على جبهة دمشق الشرقية خسائر مادية وبشرية لجيش الأسد.. وفي دوما تمكنت فصائل الثوار من قتل أكثر من 25 عنصرًا بينهم ضابط رفيع المستوى إضافةً إلى تدمير دبابة من نوع "T72"، وعربة "bmb".. والثوار استعادوا السيطرة على قرى جارز وبراغيدة ويحمول وتل حسين في ريف حلب.. والنظام فقد تلة "أبو علي" الاستراتيجية في منطقة جبل التركمان بريف اللاذقية بعد معارك عنيفة..
"تلك كانت أبرز المناطق العسكرية التي فقدها جيش الأسد في الساعات الأخيرة".
خسارة الأسد وتراجع جيشه، أثار تساؤلات هامة؟ لماذا يتراجع الأسد الآن بعد تفوق دام طيلة 4 أشهر؟ وهل الانسحاب الروسي أفقد الأسد توازنه؟ وهل التراجع العسكري سيؤثر على مفاوضات جنيف ويمنح المعارضة قوة أكثر؟ وماذا عن تقهقر المليشيات الإيرانية التي تقاتل مع النظام في سوريا؟
دمشق الشرقية
وكبد المقاتلون الثوار قوات الأسد خسائر مادية وبشرية خلال المعارك الدائرة على جبهات دمشق الشرقية.
وعلى صعيد متصل مُنيت قوات الأسد بخسائر فادحة على جبهة دوما حيث تمكنت فصائل الثوار من قتل أكثر من 25 عنصرًا بينهم ضابط رفيع المستوى إضافةً إلى تدمير دبابة من نوع "T72" ، وعربة "bmb".
وأفاد المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية، أن الثوار استعادوا السيطرة على قرى جارز وبراغيدة ويحمول وتل حسين في ريف حلب الشمالي، استكمالاً لسيطرتهم على عدة قرى في ريف حلب الشمالي، نهاية الأسبوع الماضي، أهمها وأكبرها بلدة الراعي بالقرب من الحدود التركية.
تلة أبو علي
في السياق، أفادت مراكز إعلامية سورية، أنَّ الثوار سيطروا على تلة "أبو علي" الاستراتيجية في منطقة جبل التركمان بريف اللاذقية بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد.
وأشار إلى أنَّ التلة تطل على تلة أخرى مهمة وهي "برج البيضا"، التي تعتبر خط دفاع مهم عن آخِر القرى الواقعة تحت سيطرة الثوار في المنطقة.
على الجهة الأخرى، شنّت الفصائل المقاتلة ممثلة بـ"جبهة النصرة وجيش التحرير وأجناد الشام" هجومًا مباغتًا على مواقع قوات الأسد في منطقة سهل الغاب بريف حماة.
السياسي الأردني نصري حسين كساب قال: إن الأسد سقط من يوم 18 مارس 2011 ، والانهيارات في صفوف النظام الاستبدادي المتهاوي لم تقف عند مدينة بعينها ، مضيفا أن 80% من سوريا خارج عن سيطرة نظام الطغاة.
وأوضح السياسي الأردني لـ"مصر العربية" قائلا: "خمس سنوات والعالم يسمع أكاذيب عن انتصار عصابات النظام هنا وهناك، ولو رجعنا في الذاكرة نجد مزاعم عن انتصارات في بصرى الحرير وجوبر وانتصارات بين درعا واللجاة ومليحة العطش وشرق دمشق وطيبة وفي حمص وحماه وإدلب وحلب، والقائمة عن أكاذيب النظام تطول، والتعتيم عن مقتل 300 ألف علوي سيد الموقف في إعلام النظام.
وتابع: "كان الأجدر أن يكون السؤال عن الصراع الروسي - الإيراني، والصراع العلوي – العلوي. لأن الإيرانيين الممسكين بزمام الأمور في دمشق والساحل السوري، يرفضون أي حل سياسي متداول بين روسيا وأمريكا والنظام الرسمي العربي، وقامت إيران قبل أيام بتعزيز وجودها العسكري في سوريا على مرأى العالم كله، وترفض إيران التسليم لموسكو بلعب دور العراب لحل سياسي يمس مصالحها.
وأكمل كساب حديثه، أيضًا إيران ترى سوريا محافظة من محافظاتها الصفوية الفارسية، وإيران تمسك بزمام الأمور ويمارس الحرس الثوري الإيراني وعدة ميليشيات عراقية ولواء الفاطميين الأفغاني ولواء الزينبيين الباكستاني، وعناصر أخرى في معركة يعتبرونها مقدسة تحت ستار الحفاظ على المزارات الدينية ومحاربة الإرهاب، لكنها في العمق معركة تثبيت النفوذ الإيراني وسط العالم العربي، فإيران عندما تكون ضعيفة تلجأ إلى قيصر روسيا بوتين، وعندما تكون قوية تعود لحليفتها أمريكا.
انتصارات زائفة
لا مجال لبقاء النظام الاستبدادي، الكلام لايزال على لسان كساب، ولن ولم يتمكن من تحقيق أية انتصارات كما يزعم رغم الوجود الروسي والإيراني وحزب الشيطان وعصابات مذهبية تقاتل معه، وكل الحلول السياسية فاشلة بما فيها اجتماعات جنيف القادمة.
وأنهى السياسي الأردني كلامه، ثورة الشعب العربي السوري ستنتصر، وسوريا لن تكون إلا عربية موحدة، وسوريا نسبة العرب أهل السنة أكثر من 80%. وهنا أشير إلى أنَّ داعش الإرهاب هي صنع إيراني وحليف لنظام الطغاة، وجريمتهم بالأمس في خطف 300 عامل سوري من مصنع الأسمنت وقتل 4 عمال من أبناء جبل العرب (الدروز ) ما هي إلا لعبة الأجهزة الأمنية للنظام وهدفها خلق رعب في جبل العرب ليقبلوا بالنظام الاستبدادي.
بدوره، قال الناشط الإعلامي السوري أحمد المسالمة، إن الأسد يتراجع بشكل كبير في مناطق كثيرة، فهو فقد توازنه بمناطق هامة.
وأوضح الإعلامي السوري لـ"مصر العربية" أن من أهم أسباب تراجع الأسد هو ضعف العنصر البشري وعدم تواجده بشكل كاف بنقاطه العسكرية، وكذلك إصرار الثوار بدخول الجولة الجديدة للمباحثات بقوة، يستوجب قوة على الأرض.
قوات عسكرية
وتابع: " إيران عادت الآن بجيش منظم، وروسيا انسحابها كان إعلاميا، فهي لاتزال باقية بقوات عسكرية وقواعد لها.
وعن احتمالية التطور النوعي في صفوف المعارضة، أشار المسالمة إلى أن المعارضة تسعى جاهدة لإسقاط الأسد وتزداد قوتها بحاضنتها الشعبية المتزايدة وإيمانها بقضيتها، قائلا: إسقاط الطائرة كان برشاشات ومضادات أرضية وليس بصواريخ موجهة، إلى الآن لم يصل للمعارضة سلاح نوعي يحسم معركة، وتطور المعارضة عسكريا نتيجة توحيد الصفوف وجمع الكثير من الفصائل تحت قيادات موحدة والعمل بشكل موحد منظم أكثر والاعتماد على التكتيك العسكري والابتعاد عن الفزاعات والهبات.
وعن موقف الجيش الحر الآن في خريطة الصراع على الأرض، أوضح الإعلامي السوري أن الجيش الحر عين على الهدنة وعين على النظام وسلاحه على داعش.
وتدور في سوريا معارك واشتباكات مسلحة وأعمال عنف منذ قرابة الخمس سنوات بين نظام بشار الأسد، والمعارضة السورية، والعديد من المجموعات المسلحة، أعقبه تدخل روسي نهاية سبتمبر الماضي.
اقرأ أيضا: