تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في افتتاحيتها عن طبيعة مهمة القوات الأمريكية في النيجر بعد مقتل 4 جنود خلال كمين نصبه عدد من المتطرفين، خاصة أن مهمة القوات هناك تقتصر على تدريب القوات المحلية على مواجهة الإرهاب.
وفيما يلي نص الافتتاحية:
مع زيادة الغموض حول مقتل أربعة جنود أمريكيين في كمين نصبه متطرفون في النيجر، رفض الرئيس ترامب المسؤولية ووضع العبء على الجيش.
مثل أسلافه - الرؤساء الذين كانوا أقويا بما يكفي للاعتراف بمسؤوليتهم الثقيلة - ترامب القائد العام المسؤول عن تعريض القوات المسلحة للخطر، وفي نهاية المطاف الرئيس والبنتاغون لابد أن يتم محاسبتهما ليس فقط بشأن العملية، ولكن أيضا كيفية تناسبها مع استراتيجية مكافحة الإرهاب في أفريقيا.
في السنوات الأربع الماضية، وسع الجيش الأمريكي وجوده في القارة السمراء لتدريب القوات المحلية ومساعدتهم على محاربة المتطرفين، كما أن البنتاجون يكثف تواجده في الوقت الذي يسعى تنظيم الدولة الإسلامية إلى إيجاد ملاذات جديدة بعد هزيمته في سوريا والعراق.
وأحد أكبر تركيزات القوات الأمريكية في أفريقيا بالنيجر، التي تعتبر مركزا للاستخبارات الإقليمية وعمليات المراقبة والاستطلاع، ويتركز فيها من 800 لـ 1000 جندي.
وخلال الـ 12 يوما الأولى بعد هجوم 4 أكتوبر، كان ترامب صامتا، وعندما تحدث أخيرا، لم يقل شيء يذكر، وأعضاء الكونجرس المحبطين يطالبون بإجابات حول كيفية إنهاء مهمة غامضة في منطقة نائية من أفريقيا بهدوء.
وفى الوقت الحالي كان الجنود الأمريكيون فريق من القوات الخاصة المكون من 12 عضوا يقومون بدوريات مع 30 جنديا من النيجر عندما وقع الكمين، وقال الأمريكيون إنهم يتعرضون للهجوم، ثم طلبوا المساعدة بعد ساعة، وأدى ذلك لإرسال القوات النيجرية وطائرات ميراج الفرنسية، التي وصلت بعد حوالي ساعتين.
ولكن وحدات الإنقاذ لم تسترد جميع الأميركيين الـ 12، فقط 8 جنود عادوا، والباقي اعتبروا في عداد المفقودين مما يوحي أنهم ربما كانوا على قيد الحياة عندما غادرت المروحيات بدونها.
وبينما عثر على جثث ثلاثة أميركيين قتلى والمترجم بعد ساعات، استغرقت القوات الاميركية والفرنسية والنيجرية يومين أخرين للعثور على جثة الجندي الرابع في الغابة القريبة من موقع الكمين.
وقال مسؤولون بالبنتاجون إن العملية كانت مماثلة لعشرات بعثات الاستطلاع والتدريب التي اعتبرت القتال مع العدو أمرا غير محتمل، وتعمل القوات الأمريكية في النيجر تحت قواعد صارمة تمنعهم من القيام بمهام قد تنطوي على مواجهات معادية، إلا أن بعض التقارير الاخبارية توقعت أن يكون الجنود جزءا من مهمة اكبر لتعقب زعيم مشتبه فيه.
وهذا يثير العديد من التساؤلات من بينها، هل تسربت معلومات عن المهمة؟ ولماذا انتظر الجنود وقتا طويلا لطلب المساعدة؟ ولماذا استغرق الأمر وقتا طويلا لتحديد مكان جثة الرقيب جونسون؟ .
وقال الجنرال "جوزيف دونفورد" رئيس هيئة الاركان المشتركة في تصريحات صحفية، موقع الكمين "خطير بطبيعته".
وأثيرت أسئلة كثيرة دون إجابات، بجانب سؤال آخر، ما المهمة الحقيقية للقوات الأمريكية في أفريقيا؟.
ويقول مسؤولون أميركيون إن لقواتهم بصمة خفيفة في النيجر، لكن الخبراء يقولون إن السكان المحليين غالبا ما ينظرون إلى الوجود العسكري الاجنبي في أفريقيا بنظرة شك، مما يثير رد فعل عنيفا ضد الحكومات المحلية والغربية.
ومول الكونجرس بعثات تقديم المشورة والمساعدة منذ إنشاء قيادة أفريقيا عام 2008، حيث انتشرت القاعدة وغيرها من الجماعات المتطرفة في شمال أفريقيا، وتحت التهديد، رحبت النيجر بهذه المساعدة، وهو أحد المتلقين الرئيسيين للمساعدة في مجال مكافحة الإرهاب في أفريقيا.
ومع ذلك، فإن "جون ماكين" الذي يرأس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، وأعضاء مجلس الشيوخ يشكون في أن البنتاغون لم يبلغ الكونغرس تماما بما يفعله في أفريقيا، وهدد مؤخرا باستدعاء مسئولى البنتاغون بشأن الفشل في النيجر قبل موافقة وزير الدفاع "جيم ماتيس" على الاجتماع معه.
وبينما وصف البنتاغون عملية النيجر بأنها بعثة غير قتالية أو للتدريب أو المساعدة، فإنه يجب تفسير سبب قرار ترامب بتخفيف القواعد المتعلقة بعمليات مكافحة الإرهاب، وإعطاء المزيد من سلطة اتخاذ القرار لضباط المستوى الأدنى، وطبيعة المشاركة.
عدم وضوح عملية النيجر أحد الأسباب التي تجعل الكونغرس يحل محل قانون عام 2001 الذي يسمح للقوة العسكرية بمواجهة التهديدات الحالية مثل تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة، والحد من التدخلات الأمريكية وضمان الرقابة المنتظمة للكونجرس، وقررت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أخيرا عقد جلسة استماع الاثنين.
