قبل أن ينتهي العالم من جائحة وباء كورونا الذي أصاب الملايين حول العالم وحصد أرواح نحو 2 مليون شخص على مستوى العالم، ظهر فيروس نيباه الذي أثار حالة كبيرة من الرعب، ولكن هل هو معدي مثل كورونا" target="_blank">فيروس كورونا؟، وما الفرق بينهم؟.

 

الخوف من انتشار فيروس "نيباه" انتشر عالميا، بعد تقرير صحي تداولته وسائل الإعلام، لأجل التنبيه إلى عدم جاهزية العالم للتعامل مع تفشّي فيروس جديد، رغم الدروس التي يفترضُ أن نكون قد استخلصناها من "كوفيد 19".

 

الفرق بين "نيباه وكورونا"

 

ورغم أن فيروس نيباه لا يزال انتشاره محدودا في العالم، ولكن الأمر لم يخل من تحذير العلماء، لاسيما أن نسبة الوفيات الناجمة عن هذا الفيروس تتراوح ما بين 40% إلى 75%، إلا أنه غير معدي مثل وباء كورونا.

 

ويقول طلال النصولي، مدير المكتب العالمي لدراسات المناعة في واشنطن، إن فيروس نيباه غير معدي مثل كورونا، موضحا أن هناك إحصائية تقول إن أكثر من 90% من مصابي كورونا حول العالم أخذوا العدوى من أشخاص لا تظهر عليهم أعراض. 

 

 

وأضاف النصولي، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "حديث القاهرة" المذاع عبر فضائية القاهرة والناس، مساء الأحد، أن شراسة كورونا تستطيع القضاء على الكرة الأرضية كلها إن لم نحافظ على التباعد الاجتماعي، منوها إلى أن فيروس نيباه ليس جديدا بل ظهر عام 1999 وينتشر بشكل محدود منذ ذلك الحين في جنوب آسيا. 

 

واستطرد: "المناعة ضد نيباه تحتاج لأكل اللحوم وهو لا ينتشر بالهواء".

 

تحذير العلماء 

 

وتشير تقارير أجنبية إلى أن الصين هي المصدر الأساسي لفيروس نيباه نتيجة الخفافيش، إلا أنه هناك تقارير أخرى تشير إلى أن فيروس نيباه تفشى في الماضي في الهند وبنجلاديش التي سبق أن توفي فيها 150 مصاب بالفيروس.

 

وكانت سفارة الصين بالقاهرة، قد نفت أن يكون فيروس "نيباه" فيروسا "صينيا" مثلما تروج له عن قصد أو بدونه بعض وسائل الإعلام.

 

وقالت في بيان حول هذا الموضوع، إن "ربط هذا الفيروس بالصين أمر غير صحيح لأن الفيروس موجود فى جنوب آسيا وليس الصين تحديدا" مؤكدة عدم وجود أي دليل علمي يسند هذه الادعاءات.

 

وأصبح فيروس نيباه مصدر قلق كبير للعالم خاصة أنه ليس هناك لقاح لعلاجه، فضلا عن ارتفاع معدل الوفيات الناجمة عنه، حسبما أشارت سوبابورنابلوسادي، مديرة مركز العلوم الصحية للأمراض المعدية الناشئة التابع لجمعية الصليب الأحمر التايلاندي.

 

وتعد آسيا بؤرة للكثير من الأمراض المعدية المكتشفة مؤخرا، لأسباب عديدة منها المناطق الاستوائية التي تتميز بثراء التنوع الحيوي، وتغص بمسببات الأمراض التي تهيء الفرص لظهور فيروسات جديدة، فضلا عن تزايد فرص الاحتكاك بين البشر والحيوانات البرية في هذه المناطق ما يساهم في زيادة مخاطر انتقال العدوى.

 

ويعود أصل تسمية فيروس نيباه إلى بلدة ماليزية تدعى "سنغاي نيباه"، التي شهدت أول إصابة لعامل بمزرعة تربية خنازير وذلك عام 1997، ووقتها تسبب المرض الغامص في تدمير خلاياه العصبية والتنفسية؛ ليسجله التاريخ كأول ضحايا فيروس نيباه، وفقا لموقع "العربية.نت".
 

أعراض فيروس نيباه

 

وعن أعراض فيروس نيباه، الذي بدأت مكافحته رسميا في عام 2018 وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فتتمثل أبرزها في "السعال والصداع وضيق التنفس"، وتبدأ الأعراض في الظهور من 3 إلى 14 يوما.

 

 

وبحسب العلماء فإنه قد يصاحب الإصابة بفيروس نيباه بعد يوم أو يومين التعرض إلى غيبوبة وصولا إلى التهاب بالدماغ، وتدمير للخلايا العصبية.

 

وبدوره قال الدكتور فايد عطية، أستاذ مساعد الفيروسات الطبية بجامعة شانتو بالصين، إن فيروس نيباه موجود منذ 1999 في مدينة ماليزية.

 

وأوضح خلال مداخلة مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج صالة التحرير المذاع على قناة صدى البلد، أن أعراض الفيروس تشبه أعراض الإنفلونزا، لكن خطورته تكمن في مهاجمة الجهاز العصبي، بجانب الجهاز التنفسي، ويؤدي للوفاة بنسبة كبيرة.

 

وأشار إلى أن الحالات المسجلة من الفيروس حتى الآن قليلة، وهو منتشر في آسيا، وهو من عينة فيروسات الخفافيش، ولا يوجد علاج أو دواء له حتى الآن، وينتقل عن طريق الخفاش أو الخنازير أو الأغنام.

 

وأكد أن الفيروس لم يتحول إلى وباء أو جائحة حتى الآن، لكنه فيروس عنيف، وأعنف من كورونا، ووفياته أعلى من كورونا وصنفته منظمة الصحة العالمية أنه من أكثر 16 فيروسًا أشد عدوى في العالم.

 

ظهور إصابات جديدة

 

من جانبه قال الدكتور أشرف حاتم رئيس لجنة الصحة بالبرلمان وعضو اللجنة العليا للفيروسات بوزارة التعليم العالي، إن فيروس نبياه الذي ظهر مؤخراً ليس جديداً، لكنه فيروس قديم ومعروف لدى منظمة الصحة العالمية. 

 

وأضاف حاتم، في تصريحات صحفية، أن فيروس نيباه موجود من 20 سنة، ومعروفة أعراضه وكيفية علاجه، لكن إعلان الصين عن ظهور إصابات جديدة بالفيروس هو ما أثار بلبلة، موضحا أنه محدود الانتشار في بعض الدول الآسيوية.

 

واستبعد أشرف حاتم، احتمال وصول الفيروس إلى مصر، مؤكداً أن الفيروس انتشاره محلي حتي الآن، ولا يوجد احتمالية كبيرة لانتشاره.

 

وذكر أن فيروس نيباه أدرجته منظمة الصحة العالمية ضمن قائمة الأمراض الـ16 التي تشكل أكبر تهديد للصحة البشرية، وواحدا من بين 10 أمراض معدية، وتتراوح فترة حضانة الفيروس بين 4 و14 يوما، فيما تتراوح نسبة الوفيات الناجمة عن المرض بين 40 و75 %.
 

الأمر ذاته أكده الدكتور محمد أحمد على رئيس قسم الفيروسات بالمعهد القومي للبحوث، الذى أشار إلى أن فيروس نيباه ظهر منذ عام 1998 في ماليزيا، في مدينة اسمها نيباه، وتم دراسة كل خصائصه، وهو من فيروسات RNA والتي تشهد طفرات وتحورات، وسنويا يظهر في بعض البلدان في آسيا مثل بنجلاديش وماليزيا والهند، كما ظهر في الصين في 2019 وسهل السيطرة عليه.

 

وأضاف خلال مداخلة تليفزيونية أنه من "المهم جدا أن نكون يقظين، كما أنه يجب ألا يتحدث في الفيروسات إلا المتخصصين، فهو قديم وموجود منذ عام 1998 وينتقل من خلال الخنازير وخفافيش الفاكهة وعندما ينتقل لإنسان يمكن نقله من إنسان لأخر، وقد يأتى بأعراض تنفسية حادة والتهاب سحائى، فهو ليس الفيروس الوحيد المتسبب في الالتهاب السحائي، فهناك أيضا بكتيريا".

 

واستطرد: "الفيروس لم يدخل مصر، وبنشتغل على 4 أنواع خفافيش ومنها خفافيش الفاكهة، ونراقب الطيور المهاجرة في مداخل البلد، ونراقب حركة الفيروسات التي تنتقل من هذه الأنواع من الطيور".