رئيس التحرير: عادل صبري 08:26 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

خاشقجي في الـ«واشنطن بوست»: السعودية تخلق فوضى كاملة في لبنان

خاشقجي في الـ«واشنطن بوست»: السعودية تخلق فوضى كاملة في لبنان

أحمد جابر 14 نوفمبر 2017 15:14

«وكأننا نحن العرب في حاجة إلى أزمة أخرى في عالمنا المحطم، ولكن هذا بالضبط ما يلوح في الأفق بعد الاستقالة الغامضة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الرياض يوم السبت الماضي وإعلانات من المحكمة الملكية السعودية بأن إيران قد عبرت خطا أحمر رسميا».. هكذا افتتح الكاتب السعودي «جمال خاشقجي مقاله في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، معتبرا أن السعودية خلقت مشكلة لنفسها مع بعض حلفائها الأقوى.

 

ومن بين أولئك الذين يرى «خاشقجي» أن المملكة خلقت مشاكل معهم «سنة لبنان»، فحتى السنة في لبنان انسجموا مع الطوائف المختلفة، التي لا يكن بعضها مشاعر ودية تجاه الرياض، للمطالبة بعودة الحريري، وهو أيضا سني، كما أنه وسيكون من المستحيل انتخاب رئيس وزراء جديد في لبنان ما لم يعد الحريري، هذا هو المأزق الجديد الذي خلقه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والآن بحاجة إلى حل.

 

وقال خاشقجي إن السعودية ترى أن لديها الآن مبررا لإعلان الحرب ضد حزب الله، كما أن المملكة الآن، كما أعلن الصقر السعودي والوزير الشاب ثامر السبهان مؤخرا، لم تعد ترى فارقا في لبنان بين الحزب والحكومة.

 

وأشار خاشقجي إلى الاندفاع الكبير الذي أبداه ولي العهد السعودي في حرب اليمن قبل عامين، وأيضاً موجة الاعتقالات التي شملت كل من ينتقد تصرفات الحكومة حتى لو كان نقداً بناء، والتي شملت كبار المسوؤلين المتهمين بالفساد.

 

وضرب خاشقجي المثل بحصار قطر، معتبرا أنه مثلما كان الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر بشكل مفاجئ، حتى ظن البعض من خلال الحملة التي رافقته بأن التدخل العسكري ضد الدوحة لم يعد سوى مسألة وقت، فإن الأمر ذاته حصل مع لبنان.

 

وذكّر بأن الوزير السبهان قال في تغريدة أخرى، إن حزب الله أصبح أداة للقتل والدمار ضد المملكة، بما في ذلك تدريب الإرهابيين الشيعة السعوديين، ومساعدة الحوثي في بناء صواريخ إيرانية سقط أحدها قريباً من مطار الملك خالد بالرياض، وهو ما اعتبره بأنه حرب من لبنان على السعودية.

 

وكشف خاشقجي أنه على الرغم من الخطابات السعودية والاحتياجات اللبنانية فإنه لا توجد إرادة لبنانية كافية أو قدرة لدى السعودية على ضرب حزب الله، حيث لا توجد قوة قتالية قريبة، كما أنه ليس لدى الرياض القدرة على خوض حرب استنزاف أخرى في حين أن الحرب في اليمن ما تزال دائرة.

 

وقال إنه كانت هناك شائعات حول مشاورات إسرائيلية سعودية لمهاجمة حزب الله، سواء كانت تلك المشاورات مباشرة أو من خلال صهر الرئيس ترامب، «جاريد كوشنر»، وإذا كان ذلك صحيحاً فإن الاجتماعات التي دارت بين «كوشنر» و«بن سلمان» أواخر أكتوبر، ربما ناقشت مثل هذه الخطط بشكل جدي، وخاصة إذا ما نظرنا إلى الأحداث التي تلت تلك الاجتماعات.

 

ورأى الكاتب السعودي الشهير أن لبنان يريد علاقات سياحية واستثمارية جيدة مع السعودية، وفي الوقت نفسه فإن ما يفعله حزب الله في لبنان، وأيضاً في سوريا المجاورة حيث يقاتل أعضاؤه هناك، جعل منه كما وصفه الحريري في خطاب الاستقالة «دولة داخل دولةۑ، وهو ما جعل الحريري يخشى على حياته، بحسب خاشقجي.

 

ولفت إلى أن المملكة العربية السعودية حاولت تاريخيا التأثير على السياسة في بيروت، فقد منعت السعودية مواطنيها من السفر إلى لبنان في فبراير 2016 وهددت بمقاطعة الحكومة اللبنانية ما لم تقطع العلاقات مع حزب الله.

 

كما سبق أن وافقت المملكة العربية السعودية على تسوية لانتخاب ميشال عون رئيسا له علاقات وثيقة مع حزب الله وانتخاب الحريري رئيسا للوزراء في محاولة لاحتضان حلفاء حزب الله الرئيسيين لكسب ولائهم وخلق صدع مع حليف حاسم لإيران.

 

واستدرك بأن استقالة الحريري المفاجئة هي إشارة واضحة إلى أن «بن سلمان» لم يعد يفضل الضغط على لبنان عبر «قناة خلفية» أو من بعيد.

 

وأرجع خاشقجي ذلك هذا جزئيا إلى «تأثير ترامب»، وخاصة في ظل العلاقة القوية بين الرئيس الأمريكي و«بن سلمان»، فهما يحتقران إيران و«حزب الله» التابع لها، وهو شعور يتقاسمانه مع الإسرائيليين؛ لكن السؤال: هل سيدعم ترامب السعوديين إذا اختاروا أن يواجهوا حزب الله في حرب مباشرة أو على الأقل فرض حصار على الطراز القطري؟

 

وبالنظر إلى الاندفاع الأخير للرئيس الفرنسي -حليف لبنان منذ فترة طويلة- إلى الرياض للتحقق من وضع الحريري، فإن السعوديين بحاجة إلى مساعدة ودعم ترامب قبل أي خطوة.

 

اليوم تعد المملكة السعودية واحدة من أكثر بلدان المنطقة استقراراً سياسياً واقتصادياً، وفي ظل الصراعات التي تعاني منها المنطقة «فإني لا أتمنى أن تنزلق أقدام بلدي، خاصة في ظل الإجراءات المتهورة التي يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي قد تقوض أمن دول الخليج والمنطقة ككل».

رابط المقال الأصلي

قرارات بن سلمان
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان