رئيس التحرير: عادل صبري 12:40 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

رخصة الزواج .. هل تحل مشكلة زيادة حالات الطلاق؟

رخصة الزواج .. هل تحل مشكلة زيادة حالات الطلاق؟

منوعات

ارتفاع نسب الطلاق

رخصة الزواج .. هل تحل مشكلة زيادة حالات الطلاق؟

رفيدة الصفتي 30 ديسمبر 2020 17:40

دعت المدربة الأسرية دعاء رشاد إلى ضرورة استحداث رخصة للزواج كشرط أساسي للمقبلين على الزواج، في خطوة لحل الطلاق" target="_blank">مشكلة الطلاق.

 

وقالت في تصريح خاص لموقع مصر العربية: إن "تصريح الزواج يجب أن يسبقه تدريب للمقبلين على الزواج، لمعرفة مفاهيم الزواج والعاطفة والمعيشة، والعلاقة الزوجية، وكيفية إشباع العاطفة عند المرأة والرجل، إضافة إلى التعرف على حقوق الزوجين وأولوياتهم".

 

ونصحت بضرورة "الرجوع إلى ما يقوله الشرع، وأن يعرف كل طرف دينه ودوره واحتياجات الشريك الآخر، وأساليب تنفيذها، وذلك من أجل التقليل من نسب الطلاق".

 

وكان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء قد أعلن مطلع الشهر الجاري، وقوع 1.9 مليون حالة طلاق في مصر خلال الـ 10 سنوات الماضية.

 

وكشف البيان تسجيل 237.7 ألف حالة خلال عام 2019، بنسبة ارتفاع قدرها 8% عن عام 2018، بمتوسط 19.8 ألف حالة شهريا. وبلغ متوسط عدد حالات الطلاق بمصر حالة كل 2.11 دقيقة عام 2019.

 

أزمة وعي

 

وأوضحت المدربة الأسرية أن السبب الأول وراء الطلاق هو "أزمة الوعي بالنسبة للرجل والمرأة، فلا يعرف الكثير من الجنسين مفهوم الزواج والهدف منه وكيف ينجح"، مشيرة إلى أن "الناس عندما يشترون موبايل أو جهازًا جديدًا يقرأون الكتالوج، وللأسف لا يفعلون ذلك عند الزواج أو معرفة الحياة الزوجية والتربوية".

 

وأِشارت دعاء إلى أن ذلك يؤدي إلى حدوث "أخطاء كبيرة جدا منها ما هو طبيعي وبديهي نتيجة اختلاف البيئات، ومنها ما يحدث بسبب الجهل، وبالتالي يحدث الطلاق وهو شيء مشروع جدًا، ولكن توجد أشياء يجب معرفتها قبل الوصول إليه".

 

وأرجعت دعاء السبب الثاني إلى "الوعي الكبير عند المرأة بحقوقها، ما أعطى للمرأة قوة للرفض وقول لا عند إهدار حق من حقوقها، وبالتالي يحدث الطلاق".

 

ولفتت إلى أنّ الرجل "له حقوقه ومعروف أنه حريص عليها ويبحث عنها، وبالتالي أسهل شيء عندهم هو الطلاق وليس النساء فقط".

 

التكنولوجيا والعزلة الاجتماعية

 

وعن سبب آخر للطلاق، قارنت دعاء بين المعيشة في أيام الماضي والحاضر، قائلة: "أيام زمان لم يكن هناك ميديا وسوشيال ميديا أو تكنولوجيا تحاصرنا في كل لحظة، ولم يكن هناك إعلام وقنوات فضائية، وعندما ظهر التليفزيون كان به 3 قنوات فقط".

 

وأضافت: "وبالتالي الرجل كان عنده وقت لبيته وأولاده، والمرأة كان عندها مساحة لبيتها، وكان الرجل يقوم بمهامه، وكان هناك اهتمام واحتواء وحضور، على الرغم من جلوسه مع أصحابه".

 

وتابعت: "اختلف الوقت الآن؛ وظهرت القنوات الفضائية الكثيرة، ودخل الإنترنت وزادت التطبيقات كاليوتيوب، والفيسبوك، والواتساب، وتويتر، وإنستجرام، وسناب شات، وكلها تشغل الراجل والمرأة، ولم يعد عندهم وقت لبعضهم البعض، أو وقت لأنفسهم، وهو ما انعكس على الحالة النفسية والعصبية وعلى الحوار والتواصل".

 

وأوضحت دعاء أن "العزلة الاجتماعية زادت جدا، والخرس الزوجي زاد أيضا، وقل التفاعل في الأسرة، ما أنتج لنا أجيالا أخذت هذا النموذج قدوة، فخرج لنا آباء غير حريصين على الأسرة، واختفى التفاعل الاجتماعي والحياة الأسرية السوية، وأصبح كل فرد منعزل على الجهاز الخاص به، حتى لو كانوا في نفس الغرفة".

 

وأشارت المدربة الأسرية إلى أن "كثرة المعروض والمغريات والفتن للرجال والنساء رفع من سقف الطموحات أو التوقعات التي ينتظرها كل طرف من الآخر؛ بمعنى أن المرأة تريد الرومانسية التي تراها في الأفلام والمسلسلات، وتبحث عن الراجل ليمنحها الاهتمام، ولكنه غير موجود في البيت، ومشغول يسعى على الرزق وأكل العيش، ويأتي في آخر اليوم ليرى على السوشيال ميديا نساء أخريات، ويشاهد مقاطع إباحية، وينتظر ذلك كله عند زوجته".

 

واستطردت: "طبعا زوجته أيضا لا تجد ما تريده، فتبدأ في تجنبه وتتعامل معه بشيء من الجفاء، وهو يبدأ في علاقات أخرى، وتعرف الزوجة ذلك، وتزداد الفجوة بينهم، ويتزوج الرجل بأخرى، وتعيش الزوجة الأولى في حالة من الاكتئاب، وتكمل حياتها على هذا الوضع أو تنفصل، لكن فكرة الوعي بأن حقوقي مشروعة وكيف أنبه شريك الحياة بما أفتقده.. للأسف هذه الثقافة ليست موجودة".

 

 التربية الخاطئة

 

وأوضحت المدربة الأسرة: أن كثير من الزوجات مقصرات في أدوارهن، وذلك بسبب "شدة أدبهم وحياءهم والتزامهم، ونرى نماذج للأسف مثلا نجد الزوج يقول: "أنا مش عايز غير شوية حنية وطبطبة، شوية ضحك وفرفشة، عايز حد يحسسني بالحياة يبقى في دموية في حياتنا، مش حياة زوجية مملة رتيبة، ونجد الزوجة لا تقدر أن توازن بين ما تربت عليه، وبين الحقوق الشرعية للزوج".

 

وعلى الجانب الآخر، قالت دعاء: "نفس الأمر عند الزوجة التي ترى فتنا كثيرة، وأحيانا يكون الزوج جافا، يرى أن أقصى تعبير عن حبه لأسرته هو تلبية طلباتهم المادية، وأن يكونوا في مستوى مادي مرتفع".

 

التخلي عن الأدوار

 

وذكرت المدربة الأسرية سببا حديثا وراء الطلاق، وهو "تخلي الرجل والمرأة عن أدوارهم التي خلقهم الله من أجلها، وللأسف الرجل تخلى عن بعض أدواره الهامة اللي أخد القوامة بناء عليها، والزوجة تخلت عن بعض أدورها الحقيقية كأنثى وزوجة كلها أنوثة".

 

وأضافت دعاء: "المرأة الآن تنزل عملها مع زوجها، وتبقى مجهدة طوال اليوم، ويعود الزوج ليراها مرهقة أو مريضة، وبالتالي يبحث بعد فترة على الأنوثة، وهي الاحتياج الأساسي له"، لافتة إلى أن "الزوجة يجب ألا تنسى نفسها وتتحول لرجل آخر في البيت".


ونصحت بضرورة "إعادة ترتيب الأولويات وتحديد نجاح العلاقة الزوجية كهدف أساسي، يعني أكون أنثى وأقوم بالدور المطلوب ثم أحاسب الرجل".

 

الرجل مسؤول أيضا

 

من جانبها ترى الدكتورة دعاء راجح، مدربة مهارات الحياة والمستشارة الأسرية والاجتماعية، أن كثيرا من النساء الآن يطلبن الطلاق لأن الزوج أصبح حملا عليهن نفسيا وعمليا.

 

وحذرت عبر صفحتها على فيسبوك، قائلة: "إن لم يتغير فكر الرجال ويكونوا أكثر مرونة في تقبل أدوار أخرى غير دور الموظف؛ ستكون معدلات الطلاق في ازدياد".

 

وأوضحت أن هناك أدوار أخرى، من بينها "دور الزوج بما يحمله من مسئوليات تجاه زوجته، ودور الأب بما يحمله من مسئوليات تجاه أولاده، ودور الساكن في البيت بما يحمله من مسئوليات تجاه هذا البيت".

 

وأضافت المستشارة الأسرية، أن الزوج هو نفسه مسؤول عن أدواره، ولا يقتصر دوره فقط على التوجيه والأمر والنهي لزوجته.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان