أسهب مقال للكاتب الأمريكي مايكل جريكو نشرته مجلة ناشيونال إنترست في تحديد الأسباب الرئيسية لعدم وصول مصر وإثيوبيا إلى اتفاق حاسم بشأن سد النهضة موضحا أن جوهر الخلافات يتمثل في فترة عامين أو 730 يوما.
وفسر ذلك قائلا: "تطلب مصر زيادة فترة ملء خزان سد النهضة إلى 7 سنوات على الأقل بينما تصر إثيوبيا على ضرورة ألا تقل الفترة عن 5 أعوام".
واستطرد: "ظاهريا، قد تبدو فترة العامين مصدر الخلاف بين الطرفين غير مهمة لكن بالنسبة لإثيوبيا، فإنها تعني تأجيل دخول الكهرباء للمدارس والمستشفيات ومدنها الصناعية".
وبالمقابل، تعني فترة العامين بالنسبة لمصر خسارة نحو مليون مزارع سبل معيشته وخسائر في الاقتصاد القومي تقدر بنحو 1.8 مليار دولار وفقا للمقال.
وأشار الكاتب أن الاجتماعات التي استقبلتها واشنطن شهدت خلافات حيث أخذ كل طرف يلقي اللوم تجاه الآخر.
بيد أن بيان الخزانة الأمريكية شكل انفراجة بشأن فترة ملء السد وعملية التشغيل طويلة الأمد لهذا المشروع.
و توصلت الدول الثلاث إلى توافق يتعلق فقط بالمرحلة الأولى من حجز المياه لملء خزان السد مع تأجيل المناقشات في المراحل القادمة.
وفي بيان مشترك أصدره وزراء الخارجية والمياه لمصر وإثيوبيا والسودان، اتفقوا على أن "ملء سد النهضة" سوف ينفذ على مراحل بشكل تعاوني يأخذ في الاعتبار الظروف الهيدرولوجية للنيل الازرق والتأثيرات المحتملة لملء الخزان.
واستطرد الكاتب: "لقد اتفق الوزراء على محددات المرحلة الأولى لكنهم أجلوا الحديث عن المراحل التالية".
وتخشى مصر من أن تتسبب موجة جفاف خلال فترة ملء خزان السد في حدوث نتائج عكسية وتدمير قطاعها الزراعي.
وتضمنت بنود التوافق أن تملأ إثيوبيا خزان السد في الفترات الممطرة فحسب التي تحدث بين يوليو وأغسطس، مع إمكانية مدها إلى سبتمبر إذا سنحت الظروف.
