حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من أن التحذير السعودي الأخير لإيران واتهامها بالوقوف وراء الصاروخ الذي أطلقه الحوثيين على المملكة، قد يشعل الصراع العسكري المباشر بين القوى العظمى في المنطقة خاصة أنه جاء في وقت تتصاعد قوة ولي العهد محمد بن سلمان، ويتخذ خطوات سريعة نحو العرش.
وقالت الصحيفة في تقرير نشر اليوم الثلاثاء، أثيرت اسئلة حول أهداف تحذير ولي العهد السعودي الأخير لإيران، واتهامه إياها بالوقوف وراء الصاروخ الذي أطلق على العاصمة السعودية الرياض باعتباره يشكل "عملا من اشكال الحرب".
وأطلق الحوثيون مساء السبت صاروخا من اليمن على المملكة، وهى جماعة لديها علاقات مع إيران، وتخوض حربا ضد التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، وأثارت الحرب عددا لا يحصى من الهجمات عبر الحدود، بجانب سلسلة لا نهاية لها من الاتهامات بين الحكومتين السعودية والإيرانية.
وأضافت الصحيفة، لكن يبدو أن هناك عدة عوامل تجعل التحذير السعودي الأخير أكثر خطورة، ويثير مخاوف من تصعيد عسكري بين القوى العظمى الإقليمية، ورغم أنه لم يسفر عن وقوع إصابات، فإن الضربة الصاروخية كانت الأقوى حتى الآن خلال الحرب الأهلية في اليمن.
وجاء ذلك في وقت بدأ فيه ولي العهد تصعيدا في هجومه ضد الخصوم الإقليميين، مثل إيران، والمعارضين المحليين، حيث اعتقلت السلطات عددا كبيرا من الأمراء والوزراء على خلفية اتهامات بالفساد السبت الماضي.
وألقت السلطات القبض على عدد كبير من الأمراء كجزء من حملة لمكافحة الفساد، إلا أن الكثيرين اعتبرها محاولة من الأمير محمد لتعزيز سلطته وتمهيد الطريق نحو العرش.
وفي الأيام الأخيرة، صعد السعوديون أيضا مواجهاتهم مع حزب الله، الحزب الشيعي في لبنان المدعوم من إيران، ويبدو أن السعوديين لعبوا دورا رئيسيا في استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي انتقد إيران بشدة خلال خطاب استقالته من العاصمة السعودية.
وأوضحت الصحيفة، أن السعوديين لديهم جرأة كبيرة بسبب دعم ترامب الذي أشاد مرارا بالملك سلمان كزعيم للعالم العربي، وكونه حصن ضد ما وصفه بالـ "هيمنة الإيرانية".
ووصفت الصحيفة التصعيد المتزايد مع إيران بأنه اختبار "حاسم لولي العهد"، الذي تعثر كمهندس مبادرات السياسة الخارجية العدوانية للسعودية المتزايدة، بما في ذلك مقاطعة قطر والحرب في اليمن.
وبعد أكثر من عامين من بدء السعوديين حملة عسكرية ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم، الحرب في طريق مسدود، وقتل أكثر من 10 آلاف يمني، ولم يحقق السعوديون أي انتصار، بما في ذلك استعادة الحكومة اليمنية المخلوعة، أو وقف الضربات الصاروخية الحوثية على الأراضي السعودية.