تحت عنوان " مصر تشن هجوما كبيرا على مقاتلي الدولة الإسلامية".. سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على العملية العسكرية التي بدأتها القوات المسلحة المصرية اليوم الجمعة، في سيناء للقضاء على الإرهاب، مشيرة إلى أنها محاولة من الرئيس عبدالفتاح السيسي لاستعادت شعبيته قبل الانتخابات الرئاسية المقررة مارس المقبل.
وقالت الصحيفة، شنت قوات الأمن المصرية عملية عسكرية واسعة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سيناء، ومناطق أخرى اليوم الجمعة، في هجوم هو الأوسع منذ سنوات ويأتي قبيل الانتخابات الرئاسية التي تجري مارس المقبل.
وتأتى العملية بعد أقل من ثلاثة اشهر على قيام مسلحين من داعش بقتل اكثر من 350 شخصا في مسجد شمال سيناء، مما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي لمطالبة قوات الأمن بوضع حد للإرهاب خلال 3 اشهر، وتمديد حالة الطوارئ في يناير الماضي لمدة ثلاثة أشهر أخرى.
ونقلت الصحيفة عن خبراء غربيين قولهم، إن" الهجوم الذي يأتي مع انخفاض شعبية الرئيس السيسي وسط تدابير التقشف التي اتخذتها السلطات، وأدت لارتفاع الأسعار ومعدلات البطالة، بجانب فراغ المشهد السياسي من المرشحين الأقوياء المنافسين للرئيس، محاولة من السيسي لاستعادة الشعبية التي انهارت.
وأوضحت، أن الاستعدادات لهجوم الجمعة بدأت في وقت سابق من الأسبوع الماضي، حيث تحدثت وسائل إعلام محلية أن الحكومة وضعت مناطق حول سيناء في حالة تأهب أمنى، وطلبت بدعم المستشفيات في مدينة الاسماعيلية بالأطباء والموارد الطبية.
وأصدر الجيش بيانين عن الهجوم أعلن فيهما أنه بدأ صباح يوم الجمعة تنفيذ "خطة مجابهة شاملة للعناصر الإرهابية والإجرامية" في شمال ووسط سيناء ومناطق بدلتا مصر والظهير الصحراوي غربي وادي النيل.
وجاء في البيان الأول أن "العملية الشاملة سيناء 2018" تأتي "في إطار التكليف الصادر من رئيس الجمهورية للقيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية بالمجابهة الشاملة للإرهاب والعمليات الإجرامية الأخرى بالتعاون الوثيق مع كافة مؤسسات الدولة".
وذكر البيان أن العملية تهدف إلى ”إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية للدولة المصرية وتطهير المناطق التي يوجد بها العناصر الإرهابية".
وناشد البيان المصريين التعاون مع الجيش قائلا "تهيب القيادة العامة للقوات المسلحة بالشعب المصري بكافة أنحاء الجمهورية بالتعاون الوثيق مع قوات إنفاذ القانون لمجابهة الإرهاب واقتلاع جذوره والإبلاغ الفوري عن أي عناصر تهدد أمن واستقرار الوطن".
وفي البيان الثاني الذي أذيع بعد نحو ساعتين من البيان الأول، قال المتحدث العسكري إن القوات الجوية المشاركة في الخطة استهدفت ”بؤرا وأوكارا إرهابية“ بشمال سيناء.
وقال المتحدث إن القوات البحرية وقوات حرس الحدود تشارك أيضا في تنفيذ الخطة.
وأضاف "قامت عناصر من قواتنا الجوية باستهداف بعض البؤر والأوكار ومخازن الأسلحة والذخائر التي تستخدمها العناصر الإرهابية كقاعدة لاستهداف قوات إنفاذ القانون والأهداف المدنية في شمال ووسط سيناء".
وتابع "كما تقوم عناصر من القوات البحرية بتشديد إجراءات التأمين على المسرح البحري بهدف قطع خطوط الإمداد عن العناصر الإرهابية، وتشدد قوات حرس الحدود والشرطة المدنية من إجراءات التأمين على المنافذ الحدودية وكذا إجراءات التأمين للمجرى الملاحي (لقناة السويس) وتقوم عناصر مشتركة من القوات المسلحة والشرطة بتكثيف إجراءات التأمين على الأهداف والمناطق الحيوية بشتى أنحاء الجمهورية".