رئيس التحرير: عادل صبري 09:35 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

كاتب ألماني: الربيع العربي جلب الخراب إلى الشرق الأوسط

كاتب ألماني: الربيع العربي جلب الخراب إلى الشرق الأوسط

صحافة أجنبية

الحروب في الشرق الأوسط.. متى تنتهى؟

كاتب ألماني: الربيع العربي جلب الخراب إلى الشرق الأوسط

أحمد عبد الحميد 02 مايو 2019 22:20

رأى الكاتب الألمانى "مارتن جهلن"، أن احتجاجات الربيع العربى عام 2011 ، ضد الحكام في العديد من البلدان العربية جلبت الخراب في الشرق الأوسط ولم تفلت إلا تونس.

 

واستشهد الكاتب بالأوضاع غير المستقرة التي اجتاحت العديد من بلدان الربيع العربي وانعكاسها بالسلب في العديد من مناحي الحياة.

 

جاء ذلك فى مقال له بصحيفة "باديشه تسايتونج" الألمانية.

 

وأضاف: "اليمن الذي كان سعيدا والذي يتمتع بمناظر طبيعية خيالية وكنوز ثقافية أثرية تحول إلى خراب بسبب احتجاجات الربيع العربي".

 

في عام 2012 ، حصلت "توكل كرمان" ، احدى  نشطاء الربيع العربي اليمني ، على جائزة نوبل للسلام، واليوم ، أصبحت الدولة في حالة خراب بعد أربع سنوات من حرب أهلية أسفرت عن 10 آلاف  قتيل.

 

وأشار الكاتب إلى أن الربيع العربي ورد إلى الأذهان مجددا  بعد سقوط البشير وبوتفليقة في الجزائر والسودان.

 

بالنسبة للدولة الشمال افريقية "المغرب"، اندلعت خلال العامين الماضيين ، حالة اجتماعية غير مستقرة للسكان، أدت إلى قمع قوات الأمن لهم  بشدة، حيث حُكم على 42 من قادة الحركة الاحتجاجية بالسجن لمدة تصل إلى 20 عامًا.

 

بعد عام 2011 ، رد  العاهل المغربى "محمد السادس"،  على الاحتجاجات بسلسلة من الإصلاحات،  وصاغ دستورًا مدد من خلاله صلاحيات البرلمان والحكومة وإقامة انتخابات جديدة،  ومع ذلك ، فإن الملك لديه الكلمة الأخيرة في جميع شؤون الدولة الهامة.

 

وفيما يخص  "الجزائر"، كان الوضع خلال ربيع عام 2011 ، هادئًا نسبيًا ، ويعزى ذلك جزئيًا إلى ذكرى الحرب الأهلية الدامية التى وقعت بين عامي 1992 و 2000 وأسفرت عن  200 ألف قتيل.

 

لفت الكاتب إلى أن  الرئيس الجزائرى السابق "عبد العزيز بوتفليقة"  الذي يجلس على كرسي متحرك منذ عام 2013 جراء  اصابته بسكتة دماغية ، نفذ  فى البداية برامج اجتماعية جيدة ، لكنها لم تستمر بعد انهيار أسعار النفط في عام 2015.

 

لكن عندما دعا "بوتفليقة"،  البالغ من العمر 82 عامًا لولاية خامسة في فبراير 2019 ، استمرت الاحتجاجات الجماهيرية لأول مرة منذ عقود، وتراجع عن ترشحه،  ومع ذلك ، يدعو المتظاهرون إلى خلع النخبة الفاسدة بأكملها.

 

أشار  الكاتب، إلى أن  تونس هى مهد الربيع العربي وكانت أول دولة تجبر الرئيس المستبد "زين الدين العابدين بن على"،  على الفرار في 14 يناير 2011، ونجحت الدولة الشمال افريقية ، فى إرساء الديمقراطية الفعلية سواء على مستوى الدستور أوالبرلمان أو الحكومة، وحافظ  المجتمع المدني على توحيد البلاد في مرحلة ما بعد الثورة.

 

ومع ذلك ، لا يزال الوضع الاجتماعي والاقتصادي متوتراً للغاية، وتتكرر عمليات الإضرابات والمظاهرات.

 

وفى ليبيا، أثر تمرد الربيع العربي بالسلب على البلاد،  واستمرت المعارك ثمانية أشهر ، ساعدت خلالها طائرات الناتو المتمردين لقتل "القذافى".

 

وفي السنوات التالية ، شهدت الدولة الغنية بالنفط تفككًا سريعًا، وفي عام 2014 ، اندلعت حرب أهلية مفتوحة بين غرب وشرق البلاد لأول مرة،  ونتيجة لذلك ، تم إنشاء حكومتين وبرلمانين متنافسين في طبرق وطرابلس.

 

منذ 4 أبريل 2019 ، يحاول قائد "الجيش الوطني الليبي" خليفة حفتر  غزو العاصمة طرابلس من الشرق ووضع البلد بأكمله تحت سيطرته.

 

وفى السودان تولى عمر البشير"،  الحكم عام 1989، وبسبب أحداث الربيع العربي ، وافق في عام 2011 على تقسيم البلاد ، وحقق الاستقلال للجنوب الغني بالنفط، وفقدالشمال  ثلاثة أرباع آبار النفط، وكانت النتيجة كارثية على مستوى الاقتصاد، حيث انخفضت الإيرادات الحكومية ، وتدهورت قيمة العملة، وسادت الفوضى والحرب الأهلية  في سبع محافظات.

 

 وفي ديسمبر 2018 ، أدى رفع الدعم عن   سعر الخبز إلى اندلاع أعمال شغب سرعان ما تحولت إلى  انتفاضة وطنية، وفي منتصف أبريل 2019 ، اضطرت القيادة العسكرية  إلى عزل " البشير"، بعد 30 عامًا من الحكم.

 

ويطالب المتظاهرون الآن  بعزل ذيول النظام السابق وبتولى حكومة مدنية زمام المبادرة.

 

سارت  "الأردن"،  على غرار الملك المغربي محمد السادس، حيث  رد الملك الأردنى "عبد الله الثاني"، على احتجاجات عقبت الربيع العربي بإصلاحات، وتم تقديم الانتخابات البرلمانية،  ووعد الملك بتعيين رئيس الوزراء بالاتفاق مع النواب في المستقبل.

 

يعتمد الأردن على المانحين الأجانب، وتعانى البلاد من البطالة مرتفعة ، والفقر المتفشى فى قطاعات واسعة من السكان، بالإضافة إلى ذلك ، تستضيف البلاد أكثر من مليون لاجئ من الحرب الأهلية سوريا، مقابل حصولها على منح مالية من دول الاتحاد الأوروبى، فى مقدمتهم ألمانيا.

 

فى سوريا تصاعدت المظاهرات السلمية ضد نظام الأسد في عام 2011 إلى حرب أهلية  أسفرت عن 400 ألف قتيل حتى الآن، وأصبحت سوريا موقعًا للاقتتال الداخلي.

 

وانحازت  كل من روسيا وإيران وحزب الله، إلى الديكتاتور "بشار الأسد"، وزودت دول الخليج وتركيا والولايات المتحدة المعارضة بالأسلحة ، وكانت  الجماعات المتطرفة هى المستفيدة على أرض الواقع.

 

الآن يخضع الجيب الأخير المتبقي للمعارضة في محافظة إدلب لسيطرة المتطرفين المرتبطين بتنظيم القاعدة،  بعدما استسلم "تنظيم داعش"، فى معركة "باجوز" أمام قوة عربية كردية تدعمها الولايات المتحدة منذ أربعة أسابيع.

 

رأى الكاتب الالمانى، أن  نظام الأسد هو الفائز العسكري الواضح،  فبعد ثماني سنوات من الحرب الأهلية. تتصرف قواته العسكرية والشرطية بشكل  أكثر عدوانية ووحشية من أي وقت مضى، وبالنسبة لخصومه الداخليين ، فإن النظام غير معني بإعادة الإدماج والمصالحة الوطنية .

 

وفى العراق، لم تسفر مظاهرات الربيع العربي عن  تصحيح أساسي لسياسة الحكومة بعد عام 2011، وبدلاً من ذلك ، شددت القيادة التي يهيمن عليها الشيعة في بغداد موقفهم من الأقلية السنية ودفعتهم إلى التمرد.

 

في يونيو 2014 ، احتل تنظيم "داعش"  الموصل ، واستعاد الجيش العراقي السيطرة عليها عام 2017 بعد حرب أهلية دامت ثلاث سنوات،  ويعاني العراق من الفساد وسوء الإدارة ، مما أدى إلى الاضطرابات في مدينة البصرة الساحلية في عام 2018.

 

رابط النص الأصلي

الربيع العربي
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان