رئيس التحرير: عادل صبري 10:32 مساءً | الأربعاء 14 مايو 2025 م | 16 ذو القعدة 1446 هـ | الـقـاهـره °

هجوم برلماني على وزير الإعلام بسبب «مدينة الإنتاج» وشقق العجوزة

هجوم برلماني على وزير الإعلام بسبب «مدينة الإنتاج» وشقق العجوزة

أخبار مصر

وزير الإعلام أسامة هيكل فى البرلمان

هجوم برلماني على وزير الإعلام بسبب «مدينة الإنتاج» وشقق العجوزة

كريم أبو زيد 19 يناير 2021 20:49

 

تعرض أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام لهجوم جديد خلال الجلسة العامة للبرلمان المصري، من قبل أعضاء بمجلس النواب، الذين طالبوه بالاستقالة واتهموه بالجمع بين منصبين، مطالبين إياه برد جميع الأموال التى حصل عليها من رئاسة مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي.
 

البداية مع النائب مصطفي سالم وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، الذى طالب أسامة هيكل، برد جميع الأموال التي حصل عليها من رئاسة لمجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي، وتساءل:" كيف لوزير أن يترأس مجلس إدارة مدينة الإنتاج ويجمع بين وظيفتين، أنا كنائب عن الشعب أطالبه برد كافة الأموال التي حصل عليها لأن هذا يخالف الأعراف".

 

وذكر النائب البرلماني، أن وزير الإعلام يتحدث عن نجاحات وهو بعيد كل البعد عن هذه الأمور، وتحولت الوزارة إلى عبء علي الشعب والحكومة بل تحولت إلى ساحة صراع بين الوزير وأهل الصحافة والإعلام، مطالبا بفك التشابك بين الوزارة والهيئات الإعلامية التي بقوة القانون لها الدور الأكبر.

 

 ولنفس السبب هاجم النائب أشرف رشاد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، وزير الإعلام أسامة هيكل، قائلا:" تولى وزير الدولة للإعلام، منصب رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي، هل ذلك بسبب عدم وجود كوادر في الدولة تتولى مناصب؟، بدلا من ذلك الجمع المخالف للدستور والقانون؟!، نحن في انتظار أساتذة القانون ليقولوا لنا مدى دستورية ذلك الأمر".

 

كما هاجم النائب نادر مصطفى، وكيل لجنة الإعلام بمجلس النواب، أسامة هيكل، مشيرا ً إلى حالة العداء بين وزير الإعلام ورجال الإعلام والصحافة، وتساءل: "كيف يحدث العداء لوزير الإعلام ورجال الإعلام؟"، وذكر أن القنوات المعادية استغلت حالة العداء لصالحها.

 

وقال نادر فى الجلسة العامة موجها حديثه لأسامة هيكل: "استحدثت نشاطا اعلاميا خارج مدينة الانتاج الاعلامي بشرائك لشقق بالعجورة على النيل ليكون هناك إطلالة نيلية، وأنتجت فيلما اسمه (هز وسط البلد) وهو فيلم فاشل".

 

وردا على هذا الهجوم، كشف أسامة هيكل أنه فور تكليفه بحقيبة الإعلام عمل على محورين الأول: إنشاء كيان للوزارة وتحديد مقر للعمل وميزانية وهذا الأمر لم يكن سهلا على الإطلاق، أما المحور الثاني: فيتعلق برؤية الوزارة للعمل ودمجها في خطة عمل الحكومة، مع العلم بوجود مواد بالدستور أوجدت 3 هيئات إعلامية: المجلس الأعلى للإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام.

 

وأشار إلى أنه في السابق كانت وزارة الإعلام تتضمن كيانات كبيرة مثل اتحاد الإذاعة والتليفزيون والهيئة العامة للاستعلامات. وقال إن وزارة الإعلام لا تمتلك وسائل للإعلام كما كان في السابق.

 

وأوضح أن الإعلام يتجاوز الحدود السياسية للدول، وهو ما يدعو لضرورة تطوير الإعلام المصري ليتواكب مع التحديات التي تواجه الدولة المصرية.

 

وردا على ما أثير حول شقق العجوزة، قال أسامة هيكل،: "كلمة شقق العجوزة عيب أن تقال هكذا الناس هنفهم غلط، فهي مركز للإعلام الأجنبي التابع لمدينة الإنتاج الإعلامي وفق نص القانون، رقم 180 لسنة 2018".

 

وقال الوزير إن هذه الاستديوهات تتخذ من العجوزة مقرًا لها، نظرًا لكون تلك الأماكن كانت تعمل بها سلفا قنوات إعلامية أجنبية، وأنها تقع في منطقة سعر الأرض فيها أرخص بكثير من مناطق أخرى، بخلاف أن ظروف الإضاءة في المشهد النيلي خلفها أفضل من الجهة الأخرى من النيل.

 

وأضاف: "خلال ثورة يناير كانت قناة الجزيرة وغيرها تتنقل بوحدات بث متنقلة، ولم يكن من السهل ملاحقتها، وأنه لأجل ذلك قررنا أن تكون تلك الأماكن أو الاستديوهات تعمل في إطار شرعي من خارج حدود مدينة الإنتاج الإعلامي، كما أن المراسلين الأجانب لديهم عزوف عن التعامل مع الجهات الحكومية"، وذكر أن هذا المركز يحقق عائدًا شهريًا لمدينة الإنتاج الإعلامي قدره 200 ألف دولار.

 

وفي تعقيبه على هجوم أعضاء مجلس النواب، أوضح هيكل أنه تولي مدينة الإنتاج الإعلامي في 2014 عقب احتلالها من جانب مجموعة حازم صلاح أبو إسماعيل، وهي شركة مساهمة مصرية، السهم كان قيمته 2 جنيه و80 قرش.

 

كما أشار إلى أن عمله رئيسا لمدينة الإنتاج الإعلامي "تكليف"، قائلا: "فكرت أن استقيل منها أكثر من مرة، إلا أنني أكملت المهمة لأنني ممثلا للمال العام وليس مساهما".

 

وذكر أن هذا الأمر أثير قبل ذلك إلى أن صدر قرار مجلس الوزراء، باستمراري في المنصب لحين استكمال المشروعات القائمة فيها، قائلا: "والحمد لله المشروعات قربت تخلص علشان نسلمها في صورتها الحالية لمن سيأتي بعدي".

 

وأكد هيكل، أن مدينة الإنتاج الإعلامي جزء مرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن القومي، مشيرا إلى أن أرباحها وصلت إلى 105 ملايين جنيه، بعد سداد الديون بالكامل والشركة ليست مقتصرة على تأجير الاستوديوهات.

 

وذكر أنه تم استرداد فندق موفينبيك والذي كان يدر عائدا 5 ملايين جنيه سنويا فقط، وكان حق انتفاع حتى 2045، قائلا: "ولو سبناها كنا هنستلمه شوية تراب.. لذا تم شراءه لأنه سيكون أقرب فندق للمتحف المصري الكبير لذلك تم استعادته مقابل 227 مليون جنيه تقريبا، علما بأن قيمته تصل لأكثر من 900 مليون".

 

وشهدت ساحة الإعلام المصري، خلال الفترة الماضية، صراعا علنياً  بين أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، وعدد كبير من الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف والإعلاميين على خلفية تصريحات الوزير التي وصفها منتقدوه بأنها "هجوم صريح على المهنة، ودعوة للشباب بالعزوف عن وسائل الإعلام التقليدية والصحف".

 

ففي 17 أكتوبر الماضى؛ نشر وزير الإعلام تصريحًا عبر صفحته الرسمية جاء نصه: "الأعمار أقل من 35 سنة، ويمثلون حوالي 60 أو 65 % من المجتمع، لا يقرأون الصحف ولا يشاهدون التلفزيون، وبالتالي من المهم التفكير في نمط حياة هذه الفئات".

 

هذه التصريحات اعتبرها صحفيون ورؤساء تحرير هجومًا صريحًا على المهنة ودعوة للشباب بعدم الاهتمام بوسائل الإعلام التقليدية، ممثلة في الصحف والتليفزيون، وأن كلماته تؤثر سلبًا على الصناعة كلها، وبالتالي سيمتد تأثيرها على مبيعات الصحف والإعلانات التي تعد مصدرًا رئيسيًا لدخل الصحف والتليفزيون، كما رآها البعض الآخر أنها تصريحات لا يصح أن تخرج من مسئول.

 

وقابل وزير الإعلام الهجوم الذى تعرض له، برد نشره عبر صفحته جاء نصه: «في توقيت واحد، وبنفس الكلمات، شنت أقلام معروف للكافة من يحركها بالتساؤلات نفسها حول ماذا فعلت منذ توليت المسؤولية؟ ولماذا لا اصمت؟ ولماذا لا أبحث عن وظيفة أخرى؟ وأحدهم يتهمني بأنني بتصريحاتي سأتسبب في عدم إقبال المعلنين على الإعلان في الصحف»، مضيفًا: «لا إبداع على الإطلاق... نفس الكلمات ونفس الأسماء، بل ونفس التوقيت».

 

وتابع هيكل: «أقول لهؤلاء إن أخطر أنواع الفساد هو أن يترك الكاتب قلمه لغيره، ويكتفى هو بالتوقيع، والحقيقة إنني لا أريد أن أرد على هؤلاء لأنهم مجرد أدوات ... ولكنني سأرد على من أعطى لهم الأمر بالكتابة فلم يترددوا للحظة واحدة، طمعا في الرضا والعفو والسماح. فإنهم إن لم يمتثلوا سيطاح بهم».

 

وأضاف: «وأرد مبدئيا على من أعطى الأمر... بأنني لن أصمت فأنا أقول الحقيقة، والحقيقة ستظهر إن عاجلا أو آجلا، فقد أهدرتم الكثير والكثير بلا خبره وبلا هدف واضح، ولم يعد أحد لا يعرف».

 

وأوضح: «وأما الادعاء بأن تصريحاتي ستؤثر سلبا على إعلانات الصحف، فأقول لكم إن أرقام التوزيع الحقيقية الرسمية موجودة، وصحفكم خالية من الإعلانات منذ شهور طويلة حتى قبل أن أتولي منصبي، فإن أعلنتها لوجبت محاسبة كل من شارك في هذه الجرائم».

 

وتابع هيكل: «أقول لمن يريدني أن أبحث عن وظيفة تناسب قدراتي، فتاريخ كل منا يحدد قدرات كل منا، كفاكم عبثا وسذاجة، واتركوا غيركم يعمل لعله يصلح ما فشلتم فيه».

 

عقب هذا البيان تصاعدت وتيرة الهجوم على وزير الإعلام ليطل بعدها من خلال مقطع مصور يدعو فيه الأطراف الغاضبة من تصريحاته للقائه بمقر الوزارة.

 

واستقبل  وزير الدولة للإعلام، مجموعة من الإعلاميين والصحفيين، وذلك في إطار الدعوة التي وجهها لهم للاجتماع في مقر وزارة الإعلام، والاستماع إلى شكواهم على خلفية تصريحات.

 

حضر الاجتماع كل من "الإعلامي أحمد موسى، والإعلامي وائل الإبراشي، وأحمد الطاهري رئيس تحرير مجلة روزاليوسف، عمرو الخياط رئيس تحرير أخبار اليوم، وإيهاب فتحي رئيس تحرير أخبار الحوادث، وإبراهيم أبو كيلة رئيس تحرير كتاب الجمهورية.

 

كما حضر الاجتماع "ماجد منير رئيس تحرير الأهرام المسائي وبوابة الأهرام، وأحمد الباشا رئيس تحرير روزاليوسف، ووليد طوغان رئيس تحرير مجلة صباح الخير، وسمر الدسوقي رئيسة تحرير مجلة حواء".

 

استمع هيكل، بحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الإعلام، إلى شكوى الإعلاميين والصحفيين المشاركين في الاجتماع، وجميع المواقف التي سبق وتحدثوا عنها من قبل، وعما ذكروه "إن وزير الإعلام ضد الصحافة الورقية وضد الصحفيين بشكل عام".

 

وتطرق الوزير، خلال الاجتماع، إلى تعليق بعض الإعلاميين على تصريحه المنشور والذي قال فيه "صدرت الأوامر بشن حملة جديدة على شخصي"، وأنه بهذا التصريح - على حد قولهم - قد أحرجهم أمام إعلام الإخوان.

 

أصدرت وزارة الإعلام بيانًا تفصيليًا بتفاصيل الحوار، ولكن عدد من الصحفيون الذين حضروا الاجتماع أو «المنسحبون» – بحسب زعمهم – عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» عن تفاصيل مختلفة لرواية الوزارة عن تفاصيل الاجتماع، مؤكدين أن أسامة هيكل فشل في تنظيم دعوته للحوار مع أهل المهنة من الصحفيين والإعلاميين.

ولم يكن هذا هو الخلاف الأول لهيكل منذ توليه وزارة الإعلام، حيث شهدت شهر يونيو الماضي، خلافًا كبيرًا بين أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام وطارق سعدة نقيب الإعلاميين، بسبب إرسال الوزير خطابًا للنقابة يطلب فيه الإفادة عن الإعلاميين الذين يظهرون على شاشات القنوات المختلفة دون الحصول على عضوية النقابة، الأمر الذى وصفه الأخير بغير القانوني واعتبره تدخلاً فى شئون النقابة.

 

وفى  بداية توليه حقيبة الإعلام دخل أسامة هيكل فى خلاف كبير مع   مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للصحافة السابق.

 

وفى نوفمبر الماضي، عقدت وزارة الإعلام مؤتمرا عالمياً تحت عنوان  "مستقبل الإعلام المصري"، افتراضيًا عبر صفحاتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ولم يلقَ المؤتمر اهتمامًا من جانب وسائل الإعلام المرئية وبرامج «التوك شو»، رغم مشاركة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي رسميًا فى فعاليات المؤتمر وإلقاء كلمة رسمية بالإضافة إلى عددٍ كبيرٍ من الوزراء والخبراء فى هذا المجال، الأمر الذى يشير إلى استمرار الانقسام بين أسامة هيكل وزير الإعلام والمجلس الأعلى للإعلام.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان