رئيس التحرير: عادل صبري 07:11 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

مطاعم كوت ديفوار بلا لحوم بسبب إيبولا

مطاعم كوت ديفوار بلا لحوم بسبب إيبولا

شئون دولية

انتشار فيروس أبيولا في كوت ديفوار

مطاعم كوت ديفوار بلا لحوم بسبب إيبولا

الأناضول 18 أبريل 2014 09:40

يواجه أصحاب المطاعم في الكوت ديفوار خلال الفترة الأخيرة شبح الإفلاس على خلفية حظر اللحوم من طرف السلطات الصحية في البلاد تحسّبا من انتشار فيروس إيبولا. وهو ما دفع الزبائن إلى هجر محلاّت بيع الأطعمة بسبب خلوّ الوجبات المقدّمة من لحوم الطرائد بمختلف أنواعها (الظباء وقرود الشمبانزي والشيهم وغيره) المفضلة للكثيرين.

عزوف جعل نفقات أصحاب المطاعم تطغى على إيراداتهم، ودفعتهم مطالبة الحكومة الإيفوارية بتوفير البدائل قبل أن يضطروا  إلى إيصاد أبواب محلاّتهم. 

في "ندوتري" إحدى المواقع المتاخمة لحي "أبوبو" غربي العاصمة أبيدجان، بدا الإحباط مخيّما على الوجوه هناك.. ففي ذلك المكان الذي يعتبر قبلة للزبائن الذين يخطّطون للحصول على وجبات دسمة، فإنّ قرارا بحظر لحوم الطرائد كفيل بأن يحوّله إلى ركن مقفر. فهذه اللحوم تعتبر الوجبة المفضّلة للسكّان الإيفواريين على اختلاف انتماءاتهم الاجتماعية.

 

"مامي أدجوا" صاحبة مطعم، اضطرّت على إثر التدابير الوقائية المفروضة من قبل السلطات الإيفوارية، إلى تقديم وجبات بديلة للعدد القليل جدا من الزبائن الذين يطرقون باب محلّها.. "أدجوا" قالت بأسف "المسؤولون وحتّى كبار الزعماء في البلاد كانوا يأتون من "حيّ بلاتو" (حيّ يضمّ رجال الأعمال) لتناول وجبات بمطعمي". 

 

أمثال "مامي" كثيرات.. فالآلاف من نساء كوت ديفوار يرتزقن من الوجبات المعدّة من لحوم الطرائد مثل الظباء وقرود الشمبانزي والشيهم (من القوارض التي تغطيها معطف من أشواك حادة) وما إلى ذلك.. فصيد هذه الأنواع من الحيوانات يظلّ حكرا على النساء الإيفواريات، في حين يتكفّل الرجال عادة بصيد الطيور بمختلف أنواعها.. ومن لحوم هذه الطرائد، تعدّ صاحبات المطاعم وجبات شهية تلبّي مختلف الأذواق، وتوفّر بالتالي إيرادات تسمح للآلاف من العائلات بتحقيق استقلالها المادي.

 

من جهتها، قالت "هيلين كوفي" صاحبة مطعم هجره الزبائن منذ فترة أنّ المطاعم "فقدت غالبية زبائنها بسبب حظر بيع لحوم الطرائد". 

 

وكانت السلطات الصحية منعت التجارة في لحوم الطرائد منذ مارس الماضي، تحسّبا من تسرّب فيروس إيبولا إلى أراضيها قادما من الجوار (غينيا). إجراء أكّده وزير الصحة ومكافحة الإيدز الإيفواري "ريموند غودو- كوفي" من خلال دعوته إلى مقاطعة ومنع تداول لحوم الطرائد "تجنّبا لما قد ينجم عن ذلك من انتشار للحمى النزفية القاتلة". 

 

قرار السلطات الايفوارية بحظر لحوم الطرائد في البلاد حتّمته الضرورة، بيد أنّ انعكاساته طالت مورد رزق الآلاف في البلاد. "مامي أدجوا" قالت في تعقيب عن الموضوع إنّ "تأثيره فظيع، وأنا لا أبكي قدري، ولكنّي أتألّم من أجل النساء الأخريات، فمعظمهن من الأرامل، وهنّ لا يمتلكن غير أطباق اللحوم كمورد لرزقهن". 

 

ومنذ وضع القرار حيّز التطبيق، تعمل الوحدات الصحية الحكومية على مراقبة تنفيذه عبر دوريات تجوب البلاد بصفة منتظمة. نادلة شابة تعمل بإحدى المطاعم قالت في هذا الإطار "علّقنا بيع لحوم الطرائد بسبب فيروس إيبولا، كما أنّ أعوان الصحّة يراقبون امتثالنا للتدابير الوقائية ويأتون للتثبّت من ذلك في كلّ مرة". 

 

قبل اندلاع الأزمة الصحية في البلاد، كانت الطلبات على وجبات اللحوم تنهمر على محلاّت بيع الأطعمة يوميا من الساعة السادسة صباحا إلى التاسعة ليلا.. الجميع يسعى إلى ضمان نصيبه، بما في ذلك الطبقات الشعبية والجاليات الفرنسية والأمريكية المتواجدة في كوت ديفوار. أمّا اليوم، فقد تحوّل ذلك الحماس الذي كان يصنع من محلّات بيع الأطعمة خلية نحل لا تعرف الهدوء، إلى يأس تبدو علاماته بارزة على ملامح أصحابها.

 

وكحلول لهذه المعضلة، ترى "أدجوا" أنّ صاحبات المطاعم بحاجة ماسّة إلى المساعدة من قبل الدولة.. فالوضع يتطلّب تدخلا عاجلا من طرف "السيدة دومينيك واتارا" (السيدة الأولى في كوت ديفوار)، وذلك عبر اللجوء إلى صندوق مساعدة النساء الإيفواريات الذي استحدثته في وقت سابق". "أدجوا" أضافت في استنكار " وإلاّ فماذا سيكون مصير أطفالنا؟".

 

لم تسجّل كوت ديفوار حالات إصابة بفيروس إيبولا، رغم البلاغ الكاذب الذي وصل الأسبوع الماضي المركز الطبي الجامعي "تريشفيل" بأبيدجان. أمّا جارتها غينيا، فقد سجّلت، على العكس من ذلك، 168 حالة إصابة بالحمى النزفية منذ انطلاق السنة الحالية، لقي 108 منها حتفهم، وفقا لآخر جصيلة صدرت، الاثنين (14 أبريل)، عن المنظمة العالمية للصحة.

 

 

روابط ذات صلة :

 

 تشديد "الحجر الصحي" بمنافذ مصر بعد "إيبولا" غينيا

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان