رئيس التحرير: عادل صبري 07:50 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد سنوات من الحرب والدمار.. ما وراء استراتيجية بايدن الجديدة في اليمن؟

بعد سنوات من الحرب والدمار.. ما وراء استراتيجية بايدن الجديدة في اليمن؟

العرب والعالم

معارك باليمن

بعد سنوات من الحرب والدمار.. ما وراء استراتيجية بايدن الجديدة في اليمن؟

أيمن الأمين 09 فبراير 2021 15:54

كثيرة هي السيناريوهات التي ربما يسير عليها الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن في واحد من أعقد الملفات في الشرق الأوسط "الأزمة اليمنية"، فالإدارة الأمريكية السابقة بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، اعتمدت على دعم وتمويل السعودية بالأسلحة في حربها ضد اليمن، كما شرعنت تلك الحرب مؤخرا بوصفها جماعة الحوثي "منظمة إرهابية"، في حين تأتي استراتيجية مغايرة للإدارة الأمريكية الجديدة.

 

الحرب اليمنية والتي لطالما جعلت من البلد السعيد (اليمن) أتعس بلدان العالم، ها هي تقترب من وضع نهايتها، عبر تحركات أمريكية ربما تأخذ اليمن لمكان آخر.

 

استراتيجية الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن تكشفت بشكل سريع، فلم تمضِ سوى أيام معدودة على دخول قرار الخارجية الأمريكية بتصنيف مليشيا الحوثيين في اليمن "جماعة إرهابية" حتى عادت واشنطن -ولكن بالإدارة الديمقراطية الجديدة للولايات المتحدة- بإعلان التراجع عن هذا القرار.

 

وبينما لاقى قرار واشنطن تصنيف الحوثيين "إرهابيين" ترحيباً لدى الحكومة اليمنية وحليفتها السعودية وبعض الدول، وقفت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في اليمن ضد القرار ودعت إلى إيقافه، بزعم أنه قد يتسبب بأزمة إنسانية في أسوأ بلد يعيش المجاعة بالعالم.

 

 

وبين القرار المتخذ، الذي ضم تصنيف زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي، وشقيقه وقيادي آخر كإرهابيين، وبين شروع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن في خطوات التراجع عنه، يبقى السؤال عن سبب هذا التراجع للإدارة الأمريكية في وقتٍ تواصل فيه هذه الجماعة ارتكابها أعمال عنف في اليمن بحق المدنيين.

 

ففي الـ19 من يناير 2021، دخل قرار الخارجية الأمريكية تصنيف الحوثيين إرهابيين حيز التنفيذ، قبل يوم واحد من مغادرة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب الحكم، لتعلن إدارة بايدن، في الـ22 من الشهر ذاته، بدء مراجعة هذا القرار.

 

وفي الـ5 من فبراير 2021، بدأت إدارة الرئيس الأمريكي بايدن بإجراءات إلغاء ترامب بتصنيف جماعة الحوثي "جماعة إرهابية"، مؤكدة بأن هذا القرار لا علاقة له بنظرتها للحوثيين "وسلوكهم المستهجن"، فيما رحبت الأمم المتحدة بالخطوة الأمريكية.

 

وبدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رسمياً في إلغاء القرار السابق؛ إذ قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "أبلغنا الكونجرس رسمياً بنيّة وزير الخارجية إلغاء هذه التصنيفات".

 

 

وقبل ساعات، وفي حديث مع شبكة "سي إن إن" (CNN) بث فجر اليوم الثلاثاء أشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى أن الصراع في اليمن يتعلق بالنسبة لإدارة بايدن بـ3 أمور مهمة، "أولها: إننا ننهي دعمنا للحملة العسكرية بقيادة المملكة السعودية في اليمن، وثانيا: نحن ملتزمون بشدة بالدفاع عن المملكة السعودية ضد العدوان الموجه ضدها من الحوثيين، أما النقطة الثالثة فهي لا تقل أهمية، فحيث ننهي دعم المجهود العسكري فإننا نميل إلى لعب دور قيادي ودور نشط دبلوماسيا لمحاولة إنهاء الحرب بالفعل".

 

إنهاء الحرب اليمنية

 

وخلال حديثه مع شبكة "سي إن إن" (CNN) ذكر وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن الرئيس جو بايدن يرى أنه "يجب أن نعمل على انهاء أسوأ أزمة إنسانية في العالم، الملايين من الناس يعيشون في وضع يائس جدا، وإنهاء الحرب هو الشيء الحاسم في تحسين أحوالهم ووضعهم".

 

من جهته، تساءل تشارلز شميتز خبير الشأن اليمني في معهد الشرق الأوسط عن طبيعة إستراتيجية بايدن تجاه اليمن في ضوء تطورات الأسبوع الماضي، فقد أقدم على إنهاء دعم بلاده "العمليات الهجومية" في اليمن، وجدد دعم واشنطن جهود الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار والتسوية السياسية للحرب، وعين مبعوثا خاصا لليمن.

 

ويقول شميتز إن "الحرب فشلت بشكل مذهل، بل إنها عززت سيطرة الحوثيين على المرتفعات الغربية المأهولة بالسكان، ويرجع ذلك إلى أن اليمنيين احتشدوا للدفاع عن السيادة الوطنية حتى لو لم يكونوا من أنصار الحوثيين، وجزئيا لأن أعضاء التحالف العربي اقتتلوا فيما بينهم في كثير من الأحيان أكثر من قتالهم ضد الحوثيين".

 

 

ويرى شميتز أنه "لا يمكن لبايدن طرد الحوثيين من الأراضي التي يسيطرون عليها، وعلى الرغم من ذلك كررت الحكومة السعودية وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ومجلس التعاون الخليجي قبل أيام مطالبتهم بأن أي حل سياسي يجب أن يستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2216، والذي يبعد الحوثيين عن صنعاء، وفي حين لا يوجد حل عسكري للصراع لا يوجد حل سياسي أيضا".

 

وقال شميتز: لا يملك الكثير من التفاؤل، حيث يرى أن أقصى ما يمكن لبايدن القيام به هو المساعدة في دعم تفاوض سعودي حوثي بشأن تبادل الأسرى وبعض الترتيبات الأمنية، وفي أفضل الحالات حول اتفاقات محدودة من التعاون الاقتصادي.

 

ويشير إلى أن الحوثيين انتصروا في الوقت الراهن، وأن اليمن منقسم فعليا، معتبرا أن هذا لن يتغير بسهولة.

 

ويعتقد شميتز أنه "مع صعوبة الحل العسكري والحل السياسي أصبح تركيز واشنطن أكثر براغماتية، وينصب تخفيف المأساة الإنسانية التي تشن في حرب لا طائل من ورائها".

 

استمرار الهجمات الحوثية على السعودية

 

تأتي الهجمات الحوثية على مناطق بالمملكة العربية السعودية، كأحد الاختبارات للإدارة الأمريكية الجديدة، ففي الآونة الخيرة لم يتوقف الهجوم الحوثي على المملكة باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة.

 

 

وبشكل متكرر، يطلق الحوثيون صواريخ باليستية ومقذوفات وطائرات مسيرة على مناطق سعودية، خلف بعضها خسائر بشرية ومادية.

 

وكان آخر تلك الهجمات الأسبوع الجاري، بعدما أعلن "تحالف دعم الشرعية"، الذي تقوده السعودية في اليمن، اعتراض وتدمير 5 طائرات مسيَّرة مفخخة أطلقتها مليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران باتجاه جنوبي السعودية.

 

مع استمرار القصف الحوثي للمملكة، دعت الولايات المتحدة جماعة الحوثيين في اليمن إلى وقف هجماتهم فوراً ضد السعودية، والامتناع عن القيام بأعمال عسكرية داخل اليمن.

 

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها: إن "الولايات المتحدة منزعجة جداً من مواصلة الحوثيين لهجماتهم".

 

وأضاف البيان: "ندعوهم لوقف هجماتهم فوراً ضد المنشآت المدنية في السعودية، والامتناع عن القيام بأعمال عسكرية جديدة داخل اليمن، التي بدورها لا تؤدي إلا لمزيد من معاناة الشعب اليمني".

 

 

كما دعت الخارجية في بيانها الحوثيين إلى الامتناع عن الأعمال التي من شأنها زعزعة الاستقرار، وإظهار التزامهم في إطار جهود المبعوث الأممي، مارتين غريفيث، لتحقيق السلام، مؤكدة أن الوقت قد حان لإيجاد نهاية للصراع.

 

أيضا ربما تأتي السياسة الأمريكية تجاه الحوثي مشابهة لإيران، فالإدارة الجديدة لبايدن تريد تخفيف التوتر بين واشنطن وطهران، في ظل اقتراب عودة أمريكا للاتفاق النووي، والذي انسحب منه ترامب قبل أشهر.

 

سياسة بايدن في اليمن

 

الناشط السياسي اليمني عبد العزيز عريقان، قال لمصر العربية، إن استراتيجة بايدن من الحرب اليمنية باتت أكثر فهما من السياسة التي اتبعها الرئيس السابق ترامب، فبايدن يريد بتلك الخطوات تقليص الدور السعودي والخليجي في اليمن، أيضا يريد وضع مساحة أكبر للدبلوماسية الأمريكية داخل الأزمة اليمنية.

 

وأضاف، أن بايدن يعلم جيدا حجم معاناة اليمنيين جراء الحرب، كونه أحد قادة الحزب الديمقراطي، والذي بالأساس يلعب بورقة الحقوق والحريات، وبالتالي قد نشاهد ظهور أوراق ضغط على الدول اللاعبة داخل الأراضي اليمنية.

 

وتابع: الدور الأمريكي داخل اليمن أصبح فعالا مما قبل، ففي أول القرارات الأمريكية أصر بايدن على وقف الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، أيضا أعلن عن رفع جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب، ومن ثم فهو الآن سيتحمل بتلك القرارات.

 

وللعام السادس، يشهد اليمن حرباً بين القوات الحكومية والحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء، منذ سبتمبر 2014.

 

ويدعم تحالف عسكري عربي تقوده السعودية، منذ مارس 2015، القوات اليمنية بمواجهة الحوثيين.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان