رئيس التحرير: عادل صبري 07:57 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

شهيد «جهاز العروسة» من البحث عنه بترعة الإسماعيلية إلى صلاة الغائب

شهيد «جهاز العروسة» من البحث عنه بترعة الإسماعيلية إلى صلاة الغائب

آيات قطامش 29 يناير 2021 23:56

عقب مرور ما يربو على الشهر في انتظار خروج جثمان نجلهم  الغريق  في مياه ترعة الإسماعيلية إثر سقوط سيارة يقلها كانت في طريقها لنقل جهاز عروس، اتخذ الأب قرارًا ليس سهلًا عليه بالمرة هو أداء صلاة الغائب اليوم الجمعة، الذي اعتصر قلب أسرته حزنًا على فقدانه.. 


ففي مشهد مهيب احتشد عدد كبير من أهالي قرية الزوامل التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، لتلبية دعوة الأسرة بصلاة الغائب على نجلهم الغائب محمد دياب المعروف بـ "شهيد جهاز العروسة" في مياه ترعة الاسماعيلية، بعدما عجزت فرق الإنقاذ حتى الآن في العثور على الجثمان، رغم المجهود الكبير المبذول من جانبهم منذ وقوع الحادث، ولكنه اختفى كأنه "فص ملح وذاب". 

 

 

غواص: سيظهر الجثمان ولو بعد حين

 

 يقول كابتن إيهاب المالحي، كبير غواصي الخير، في تصريحات لمصر العربية، "أول أمس كان هنك فريق من غواصين الخير متواجدين فى مكان الغرق لعمل آخر محاولة لانتشال الجثمان، ولكنه لم يظهر حتى الآن، إلا إنه أثناء البحث عن الشاب الغريق وقع حادث انقلاب توك توك في المجري المائي لترعة الاسماعيلية عند منطقة القصاصين وتم خروج السائق  قبل أن يغرق وهو بصحة جيدة". 

 

وأضاف: "أما بالنسبة لمحمد  تم تحديد صلاة الغائب اليوم فى صلاة الجمعة واتفقت مع أهل الغريق وبالأخص عمه عبد العزيز دياب أن يستمر بعد  صلاة الغائب  فى التواصل مع العميد محمد العادلى قائد الدفاع المدنى بالشرقية، وايضًا التواصل مع الصيادين، لأنه هناك احتمال بنسبة كبيرة يظهر بعد فترة جثمان محمد على سطح المياه". 

 

 

واستكمل:  فالجثمان حتى وإن تأخر لمدة أكثر من شهر سيخرج وبه معالم واضحة لأن المياه هنا عذبة والأسماك صغيرة على عكس  البحر الذي تكون مياهه مالحة وتأكل الجسم فضلًا عن أن به أسماك كبيرة من الممكن أن تتناول الجثمان، لذا اتوقع ظهور الشاب الغريق حتى ولو بعد فترة تزيد عن شهر في هيئة واضحة المعالم وحينها يصلي أهله عليه. 

 

 

الفرح تحول لميتم

 

تعود تفاصيل تلك القصة لظهر الجمعة الأولى من الشهر الجاري، حينما انطلقت سيارة نقل "العزال" من عزبة أبو حديد بالشرقية وكان يقودها شاب عشريني يُدعى محمد السيد دياب طالب بالفرقة الثالثة بكلية  نظم ومعلومات، -وهو الغريق -، وكان برفقته شقيقه الذي نجا من الموت بأعجوبه ووالد العريس الذي توفاه الله في الحادث، ولم تكن الكابينة الخلفية للعربة خاوية ولكن كانت مليئة بذوي العريس ولكنهم جميعًا خرجوا بسلام -بحسب رواية حمادة أمين، أحد ذوي الشاب الغريق-.  

 

 

فقبل وصول العربة لمسكن العروس بعزبة "الغرة" من أجل نقل جهازها  بـ 500 متر فقط، وقع الحادث الأليم حيث فوجئ المارة بسيارة الربع النقل تطير في الهواء من أعلى أحد الكباري بقرية الزوامل لتستقر في ترعة الاسماعيلية، بمن فيها من ذوي العريس. 

 

 

على مدار كل هذه الأيام، سكن الأهالي الكباري في البرد القارس، لا يشغل بالهم شيئًا سوى العثور على جثمان ابنهم الغريق، أما الأم فكانت تحرص على الحضور بصورة يومية في الساعات الأولى من الصباح وتمكث طوال اليوم تمسح بعينيها المكان ذهابًا وايابًا على أمل العثور على حبيبها الصغير. 

 

 

أما فرق الإنقاذ النهري والغواصين من متطوعي الخير فتوافدوا من حدب وصوب، ولم يكلوا أو يملوا في البحث عن الجثمان طوال هذه الأيام، ومع كل وقت يمر كانوا يضعون احتمالات وخطط بديلة ويبدأوا في السير ورائها علَّ الغريق متواجد في مكان ما ففي البداية طالبوا بإزالة ورد النيل واي قمامة على جانبي الترعة ولكنهم لم يجدوه، كما وضعوا سيناريوهات لانتشارهم بشكل معين حتى لا يتركوا مكانًا دون البحث عن "محمد" -بحسب المالحي-. 

 

 

ليس هذا فحسب بل إن القوات البحرية حضرت بكافة معدتها للمشاركة في عملية البحث، كما تم طلب الدعم من 8 محافظات بفرق الانقاذ هي (الجيزة، الدقهلية، بني سويف، دمياط، السويس، الاسماعيلة، القاهرة، البحيرة) بناءً على رغبة الأب، بحسب محافظ الشرقية دكتور ممدوح غراب، خلال مداخلة هاتفية له مع برنامج الحياة اليوم.

 

حيث شارك في عملية البحث عن "شهيد جهاز العروسة" 41 غطاس إلى جانب 13 لانش، فضلًا عن اشتراك القوات البحرية، ومدير الانقاذ النهري على مستوى الجمهورية، وقوات الحماية المدينة ومأمور القسم. 

 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان