حملة من الإقالات نفذها الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بسبب الحديث عن فطر الإرجوت الذي يصاحب محصول القمح المستورد.
"الإرجوت" لم يكن مجرد فطر يجلب السرطان للمواطنين، مما جعل وزير الزراعة يصدر قرارًا بإقالة الدكتور سعد موسى من منصبه في مارس، وبعد طلب جهات سيادية من وزير الزراعة التخلص من كل شخص تحدث عن خطورة الفطر، تمت إقالة عيد حواش متحدث الوزارة السابق في سبتمبر الماضي.
"مصر العربية" ترصد كواليس الأزمة:-
البداية..
الدكتور سعد موسى
فبراير 2016
الدكتور سعد موسى، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي السابق، هاجم وزير الزراعة واستصلاح الأراضي في شهر فبراير، لمخالفته قرارات إدارة الحجر الزراعي 3007 لسنة 2001، بإدخال شحنات قمح مصابة بفطر الإرجوت المسبب للسرطان، بعدما رضخ لقرارات وزيري التموين والتجارة والصناعة الداخلية.
وأوضح "موسى"، أنه التقى الدكتور عصام فايد، لتوضيح مدى خطورة الفطر على الصحه العامة والزراعة المصرية، مؤكدًا أنَّ "فايد" يعلم جيدًا خطر فطر الإرجوت لكنه رضخ لقرارات التموين وهيئة الكودكس.
وتابع: قائلاً: "معرفش ليه غيروا المواصفة وتم وضع نسبة الإرجوت في شحنات القمح المستوردة".
وتساءل : لصالح من كل ذلك، مشددًا على أن وزير الزراعة يعرف كل شئ عن مخاطر شحنة القمح التى تم رفضها وتتبع السلع التموينية وكانت الكمية 63 ألف طن، والشاطر يعرف العصفورة فين".
إقالة سعد موسى
7 مارس 2016
قرر الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إقالة الدكتور سعد موسى، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي بعد رفضه شحنات قمح مصاب بفطر الإرجوت.
إبراهيم أحمد إمبابي تقلد المنصب بدلا من سعد موسى، وفقا لعيد حواش، المتحدث باسم وزارة الزراعة حينها، الذي ذكر أن الخطوة تمثل جزءا من إعادة هيكلة أكبر نطاقا.
حواش أكد أنه: لا توجد أي صلة على الإطلاق بين استبدال موسى بالدكتور "إمبابي"، وبين القمح، قائلًا "القرار إداري بحت".
لكن التخلص من شخص يراه الكثير بطلا لموقف يدعو لقمح خال من الإرجوت قد يؤدي إلى عودة الأمور لطبيعتها في إجراءات بيع الحبوب بعد شهور من الاضطراب.
ولم يعلم "حواش" حينها أنه سيلاقي نفس مصر "موسى"، بعد بثه خبر إقالة "موسى" لجميع الصحفيين، وبذلك تكون تمت الإطاحة بكل شخص تحدث عن خطورة فطر الإرجوت في القمح المستورد.
الموقف الصارم للحجر تسبب في رفض مصر شحنة قمح من شركة "بانج ليميتد"، ثم رفض شحنة أصغر حجما من الحبوب الكندية، في ظل بيانات متضاربة من الحكومة حول النسبة المسموحة من الإرجوت.
وتسبب التضارب في امتناع الشركات الموردة عن إبرام صفقات مع مصر أكبر مستوردة للقمح في العالم.
الوزارة تنفي
10 مارس
وجددت وزارة الزراعة تأكيدها على عدم استيراد قمح مسرطن مصاب بفطر "الإرجوت"، وقالت الوزارة إن مصر لم تدخلها أي حبة قمح تحتوي على أي نسبة من فطر "الإرجوت" حتي الآن رغم صدور القرار الوزاري رقم 1117 لسنة 2016، والذي أخذ بتقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" وهيئة دستور الغذاء العالمي "كودكس" بشأن نسبة "الإرجوت" الموصي بها دوليًا في الأقماح المستوردة من الخارج.
كما أكدت الوزارة، أن البيئة المصرية، طبقاً للدراسة العلمية التنفيذية التي تمت تحت الظروف المصرية بواسطة منظمة "الفاو"، غير مناسبة لتوطين فطر "الإرجوت"، حيث لا يمكن أن ينتشر في مصر ولن يتسبب في أي خسائر اقتصادية.
الوزارة تتراجع
14 يوليو 2016
قال الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إنَّ سبب رفض شحنة القمح الأمريكية الواردة، بميناء الدخيلة يرجع إلى إصابتها بفطر الإرجوت بنسبة أكبر من المسموح بها عالميًا، والتي تسمح بها المواصفة القياسية المصرية وهيئة دستور الغذاء العالمي "كودكس" والمقررة بـ0.05%.
وأضاف فايد، أنَّ الشركة تقدمت بعد رفض الشحنة، بطلب إلى لجنة التظلمات بالحجر الزراعي المصري، بتاريخ 10 يوليو، لإعادة فحص الشحنة من جديد، وهو ما تم بالفعل بمعرفة بمعهد بحوث أمراض النبات ، في اليوم التالي للتظلم، لافتاً إلى أنَّ نتيجة الفحص المعملي أثبتت إحتواء العينة على الأجسام الحجرية لفطر الإرجوت بنسبة 0.96 %، وهي النسبة التي تفوق الحدود المسموح بها في المواصفة القياسية المصرية للقمح، والكودكس العالمية.
قرارات متخبطة
28 أغسطس 2016
قرر الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، منع دخول أي أقماح مستوردة من الخارج إلى مصر، مصابة بأي نسبة من فطر الإرجوت.
وأصدر فايد قراراً وزارياً حمل رقم 1421 لسنة 2016، نص على إيقاف العمل بالقرار الوزاري رقم 1117 لسنة 2016 بشأن التعامل مع فطر الإرجوت فى رسائل القمح الواردة من الخارج.
وأشار القرار في مادته الثانية إلى أنه يمنع دخول الأقماح المصابة بفطر الإرجوت.
وتعتبر هي المرة الثالثة التي يقرر وزير الزراعة التراجع عن قراره بشأن دخول أقماح مصابة بفطر الإرجوت.
الفاو "منظمة الأغذية والزراعة"
29 أغسطس 2016
قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) إنها تحترم قرار مصر بالعودة إلى سياسة عدم قبول أي نسبة من فطر الإرجوت في واردات القمح رغم أن معايير المنظمة نفسها تسمح بمستوى أعلى.
وقالت المنظمة: "الفاو تحترم خصوصية عملية تحليل المخاطر وقرار وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية."
رفض شحنات روسية من قبل الحكومة المصرية
ديسمبر 2015
وكانت مصر رفضت استقبال أكثر من شحنة من القمح المستورد منذ ديسمبر الماضي، بعد وصولها بالفعل إلى موانيها، وبررت وزارة الزراعة ذلك بوجود فطر الإرجوت في هذه الشحنات.
وعلى مدى الستة أشهر الماضية شهدت مناقصات استيراد القمح المصرية اضطرابا بفعل تضارب القواعد التنظيمية المتعلقة بنسبة الإرجوت في القمح المستورد.
وقف الصادرات المصرية إلى روسيا
16 سبتمبر 2016
قالت الهيئة الفيدرالية الروسية للرقابة البيطرية والصحة النباتية الجمعة 16 سبتمبر 2016 إن موسكو ستوقف مؤقتاً واردات الفاكهة والخضروات من مصر اعتباراً من 22 سبتمبر.
ويأتي الإجراء بعد ساعات من رفض مفتشي الحجر المصريين شحنة قمح روسي يبلغ حجمها 60 ألف طن بسبب مشاكل تتعلق بسياسة القاهرة الخاصة بفطر الإرجوت.
ولم تعلن روسيا رسمياً، أن رفض شحنة القمح هي السبب الرئيس لقرار وقف واردات الخضار والفواكه المصرية.
تشكيل لجنة للتفاوض مع روسيا
17 سبتمبر 2016
شكلت وزارة الزراعة لجنة رفيعة المستوى، للتفاوض مع روسيا بشأن فرض قيود مؤقتة على الصادرات الزراعية المصرية إلى روسيا.
صادرات بملايين الأطنان
18 سبتمبر
ووفق تقرير صادر عن الادارة المركزية للحجر الزراعي المصري، استوردت روسيا من مصر خلال الموسم الحالي، نحو 2 مليون و 403 ألف و535 طن من محاصيل الخضروات المختلفة والتي تشمل البصل والثوم والخس والطماطم والجزر والبسلة والبقدونس والبطيخ والشبت والفلفل والفاصوليا والبطاطا والكرنب والكسبرة والكرات والكرفس والقرنبيط والبروكلي.
وبلغ إجمالي كميات الموالح المصدرة من مصر إلى روسيا هذا العام، حوالي 307 ألف و551 طن، وهو ما يشكل نسبة 21% من إجمالي كميات الموالح المصدرة إلى باقي دول العالم.
وأوضح التقرير أن إجمالي كميات البطاطس المصدرة إلى روسيا خلال الموسم الحالي، بلغت 131 ألف و901 طن، وهي الكمية التي تشكل نسبة 32.2% من إجمالي كميات البطاطس المصدرة إلى باقي دول العالم.
وبلغت كمية الفاكهة التي استوردتها روسيا من مصر هذا الموسم حوالي 14 ألف و 75 طن، والتي تشمل الخوخ والرمان والكنتالوب والعنب والفراولة.
أما الزهور والنباتات الطبية، فقد بلغت صادرات مصر لروسيا، نحو 1886 طن، وتشمل الأعشاب والأزهار والريحان والزعتر والشيح والكركديه والكراوية والنعناع.
الحكومة تتراجع وتوافق على دخول الإرجوت
21 سبتمبر
قرر مجلس الوزراء برئاسة المهندس شريف إسماعيل، عدم السماح بدخول الأقماح للبلاد التي تختلف نسبة فطر الإرجوت بها عن المواصفات المصرية بحد أقصى بنسبة 0.05%.
وأشار الدكتور عصام فايد وزير الزراعة إلى أنه تقرر العمل بالمواصفة المصرية 2010 على الشحنات المتعاقد عليها والمستقبلية، كما تم الموافقة على التعاقد مع شركة عالمية متخصصة لفحص القمح المستورد وفقا للمواصفات المصرية المعتمدة والمعمول بها في 187 دولة على مستوى العالم وذلك بديلا للجنة الثلاثية المعمول بها حاليا.
مسؤولون يتوجهون إلى أمريكا للتفاوض
22 سبتمبر
علمت "مصر العربية"، من مصادر بالحكومة المصرية، سفر بعض ممثلي شركات تابعة لجهات سيادية إلى أمريكا، من أجل التفاوض على شراء واستيراد القمح ومن ثم دخوله مصر.
وأوضحت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، أن هناك اجتماعات مكثفة بين الجهات والموردين الأجانب، أصحاب أكبر الشركات العالمية لاستيراد الحبوب، لصالح شركات مصرية تابعة لجهات سيادية منها " شركة ميدي تريد - شركة ڤينوس - شركة مالتي تريد" إضافة إلى جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة.
الدكتور محمد رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة رزكوزان إنكوربوريت، أحد الموردين الأمريكيين الكبار في سوق القمح العالمي، أكد أن هناك 6 موردين من أكبر الشركات العالمية في القمح، يمتنعون عن دخول أي مناقصات خاصة بالقمح" target="_blank">توريد القمح إلى مصر.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ مصر العربية، أن شركات "كارجيل وأيه دي إم ورزكوزان ولويس دريفس ويونيتد وبانجي فود"، رفضوا دخول أي مناقصات بعد الشروط الجديدة التي يفرضها الجانب المصري الخاصة بنسبة 0.05 % من الإرجوت في القمح.
وأوضح أن هذه الشروط مفتعلة من أجل دخول جهات سيادية في احتكار استيراد القمح، مضيفًا هناك شركات بالفعل تتبع جهات سيادية هي التي ستحصل على الصفقات، وأن أزمة القمح مفتعلة من جانب الحكومة المصرية لقطع الطريق على الموردين والاكتفاء بتلك الشركات في استيراد المحصول.
ما هو فطر الإرجوت وأضراره
الإرجوت هو فطر طفيلي ينمو على عدد من النباتات منها القمح والشوفان، ويظهر بوضوح في المحاصيل الزراعية المصابة حيث تتحول سنابل الحبوب إلى اللون "الأسود أو البنفسجي".
ومن الآثار الجانبية التي تظهر عند تناول الشخص الدقيق الملوث بفطر الإرجوت، التسمم ويتميز بعلامات مختلفة مثل تنميل الأطراف والشعور باحتراقها مع تقبض الأصابع واضطرابات وهذيان واختناق وينتهي هذا التسمم بشكل حوادث تشنجية و قد يؤدي للوفاة.
أما التسمم الحاد فيظهر بشكل آلام معدية معوية وتقيؤات وإسهال مع حس ضيق وغم شديدين وتشوش في الحواس والحركة والذهن واجهاضات للسيدات الحوامل، وهو ما أكده الدكتور محمد فتحى سالم، أستاذ أمراض النبات والتكنولوجيا الحيوية – جامعة المنوفية خلال حديثه لـ مصر العربية.
ووجه "سالم"، تساؤلًا: كيف تجرؤ الحكومة على تهديد 23 محصولاً مصرياً بالتدمير من "الإرجوت" سريع التكاثر والانتشار، فهو يظل حيا ونشطا في التربة لمدة تتراوح ما بين 8 - 12 عاماً على صورة أجسام حجرية سوداء.
الدكتور محمد نجيب، أستاذ متفرغ بمركز البحوث الزراعية، استغاث بالرئيس عبد الفتاح السيسى، لوقف قرار دخول القمح المصاب بمرض الإرجوت إلى مصر، مشيراً إلى أن هذا الفطر القاتل ينتقل مع حبوب القمح على شكل أجسام حجرية قرنفلية مسودة اللون ويتسبب فى خسائر لمحصول القمح تصل إلى 10% بالولايات المتحدة، وتصل إلى 40% بالمكسيك.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ مصر العربية، أن الفطر يهاجم ويصيب كل من الشعير والشوفان وأكثر من 400 نوع من نباتات العائلة النخلية، وينتشر المرض خلال الموسم بالرياح و7 أنواع من الحشرات جميعها توجد في مصر، كما أن الظروف الملائمة لحدوث المرض متوفرة بمصر.
وقال الدكتور نادر نور الدين، مستشار وزير التموين سابقًا، إن فطر "الإرجوت" الذي يصيب القمح تسبب في إجهاض الحوامل من السيدات والمواشي في فرنسا سواء بتناوله على هيئة قمح أو كعلف للحيوانات، حيث إن هذا الفطر يفزر سمومًا غير قابلة للإزالة.
إقالة عيد حواش متحدث وزارة الزراعة
22 سبتمبر
قرر الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إقالة عيد حواش، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي لوزارة الزراعة، على خلفية الحديث حول تراجع الحكومة في حظر استيراد القمح المصاب بالإرجوت ليلحق بالدكتور سعد موسى رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي السابق، تعيين الدكتور حامد عبدالدايم، المتحدث الرسمي لمركز البحوث الزراعية، بديلًا لحواش.
عيد حواش، قال خلال لقائه ببرنامج على مسئوليتي، رفض دخول أي شحنات قمح تحتوي على فطر الإرجوت.
الحكومة تشتري قمح روسي بنسبة 0.05% من الإرجوت
23 سبتمبر
قالت الهيئة العامة للسلع التموينية إنها اشترت 240 ألف طن من القمح الروسي، إضافة إلى شراء 180 ألف طن من القمح الروسي بمتوسط سعر 187.11 دولار للطن شاملا تكلفة الشحن.
وأكد تجار أن الهيئة اشترت أيضا 60 ألف طن إضافية من القمح الروسي بسعر 186.80 دولار للطن شاملا تكلفة الشحن.
