رئيس التحرير: عادل صبري 09:41 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بالحبس والغرامة.. هل انتهى زمن «الباعة الجائلين» في محطة مصر؟

بالحبس والغرامة.. هل انتهى زمن «الباعة الجائلين» في محطة مصر؟

أخبار مصر

القضاء على ظاهرة الباعة الجائلين

بالحبس والغرامة.. هل انتهى زمن «الباعة الجائلين» في محطة مصر؟

متابعات 18 فبراير 2021 14:30

هل يصحو المصريون، يومًا ولا يجدون الباعة الجائلين في محطة مصر؟.. سؤال ربما لم يأتِ على بال أي شخص نهائيًا منذ عشرات السنين.. إذ أن مشهد هؤلاء الباعة يعد أحد أهم ما يميز (محطة السكة الحديد)، منذ نشأتها قبل نحو قرن ونصف.

 

السجن والغرامة عقوبة الباعة الجائلين غير المرخصين في القطارات ومحطات السكك الحديدية، وذلك بموجب مشروع قانون أقره مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأسبوعي .

 

ويحظر مشروع القانون، الذي ينتظر إقراره أولا من مجلس النواب، كل أشكال البيع داخل القطارات أو منشآت السكة الحديد دون الحصول على ترخيص من الهيئة القومية لسكك حديد مصر.

 

ويهدف القانون إلى الحد من ظاهرة الباعة الجائلين الآخذة في الانتشار، ويعاقب المخالفين بالسجن من سنة إلى سنتين أو غرامة تتراوح بين ألف و10 آلاف جنيه أو بكليهما.

 

ظاهرة انتشار الباعة الجائلين

وظاهرة انتشار الباعة الجائلين ليست بالجديدة على المجتمع، إذ تعود إلى حقبة الستينيات وربما قبلها، ويجرى التعامل معها من خلال ملاحقة الباعة الجائلين والتحفظ على بضائعهم وترحيل كل من لا يحمل بطاقة شخصية أو إقامته في غير القاهرة كل إلى محافظته.

 

وعلى الرغم من استمرار الحملات الأمنية وتوسعها، إلا أن ظاهرة انتشار الباعة الجائلين ازدادت منذ منتصف السبعينيات مع تزايد حدة البطالة، لتتحول إلى مشكلة تواجه كل المدن الكبرى من الإسكندرية إلى أسوان.

 

ومن جهتها، ترى هالة أبو السعد، عضو مجلس النواب، أن المواجهة الأمنية تعد علاجا خاطئا، إذ إنها تختفي لأيام، ثم تعود أكثر انتشارا وأكثر قوة، موضحة أنه لابد من تحديد الأسباب ومعالجتها.

 

ووفقا لإحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للمحاسبات في 2014، فإن مصر بها حوالي 5 ملايين بائع جائل، منهم 1.5 مليون في القاهرة الكبرى، و30% من الباعة نساء و15% أطفال يعولون أسرهم.

 

وبحسب المركزي، تقدر تجارة الشوارع والباعة الجائلين في مصر بحوالي 80 مليار جنيه سنويا، وتضم منطقة وسط البلد والموسكي وشارع بورسعيد والعتبة وشارع رمسيس ما يقرب من 600 ألف بائع متجول.

 

دراسة ميدانية

وكان اتحاد جمعيات التنمية الاقتصادية وتنمية الدخل، قد أعد دراسة ميدانية عام 2010، عن الباعة الجائلين شملت محافظات القاهرة والإسكندرية والمنيا وبورسعيد وتوصلت إلى نتائج هامة منها:

 

نسبة 68% من الباعة الجائلين تقل أعمارهم عن 40 سنة.

 

نسبة 30% يحملون مؤهلات متوسطة و3% يحملون مؤهلات جامعية.

 

نسبة 67% من الباعة يعولون أربعة أفراد في المتوسط.

 

نسبة 37% من الباعة وافدين من محافظات أخرى.

 

نسبة 90% من الباعة على استعداد للتحول للشرعية وتحمل أعباء تنظيم القطاع.

 

نسبة 26% من العينة دفعوا رشوة أكثر من مرة للبقاء في مواقعهم.

 

وفي سياق البحث عن أسباب انتشار الظاهرة، يرى عمرو دنانسة، رئيس مكتب مرافق بولاق أبو العلا سابقا، أن البطالة والفقر والحاجة أهم الأسباب، مقسما الباعة الجائلين إلى ثلاثة أنواع:

 

- بائع لم ينل قسطا من التعليم.

- بائع حصل على مؤهل عالٍ ولم يجد وظيفة تناسبه.

- موظف لا يكفي راتبه لتوفير حياة كريمة لأسرته فيلجأ لهذه المهنة.

 

محطة مصر بالإسكندرية

كان محافظ الإسكندرية أطلق قبل عامين، إشارة بدء تنفيذ مشروع تطوير ميدان محطة مصر بحي وسط، وذلك بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية.

 

يعد ميدان محطة مصر أو "الشهداء" أحد أكبر وأشهر ميادين الإسكندرية، بسبب موقعه الفريد في قلب المدينة الساحلية، ووجود محطة القطارات الرئيسية.

 

ويقع على أطراف الميدان مباني عريقة وأخرى أثرية منها المسرح الروماني وكوم الدكة وستاد الإسكندرية والنصب التذكاري للشهداء، فضلاً عن شوارع هامة مثل "الأمير محمد عبدالمنعم، والخديوي".

 

وترجع فكرة إنشاء الميدان إلى عام 1951 عندما عهد الملك فاروق إلى الفنان فتحي محمود تصميم الميدان في هذه المنطقة المتسعة واستغلال الفراغ الذي خلفه حوش السكة الحديد.

 

ونستعرض أبرز المعلومات عن مشروع تطوير ميدان محطة مصر بعد سنوات من الإهمال وسيطرة الباعة الجائلين عليه، لاستعادة الشكل الحضاري:

 

- يأتي المشروع في إطار مخطط استراتيجي عاجل للقضاء على الأسواق العشوائية من بينها أسواق " شارع القاهرة، المعهد الديني، الهانوفيل".

 

- يُنفذ المشروع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وفقا لبروتوكول تعاون موقع بين العميد مهندس، ممدوح زوام، رئيس الجهاز، واللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية.

 

- المدة الزمنية لتنفيذ المشروع تقدر بـ 12 شهرا، بدءا من اليوم.

 

- يشمل المشروع إقامة 3 مواقف، تتضمن موقفين للسيارات الأجرة " شرق وغرب" وآخر لأتوبيسات النقل العام.

- يتضمن التطوير إنشاء سوق حضري لحل أزمة الباعة الجائلين يحوي 182 باكية و60 محلا تجاريا.

 

- تُنفذ ضمن المشروع أعمال رفع كفاءة الحدائق والمسطحات الخضراء بالميدان، مع تخصيص مقاعد للمواطنين.

 

- إعادة رصف الميدان بالكامل مع عمل تعديلات مرورية تسمح بحركة مرورية دائرية كاملة، لحل أزمة المرور.

 

- يراعي المشروع المباني التراثية المطلة على الميدان من خلال ترميم وإنارة عدد من المباني التراثية مثل البريد والسنترال وغيرها.

 

- يتزامن المشروع مع أعمال تطوير تجريها وزارة النقل لمبنى محطة سكة حديد مصر الذي يتجاوز عمره الـ 92 عاما، وذلك بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 360 مليون جنيه.

 

- وصف المحافظ المشروع بأنه ينهي تجاوزات الباعة الجائلين والفوضى والمنظر السيئ الذي عانى منهم الميدان علي مدار السنوات الماضية. ​

 

صداع مزمن:

ويعود انتشار ظاهرة الباعة الجائلين، لندرة فرص العمل بجميع الدول، الأمر الذى يضطر بعض العاطلين عن العمل إلى العمل بهذه الوظيفة, حيث إنها لا تحتاج إلى أموال كثيرة لمزاولتها، فلا يحتاج صاحبها استئجار محلاً أو دفع ضرائب أو مصاريف أخرى، وأغلب الباعة الجائلين غير راضين عن هذه المهنة، ولكن الظروف المادية تضطرهم لمزاولتها.


وأصبحت سيطرة الباعة الجائلين على معظم الشوارع والميادين مأساة حقيقية يعانى منها المواطنون، بسبب الشلل المرورى الذى أصبح يخنق الشوارع والميادين، والاضطرابات بين المارة والسيارات من ناحية، وإلقاء الباعة الجائلين نفاياتهم فى الشوارع مما يشوه منظرها الجمالى من ناحية أخرى.


ويؤكد عدد من الباعة الجائلين أن هذه الأماكن تعد مصدر رزق لهم, ولا نريد تغيير هذه الأماكن الرئيسية أنه لهم "شهرة واسعة" بين الزبائن، ويتمركزون بشوارع وميادين رئيسية يكون فيها إقبال كبير من قبل الزبائن.

 

وظاهرة "تجارة الرصيف" ظاهرة عالمية، فلا تكاد تزور أى مدينة حول العالم إلا وتجد عددًا من شوارعها مُحتل من قبل هؤلاء الباعة الجائلين.


ويختلف المؤرخون فى بداية ظهور هذا النوع من التجارة، فالعديد منهم يؤكد أن بدايتهم فى الولايات المتحدة كانت مع قدوم المهاجرين الأوائل من أوروبا والشرق الأقصى وأمريكا الجنوبية، وتحديدًا عندما كان هؤلاء الوافدون الجدد يمارسون عمليات البيع فى الشوارع وأمام البيوت والمقاهى وحتى المتاجر، ومع مرور الوقت وتطور مفهوم البيع والشراء أصبح من المألوف مشاهدة "تجار الأرصفة" فى شوارع الولايات المتحدة ..

 

هذا الحضور الطاغى أجبر الولايات على التعامل مع هذا النوع الجديد من التجارة، فأصبحت عمليات البيع تدار تحت إشراف البلديات وغرف المدن التجارية، وتعدى الأمر ذلك، حيث يمنح تاجر الرصيف ترخيصًا يؤهله لممارسة عملية البيع، ومع هذه التنظيمات الجديدة دخلت هذه التجارة منعطفًا مهمًا فى الولايات المتحدة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان