليهم آثار الاغتصاب، حيث رصدت قوات الأمن في تلك الفترة، ما لا يقل عن 15 حالة اختطاف واعتداء جنسي وقتل.
جانب من الجنازة
ورقة جديدة سقطت من براءة الأطفال في الجزائر، سلسلة تطورات دراماتيكية هي التي صاحبت القضية، ليظهر الفصل الأقوى في حلقات اختفاء هزت الرأي العام الجزائري، حيث عثر على الطفلة نهال على بعد 500 متر من مكان وجودها بقرية أيت تودر بمحافظة تيزي وزو، قبل أن يعثر على فستانها ملطخا بالدماء على بعد أمتار من الجثة.
حفل زفاف
نهاية مأساوية لعائلة الطفلة، والتي لم تكن تعلم أن حفل الزفاف التي جاءت لتقضيه الطفلة نهال في أعالي القبائل والقادمة من وهران سيتحول إلى مأتم.
قضية الطفلة نهال، تشغل الرأي العام في الجزائر، بالنظر إلى تكرار حوادث اختطاف الأطفال في السنوات الأخيرة، والنهاية المأساوية التي لقيها كثير من هؤلاء الأبرياء في مناطق عديدة بالجزائر على يد وحوش بشرية انتهكت حقهم في الحياة.
الطفلة المخطوفة نهال سي محند
وفي الساعات الأخيرة، أعلنت السلطات القضائية الجزائرية، عن مقتل الطفلة نهال سي محند، ذات الـ4 سنوات، التي تعرضت للاختطاف منذ 3 أسابيع في قرية أيت تودر بمحافظة تيزي وزو شرقي البلاد.
وأوضح وكيل الجمهورية لدى محكمة واسيف بتيزي وزو، أن نتائج تحليل الحمض النووي للأشلاء التي تم العثور عليها أثناء عملية البحث، أظهرت أنها تعود للطفلة نهال.
أشلاء نهال
وتتمثل هذه الأشلاء في جمجمة متفحمة وهيكل عظمي، بالإضافة إلى العثور على ملابس عليها آثار دماء بالقرب من مكان اختفاء الطفلة.
ويأتي هذا الإعلان الصادم لينهي بشكل مأساوي قصة الطفلة "نهال سي محند" التي اختفت يوم 21 يوليو الماضي، من قرية آيت علي ببلدية أيت تودر.
وبعد العثور على جثة نهال، شيع مئات الجزائريين جنازة الطفلة، ونقل التلفزيون الجزائري الرسمي صورا للجنازة في مقبرة عين البيضاء بولاية وهران غربي البلاد، وعبّر المشيعون عن غضبهم لاستمرار ظاهرة الجزائر" target="_blank">اختطاف الأطفال في الجزائر، مطالبين بإعادة العمل بعقوبة الإعدام المعطلة منذ سنة 1993.
أثناء دفن الطفلة الجزائرية القتيلة
وتشير إحصائيات المنظمة العالمية للأطفال المختفين (فريدي) إلى أن الجزائر سجلت منذ عام 2001 أكثر من تسعمئة حالة خطف لأطفال تتراوح أعمارهم بين أربعة و16 عاما، وتطال جرائم الخطف في الغالب الفتيات.
اختفاء الطفلة
ونالت حادثة اختفاء الطفلة نهال قسطًا واسعًا من اهتمام وسائل الإعلام، كما أبدت أعلى السلطات في الجزائر اهتمامها بمصير الطفلة نهال؛ نظرًا لحساسية الموضوع بالنسبة للمجتمع الجزائري، وأكد وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، متابعته الشخصية لتطورات القضية، مشيرًا إلى تجنيد جميع الإمكانيات للعثور عليها.
وأعادت هذه القضية بالنسبة للعائلات الجزائرية هاجس حوادث اختطاف الأطفال في السنوات الأخيرة، والنهاية المأساوية التي لقيها كثير من هؤلاء الأبرياء في مناطق عديدة بالجزائر على يد وحوش بشرية انتهكت حقهم في الحياة.
المئات يشيعون جنازة الطفلة نهال
وعاش الجزائريون رعبًا حقيقيًّا في سنة 2012، وحتى في السنوات التي تلتها، بفعل تتابع عمليات اختطاف الأطفال ثم العثور على جثثهم في أماكن مهجورة وعليهم آثار الاغتصاب؛ حيث رصدت قوات الأمن في تلك الفترة، ما لا يقل عن 15 حالة اختطاف.
عقوبة الإعدام
وتطلب الأمر من الحكومة عقد اجتماع عاجل لاتخاذ التدابير اللازمة للتصدي للظاهرة، فيما دعا نشطاء في المجتمع المدني إلى الإسراع في تفعيل عقوبة الإعدام في حق الخاطفين.
يشار إلى أن عقوبة الإعدام في الجزائر رغم وجودها في النصوص القانونية تبقى مجمدة التطبيق في الواقع منذ التسعينيات، إذ لا يزال أشهر محكوم عليه بالإعدام بجريمة اغتيال الرئيس الراحل محمد بوضياف سنة 1992، قابعًا بالسجن إلى اليوم.
وتشهد الجزائر منذ مدة اتساع دائرة اختطاف الأطفال، وتابع الرأي العام في الأشهر الماضية عدة قصص من هذا القبيل، بعضها انتهى بشكل مأساوي كما وقع في قصة الطفل أنيس الذي عثر عليه ميتًا، وبعضها انتهى بشكل سعيد كقصة أمين الذي حررته قوات الدرك الوطني من أيادي خاطفيه.
اقرأ أيضا: