سيطرت أجواء المقاومة الفلسطينية والاصطفاف خلفها على الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "دور العلماء في نهضة الأمة"، الذي نظمه الاتحاد العالمي لعلماء المسلين، بإسطنبول اليوم، على كلمات جميع المتحدثين.
رمز العزة
وتفاعلت القاعة مع هذه الأجواء التي زلزلت أركانها هتافات "غزة .. غزة، رمز العزة"، لتشعل حماس جميع الحاضرين في المؤتمر وممثلين للاتحاد من دول العالم بقاراته الـ6، وبحضور أكثر من 1000 عالم من علماء المسلمين الذين يعبرون عن وسطية الإسلام.
تحديات ومؤامرات
وفي البداية أكد د. علي القرة داغي، أمين عام المؤتمر، أن القضية الفلسطينية هي قضية الاتحاد الأولى،كما أنها قضية الأمة الإسلامية كافة، مهاجما حكام العرب، ووصفهم بالمتخاذلين في نصرة إخوانهم، وأن بعضهم يصطف إلى جانب الكيان الصهيوني عدو الأمة الأول.
كما ثمن حالة العزة والصمود التي رسختها المقاومة الفلسطينية بهزيمة الكيان الصهيوني في هذه الحرب.
ولفت إلى التحديات والمؤامرات التي تواجهها الشعوب الإسلامية، محذرا من الانسياق وراء الصراع المذهبي لتمزيق الأمة، وإبعاد الإسلام الوسطي عن دوره الحقيقي.
واستدعى إحسان هجرس، نائب مجلس القضاة بجنوب أفريقيا، كلمة المناضل الأفريقي نيلسون منديلا: "علمنا جيدا أننا في جنوب أفريقيا لن نستطيع التمتع بحرياتنا مادامت فلسطين تحت الاحتلال".
وأضاف: أن اجتماعنا اليوم في هذه المدينة التاريخية لهو خطوة حقيقية نحو تحرير القدس عاجلا أو آجلا.
التقسيم الزماني للأقصى
وفي الكلمة الحماسية للمجاهد الفلسطيني صالح العاروري أكد أن روح الشهادة لدى الشعب الفلسطيني هزمت العدو الصهيوني المجرم، بقدر حرص شعبه على الحياة.
وشدد العاروري على أن فتوى الاتحاد بوجوب الجهاد ضد الكيان الصهيوني لها الفضل الرئيس في ثبات وإقدام المجاهدين في ساحة القتال.
وحذر من خطورة مخططات التقسيم الزماني للمسجد الأقصى، مشيرا إلى أن العدو سيجبر على الرضوخ لشروط المقاومة أو الدخول في حرب استنزاف طويلة لن يقوى عليها الصهاينة.
نصائح للصحوة الإسلامية
ومن جهته وجه راشد الغنوشي نصائحه إلى قيادات ورموز الحركات الإسلامية في العالم العربي إلى ضرورة التعلم من الغرب القدرة على التعايش مع المخالفين وقبول الآخر، مشيرا إلى أن نجاح التجربة التونسية يعود الفضل فيه للإيمان الحقيقي بالتعددية.
ودعا الغنوشي أبناء الحركات الإسلامية إلى صياغة مشروع تجميعي يستوعب التعدد العرقي والمذهبي، والابتعاد عن الشعارات المفرقة كشعار "الإسلام هو الحل".
دور العلماء
ومن ناحية أخرى دعا وزير الشئون الدينية التركي محمد قرماز علماء الأمة العربية والإسلامية إلى الوقوف في وجه أي سلطان جائر في أي بلد كان، مشددا على ضرورة أن يقود العلماء شعوب الأمة العربية والإسلامية رغما عن الحكام لنصرة المظلومين والمحاصرين من أهلنا في فلسطين.
كما دعا قرماز علماء السنة والشيعة ومجامعهم الفقهية إلى التحلي بالحكمة، ووضع منهج حقيقي للتقريب بين أتباع المذاهب من أبناء الأمة بعيدا عن روح التعصب المذهبي المقيت الذي يخدم أعداء الأمة ويمزق وحدتها.
وقال إن علينا كدعاة وعلماء أن نعيد النظر في مناهجنا التعليمية، وبالأخص التعليم الديني، ويجب ألا تكون رهينة المذاهب الضيقة، مضيفا أننا أمام مسئولية تطهير بعض كتب الملل والنحل، فيجب ألا تكون هي مصدر العقيدة، وعلى علماء الأمة في جامعة النجف والزيتونة والأزهر الشريف القيام بدورهم في وضع خطط علمية لوحدة الأمة وعلاج التعصب المذهبي.
وفي الختام، جاءت كلمة د. يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد، التي أيد فيها كل ما قيل، وطالب علماء الأمة بالانطلاق في مجالات الدعوة في كل ربوع العالم وإيصالها للبوذي والوثني والنصراني واليهودي.
وقال إن اليهود أهل غدر وعدوان وخيانة وإنهم هم من بدأوا بالعدوان، والله تعالى قال: "كتب عليكم القتال وهو كره لكم".
جدير بالذكر أن المؤتمر سيناقش على مدى ثلاثة أيام 7 محاور حول دور العلماء في تكوين الفكر الوسطي، والحفاظ على الهوية الإسلامية، وحسن التعامل مع الإعلام الرسمي والشعبي، والوساطة وحل النزاعات، وضبط الفتوى وترشيد الخطاب الديني، ودورهم في خدمة قضايا الأمة في القانون الدولي، والتعليم الشرعي.
اقرأ أيضا: