رئيس التحرير: عادل صبري 08:57 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

أبطال حرب اليمن: قاتلنا من أجل مصر فنهب يوسف والي أراضينا

أبطال حرب اليمن: قاتلنا من أجل مصر فنهب يوسف والي أراضينا

أخبار مصر

جانب من مؤتمر فلاحى الفيوم بالحزب الاشتراكى

أبطال حرب اليمن: قاتلنا من أجل مصر فنهب يوسف والي أراضينا

عبدالغنى دياب 28 مارس 2015 18:33

استيقظوا قبل طلوع الشمس وشدوا رحالهم للقاهرة علهم يجدون منجى، فأرزاقهم مهددة بالضياع.. عبارات ثقيلة رُددت على مسامعهم بمجرد وصولهم، اليوم السبت، لمقر حزب "الاشتراكى المصرى" بوسط البلد، لحضور مؤتمر التضامن مع فلاحى الفيوم، لكنهم مازالوا متعلقين بالقشة التى ظهرت فى بحرهم المتلاطم الموج، الذى غرقوا فيه منذ عام 1997 على يد وزير الزراعة الأسبق يوسف والى.

 

ثمانى سنوات قضاها إبراهيم عبدالله عبدالقادر فى الحرب، منها قرابة ستة أشهر فى اليمن، وانتهت بنصر أكتوبر 1973، كللت هذه السنوات بقطعة أرض فدانين بأبعدية والى بالفيوم التابعة للإصلاح الزراعى.

 

 

بتجاعيد وجه أكله الزمن بين ويلات الحرب وويلات الفقر بدأ الرجل الثمانينى يسرد حكايته: "بعد ما رجعنا من اليمن خيرونا بين الوظيفة والأرض، وكان اختيارى قطعة أرض كمكافأة لاشتراكنا فى حرب اليمن، وظل الوضع على ما هو عليه حتى عام 1985، حيث قرر الإصلاح الزراعى تمليك الأرض للمنتفعين، وجاءت لجنة لحصر الأرض وتثمينها، واستلمنا كراسة الشروط".

 

 

ويكمل: بعدها تدخل وزير الزراعة الأسبق يوسف والى بنفوذه، وأقنع اللجنة بأن تترك الفلاحين لكبار عائلته، وهو سيتعامل معنا، وكانت نيته أن يشترى هو الأرض ويأجرها لنا حتى تعود ملكيتها كما كانت، ونعود نحن للعمل بالسخرة لديهم، فرضينا، وكانت النتيجة هى الاستيلاء على الأرض فى عام 1997 بموجب تصالح مع الدولة.

 

 

ويستطرد: هذه الأرض ليست أرض حراسة، فهى أرض استولت عليها ثورة يوليو بموجب قانون الإصلاح الزراعى، ولا يجوز فيها التصالح مع المالك القديم؛ ﻷن ملكيتها أصبحت للدولة، ونحن منتفعون فيها، وكان من المفترض أن نمتلكها فى عام 1985، لكن حالت تدخلات والى دون ذلك.

 

فى عام 1997 قامت قوة الشرطة باقتحام ثلاث قرى بالفيوم، هى "الخلطة، الأبعدية، قوت قارون"، واعتقلت عددا من الرجال واحتجزتهم لمدة 10 أيام، وهو الوقت نفسه الذى استولت فيه أسرة والى على الأرض، وقامت الشرطة بتدمير الزرع بمكينة زراعية.

 

القصة لم تتوقف عند إبراهيم عبدالقادر، فكان رفيق دربه والمشارك فى الحرب نفسها رمضان عبدالقوى، الذى توفى بعد العودة من حرب اليمن، وسرد نجله عادل رمضان: حصل أبى بعد عودته من اليمن على فدانين كمكافأة، وقتها كان هو وأمى فقط، الآن نحن قرابة 30 فردا نأكل من هذه الأرض، فلى ثمانية إخوة رجال وبنتان، وكل منا متزوج ولديه أسرة، وبعد ثورة 25 يناير 2011 استولينا على الأرض بوضع اليد، وما زلنا موجودين بها حتى الآن.

 

وتابع: قبل الثورة كان نفوذ والى ممتدا فى وزارة الزراعة والداخلية والحزب الوطنى بالفيوم، وكانت الشرطة موجودة بالقرية بشكل دائم، وتمنع وسائل الإعلام والصحافة من النزول لسماع مشاكلنا، وبعد قيام الثورة وضعنا يدنا على الأرض، لكن نفاجأ كل يوم ببلاغ جديد ضدنا بتهمة سرقة زرع، وبعد أن نذهب للنيابة ونقدم أوراقنا التى تبثت حقنا فى زراعة الأرض نبرأ، لكن المشكلة الحالية أننا لا نأمن ونحن فى بيوتنا من الاعتقالات المتكررة بسبب نفوذ عائلة والى بالمركز، وهى تريد أن تستولى على دماء الجنود المصريين التى سكبت باليمن.

 

 

مطالب فلاحى الفيوم قدمها عبدالتواب هارون، عضو اتحاد صغار الفلاحين، وأحد المتضررين بالفيوم، والتى بدأها بمطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتدخل وتمليكهم الأراضى التى دفع آباؤهم ثمنها من أعمارهم فى حروب امتدت ﻷكثر من عشر سنوات.

 

الحزب الاشتراكى المصرى قرر تشكيل فريق قانونى بمساعدة عدد من المحامين، لمتابعة القضية ورفع دعوى أمام النائب العام، فتقول ماجدة فتحى رشوان، عضو السكرتارية المركزية بالحزب، إن المشكلة ليست فى فلاحى الفيوم فقط، لكنها مشكلة صغار الفلاحيين فى مصر كلها.

 

وتابعت: فى الوقت الذى تقوم فيه الدولة بعمل تسهلات للمستثمريين تضيق على صغار الفلاحين وكأن الاستثمار وحده هو سبيل النهوض، وقضية فلاحى الفيوم لا تختلف عن فلاحى قرية سرند بالبحيرة، وقرية سامول فى الغربية، لكن التعقيد كله فى وجود يوسف والى الذى ضيع حقوق هؤلاء الفقراء، الذين حصلوا على الأرض بموجب مشاركتهم فى حرب اليمن.

 

فى السياق نفسه بدأ حسام رضا، القيادى بحزب الكرامة، حديثه خلال المؤتمر الصحفى الذى استضافة الحزب الاشتراكى المصرى، بقوله إن وزارة الزراعة مازال يسطر عليها يوسف والى ويديرها رجاله، فالوزير المقال مؤخرا عادل البلتاجى أحد رجاله، ومحافظ الفيوم أيضا من رجاله، لتضيق الخناق على الفقراء.

 

وأضاف: كل ما نريده هو العدل فأكثر من 70% من فقراء مصر فى الريف بفضل سياسات حسنى مبارك ورجاله، فى الوقت نفسه تمنح الدولة أحد المستثمرين، ويدعى "المغربى" 14 ألف فدان بوادى النطرون.

 

وتابع: لدينا أكثر من تسعمائة ألف فلاح بدون أرض، و5 ملايين عامل ترحيل لا يملكون قوت يومهم.

 

 

اقرأ أيضًا:

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان