رئيس التحرير: عادل صبري 12:03 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

صحيفة نمساوية: هذا ما تركه الربيع العربي بعد 10 سنوات

صحيفة نمساوية: هذا ما تركه الربيع العربي بعد 10 سنوات

العرب والعالم

10 سنوات منذ الربيع العربي

صحيفة نمساوية: هذا ما تركه الربيع العربي بعد 10 سنوات

احمد عبد الحميد 19 ديسمبر 2020 20:13

لم يستطع أي بلد عربي أن ينأى بنفسه عن آثار الربيع العربي، لكن الأدوار والعلاقات بين دول الشرق الأوسط قد تغيرت بشكل جذري...هكذا استهل تقرير صحيفة دير ستاندرد النمساوية تحت عنوان ''10 سنوات منذ الربيع العربي''.

 

ورأت الصحيفة أنّ الربيع العربي، الذي أدى إلى خروج المتظاهرين إلى الشوارع في العديد من البلدان، قلب كل شيء في الشرق الأوسط في السنوات العشر الماضية.

 

وبعيدًا عن المصير الفردي للأشخاص المتضررين والعواقب التي خلفتها الثورات العربية من اضطرابات و حروب وقمع وإصلاحات، هناك تطورات غيّرت المنطقة بشكل جذري. 

 

وسردت الصحيفة التغيرات الجذرية التي طرأت على منطقة الشرق الاوسط جراء الثورات العربية على النحو التالي:

 

الصعود السياسي للإخوان المسلمين 

أوضحت الصحيفة أنّ الإطاحة بالأنظمة العربية القديمة حررّت في البداية القوى الدينية، وخاصة، الإخوان المسلمين بسبب تنظيمهم الجيد، حيث اعتبرت الشعوب المقهورة الجماعة الإسلامية  كبديل سياسي ذي مصداقية، لكن سرعان ما جاء رد الفعل العنيف على تنظيم الإخوان للأسباب التالية: 

 

 أولاً، ثبت لدى فئات عريضة من المجتمعات أنّ جماعة الإخوان المسلمين غير قادرين على الديمقراطية، وثانيًا، خشى الكثير من الناس أن يتم استبدال ديكتاتورياتهم العلمانية بدكتاتوريات إسلامية، وثالثًا، لعبت مقاومة الأنظمة القديمة دورًا كبيرًا في الإطاحة بهم وتهاويهم.

 

صعود قطر وسقوطها الإقليمي: 

 

دعمت قطر الثورات وصعود جماعة الإخوان المسلمين، وبالتالي ارتقت إلى قوة عربية ليست بالهينة، الامر الذي قاد إلى حركة عربية دفاعية قوية بلغت ذروتها مع حصار المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر عام 2017 للإمارة الصغيرة.

 

تعزيز الدور الإقليمي لإيران والحركة المضادة:

 

 تم تعزيز الدور الإقليمي لإيران بالفعل مع سقوط صدام حسين في العراق عام 2003 ، لكن الربيع العربي لعام 2011 ساهم  في تعزيز هذا الدور، حيث فسرت طهران الثورات بشكل عام على أنّها "إسلامية"، كما يُعتقد أنّ يد إيران كانت وراء الاضطرابات في البحرين. وكل هذا زاد من حدة الحركة المضادة للانتفاضات ولطهران.

 

الربيع العربي خلق حركة جهادية في سوريا:

 

أشارت الصحيفة النمساوية إلى  أنّ وقوف إيران  إلى جانب النظام في سوريا خشية من الإطاحة ببشار الأسد، وبالتالي فقدان نفوذها الإقليمي، ساهم في "طائفية" الحرب في سوريا، حيث تتحول الحرب تدريجيًا إلى جهاد سني ضد الشيعة والنظام العلوي، بالإضافة إلى ذلك، نما تنظيم داعش في سوريا، ومن هناك امتد إلى العراق.

 

المملكة العربية السعودية تطالب بالقيادة:

 

قبلت الرياض التحدي منذ عام 2015، لمجابهة إيران وجماعة الإخوان المسلمين الإسلامية. ومن أجل النجاح كقوة إقليمية حديثة، كان يجب عليها  إحداث ثورة اجتماعية مع القمع السياسي.

 

تركيا تسعى لأن تكون قوة إقليمية:

 

 يعتبر الرئيس رجب طيب أردوغان نفسه أنّه الفائز من الربيع العربي، وأنّه ضحية للحركة العربية المضادة. ولذلك، فهو يسعى إلى  دور إقليمي.

 

 

 الإمارات العربية المتحدة أصبحت قوة إقليمية: 

 

في السنوات الأخيرة، فعلت الإمارات ما فشلت قطر في القيام به بعد عام 2011، وتبرز قوتها إلى مستوى أبعد من في الخليج الفارسي.

 

تراجع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني:

 

 بالإضافة إلى الارتباك السياسي القائم فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، هناك تحول جذري في الأولويات، حيث كرّست دول الخليج العربي الاهمية القصوى لتشكيل جبهة مشتركة مع إسرائيل ضد إيران، وكذلك ضد الإسلاموية الإخوانية، متجاهلة بذلك  مصير الفلسطينيين. وبجانب ذلك، سيتم مستقبلًا تكثيف التعاون الأمني ​​مع إسرائيل بسبب تطبيع العلاقات الذي حدث في عام 2020.

 

لمحة عامة عن التطورات في البلدان العربية في السنوات الأخيرة:

 

تونس

 من الواضح أنّ تونس، التي تتمتع بقطاع إسلامي قوي، ولكن لديها أيضًا تقاليد مدنية، هي أنجح دول الربيع العربي،  وبرغم ذلك لم تُحل المشاكل التي أدت إلى الثورة في نظام حكم بن علي الفاسد إلى حد كبير.

 

 

ليبيا

 

اندلعت الاحتجاجات الأولى في منتصف يناير 2011 ، وانتشرت في جميع أنحاء البلاد. ورد العقيد معمر القذافي، الذي كان يتولى السلطة منذ عام 1969 بعنف شديد عندما بدأ يفقد السيطرة. وفي 17 مارس، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارًا سمح بتدخل قوات الناتو عسكريًا لحماية السكان المدنيين، مما أدى في النهاية إلى سيطرة المتمردين عسكريًا ومقتل العقيد الليبي، وبرغم ذلك، فشلت العملية السياسية التي ينبغي أن تؤدي إلى التحول الديمقراطي، وكانت النتيجة حرب أهلية وانقسام سياسي لا يزال قائماً بين شرق وغرب ليبيا.

 

سوريا

 

وقعت انتفاضة ضد نظام بشار الأسد، الذي خلف والده حافظ الأسد كرئيس عام 2000، وبالفعل كان هناك دعم  من تركيا ودول الخليج العربي لمختلف الجماعات الإسلامية، كما دعمت إيران نظام الأسد المضطرب وحشدت حزب الله اللبناني وميليشيات شيعية أخرى في عام 2015، ثم تدخلت روسيا، ومنعت النظام من الانهيار. واليوم، يسيطر الأسد البالغ من العمر (55 عامًا) على أجزاء كبيرة من البلاد، بينما يصمد المتمردون في إدلب بمساعدة تركية.

 

اليمن

 

بدأت الاحتجاجات ضد علي عبد الله صالح في نهاية يناير 2011. وفي البداية كان مستعدًا فقط للتخلي عن ترشيح جديد، وبعد مفاوضات طويلة، نجح مجلس التعاون الخليجي في إقناع صالح بتسليم السلطة إلى نائبه هادي في فبراير 2012، الذي كان من المفترض أن يشكل الانتقال السياسي. وفي عام 2014، بدأ تقدم الحوثيين، وهي جماعة زيدية شيعية معارضة من الشمال، وعندما وصلوا إلى العاصمة الجنوبية عدن بعد صنعاء، تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية في مارس 2015، لكن الحوثيين قتلوا صالح، الذي انضم لهم في عام 2015 .

 

البحرين

 

في الدولة الخليجية، تحكم غالبية السكان الشيعة عائلة ملكية سنية، وبدأت المظاهرات المطالبة بمزيد من الديمقراطية في منتصف فبراير 2011 وأدت إلى إنشاء معسكر احتجاج في المنامة نُسب على الفور إلى الشيعة المتدينين والنفوذ الإيراني وتم قمعه بالعنف الهائل من خلال  نشر القوات السعودية هناك بموافقة مجلس التعاون الخليجي في منتصف مارس 2011. ومنذ ذلك الحين، أصبحت البحرين أقرب سياسيًا إلى المملكة العربية السعودية.


 

 رابط النص الأصلي

الربيع العربي
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان