رئيس التحرير: عادل صبري 06:13 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

اعتقالات السعودية: صمت خليجي وارتياح إماراتي وترقب مصري

اعتقالات السعودية: صمت خليجي وارتياح إماراتي وترقب مصري

أحمد جابر 07 نوفمبر 2017 00:23

صراع العروش «Game Of Thrones»، هكذا وصفت صحف غربية متعددة القرارات الملكية الدرامية الدرامية الكبرى وغير المسبوقة في التاريخ السعودي التي تضمن قيام سلطات الرياض باعتقال 11 أميراً من العائلة المالكة و38 وزيرا ونائب وزير حاليين وسابقين، واختلفت مواقف الدول باعتبار اهتماماتها وتأثرها بالأزمة.

 

وكالة رويترز للأنباء قارنتها بـ"ليلة السكاكين الطويلة" التي شهدت تطهيرا عنيفا للقادة السياسيين في ألمانيا النازية عام 1934، بينما أكدت صحف أخرى أن الفساد لم يكن المحرك الرئيس لخطوات ولي العهد الصادمة، كما تشككت نيويورك تايمز في أن طائرة الأمير منصور بن مقرن سقطت كحادثة قتل خلالها الأمير المعارض لسياسات "محمد بن سلمان".

 

مواقع خليجية وعالمية اهتمت بموقف دول الخليج من حملة الاعتقالات الشرسة في ظل صمت رسمي مطبق من جانب دول الخليج وأمريكا وأوروبا، ونقلت مواقع أن حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات السعودية، بحق أمراء ورجال أعمال ومسؤولين سابقين وحاليين، مدعومة من الإمارات، رغم الصمت الرسمي حولها.

 

ارتياح إماراتي

 

ونقلت مواقع خليجية عن مقربين من أمراء الإمارات، ارتياح أبوظبي تجاه هذه الخطوة، كون أن هؤلاء المعتقلين لا يرحبون بعلاقة ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» المتنامية مع الإمارات.

 

تسريبات الارتياح جاءت رغم صمت أبو ظبي الرسمي تجاه الأحداث، فقد تجنب «بن زايد» أي تعليق على ما جرى في المملكة، كما لم يعلق وزير الدولة للشؤون الخارجية «أنور قرقاش»، وقائد شرطة دبي السابق «ضاحي خلفان»، على الاعتقالات، واكتفوا بالحديث عن القصف الحوثي للرياض بصاروخ باليستي، مؤكدين دعم الإمارات للسعودية.

 

الاستثناء الرسمي الوحيد جاء من مستشار «بن زايد» السابق وأستاذ العلوم السياسية «عبدالخالق عبدالله»، حين غرد بالقول: «أوامر ملكية شجاعة وغير مسبوقة البارحة لمحاربة الفساد في السعودية شملت عشرات الأمراء والوزراء بتهم اختلاس المال العام».

 

ونشر صورا للمعتقلين، وعلق عليها قائلا: «أبرز الموقوفين في السعودية وأبرز التهم حتى الآن».

وتابع منتقدا رفض البعض للاعتقالات: «الأصوات التي انتقدت انتشار الفساد بالسعودية أمس هي التي تنتقد أوامر محاربة الفساد اليوم.. أصوات نكرة وكارهة للسعودية فقط».

 

كما غرد رجل الأعمال الإماراتي البارز «خلف الحبتور»، داعما للقرارات السعودية، وقال: «إن قرار الملك سلمان باحتجاز بعض الشخصيات السعودية المعروفة رهن التحقيق في قضية فساد هو إثبات للعالم على مدى نزاهة السعودية».

 

وبعث في مقطع فيديو نشره عبر صفحته بـ«تويتر»، التحية للملك «سلمان» وولي عهده «محمد بن سلمان»، على هذه الخطوة، وقال: «نحن يد واحدة.. نحن وأنتم قيادة وشعبا».

 

قلق مصري حول الاستثمارات

 

اهتمت الصحف المصرية بالغموض وحالة القلق الذي يغلف مصير الاستثمارات السعودية التابعة للأمراء ورجال الأعمال المعتقلين في مصر، وقالت إن الحكومة لم تتلق حتى الأحد أي طلبات سعودية بتجميد أرصدة أو وقف التعامل على أسهم رجال الأعمال والأمراء السعوديين الصادر بحقهم مرسوم ملكى بتوقيفهم ومنعهم من السفر خارج المملكة والتحفظ على أموالهم.

 

وقالت مصادر مطلعة إن وجود الأمير الوليد بن طلال والشيخ صالح كامل بقائمة المتحفظ عليهم سيؤثر على أسواق المال والاستثمار المباشر بشكل كبير، خصوصاً أن "بن طلال" أحد أكبر المستثمرين الأفراد فى مصر بـ6 مليارات دولار، وكان يعتزم استثمار 800 مليون دولار إضافية.

 

ولفتت إلى أنه يتم رصد قرارات مجلس إدارة شركة المملكة القابضة المملوكة لـ"بن طلال". وأضافت المصادر- طلبت عدم نشر أسمائها- أن شخصيات سعودية مهمة موجودة بالقاهرة تحدثت عن وجود توابع للقرارات ، متوقعين وجود ردود فعل عالمية عليها، خاصة مع وجود "بن طلال" و"كامل" بقائمة التحفظ.

 

وتابعت: هناك حالة من الغموض والترقب بين رجال الأعمال السعوديين بمصر، خاصة أن القرارات كانت مفاجئة، ورفض العديد منهم التعليق منذ مساء السبت على الأمر.

 

وما زاد الأمور غموضا وقلقا، رفض السفير السعودي بالقاهرة أحمد القطان، التعليق على الأمر أو الحديث عن مصير استثمارات بعض من شملهم قرار التحفظ، مكتفيا بالقول: ليست لى علاقة بالأمر، وأرجو إعفائى من التعليق.

 

السفير جمال بيومى، أمين عام اتحاد المستثمرين العرب رأى من جانبه أن تأثير القرارات السعودية لن يظهر سريعاً.

 

من جانبه، قال نائب مجلس الأعمال المصري السعودي أحمد الوكيل، إن من السابق لأوانه التنبؤ بمستقبل ووضع الاستثمارات السعودية في مصر في أعقاب الأزمة السياسية الدائرة هناك والوضع متشابك وضبابي.

 

وأكد الوكيل، أن الأزمة في المملكة مزيج سياسي اقتصادي يسودها اعتبارات سياسية، ونتمنى من الله أن تكون تأثيراتها محدودة على حجم الاستثمارات السعودية سواء القائمة أو التي تتأهب للضخ في مصر.

 

وبين الأمراء المعتقلين حضرت أسماء الوليد بن طلال (أحد أكبر الأغنياء في العالم بثروة تقدر بـ18 مليار دولار)، والابن البكر لملك السعودية الراحل عبد الله بن عبد العزيز، متعب بن عبد الله (وزير الحرس الوطني الذي أعفي من منصبه مساء السبت الماضي)، وشقيقه تركي أمير منطقة الرياض سابقا، وفهد بن عبد الله (نائب وزير الدفاع السابق)، وتركي بن ناصر (الرئيس السابق للأرصاد وحماية البيئة).

قرارات بن سلمان
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان