بينما كان يجلس المرضى في غرفة الاستقبال كل واحد منهم ينتظر دوره، فوجئ الجميع بما فيهم الطبيب المعالج بشاب يهرول حاملًا بين يديه طفلًا ويبدو أن شيئًا ما ألم به مطالبًا بسرعة اسعافه، وبالفعل همَّ الطبيب من مكانه لعمل ما يلزم تجاه هذا الصغير، وحينما استفسر عن بعض المعلومات الأساسية كعُمر الطفل ..كانت المفاجأة
"الولد ده بيمووت"؛ من هنا بدأت القصة أثناء مكوث دكتور أحمد شرابي، استشاري الأطفال وحديثي الولادة، في عيادته حيث سمع صوت عالي يُردد هذه العبارة بالخارج في غرفة الاستقبال.
يقول الطبيب راويًا ما حدث عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: " دخلي شاب غرفة الكشف وهو بيجري وشايل طفل مُغمي عليه".
وقع الطبيب الكشف على الصغير ووجد أنه مصاب بتشنجات وارتفاع في درجة الحرارة، وتابع: "بسأله سنه اد ايه؟ قالي معرفش! طب اسمه ايه؟ قالي معرفش! قلتله متعرفش ازاي يعني؟ قالي أنا معرفوش ، أنا كنت ماشي في الشارع لقيت واحدة بتصوت وبتقول ابني بيموت فخطفته منها وطلعت بيه جري علي هنا إنما أنا معرفهمش".
مر القليل من الوقت ثم حضرت والدة الصغير في حالة انهيار تام وسط علامات رعب ارتسمت على وجهها خوفًا على ابنها، واخذت تطيل النظر تارة لطفلها وتارة أخرى للطبيب الذي تمنت أن يخبرها أن حبيبها الصغير بخير، وهو ما فعله بالفعل قائلًا: " طمنتها علي أنه كويس، قعدت علي الأرض، وقعدت تعيط بكل حرقه وهي بتقول يا رب أنا محيلتيش غيره..".
وبينما كان الطبيب يهدئ من روعها ويشرح لها تفاصيل العلاج وكيفية منحه لصغيرها، فوجئ بالشاب الذي انقذ الطفل ينسحب في هدوء، ولكن بطريقة غريبة حيث اعطى للسيدة كيس أسود اللون وهو يقول للأم المكلومة: "ده وقع منك"، ثم غادر المكان.
"ده سابلي فلوس"؛ كلمات تمتمت بها الأم في صدمة بعدما فتحت الكيس الذي تركه لها هذا الشاب المجهول، فانتفضت من مكانها وهرولت كي تلحق به وأخذت تُنادي عليه بأعلى صوتها كي تُعيد له المبلغ المالي، ولكنه اصبح مثل "فص ملح وذاب".
تابع الطبيب: "لقيت الأم بتقولي أنا زعلانة علشان الشاب ده شكله غلبان هو كمان زينا، والفلوس اللي سابهالي دي شكلها يوميته اللي طالع عينه بيها زينا".
الموقف بتفاصيله جعلت الطبيب يدون منشورًا بتفاصيل ما حدث، كي يوجه في نهايته رسالة علها تصل لهذا "الشهم المجهول" قائلًا: "عايز اقول للشاب الجميل اللي جاب الولد يا رب تكون شايف البوست ده، انت والله شرفتني النهارده، ودخلتك دي عليا انهارده بالولد ده هتفضل محفورة في ذهني، وهحكي لابني اللي انت عملته وهفرجه علي صورتك وانت بتجري بولد انت متعرفوش علشان تلحقه وهعلمه أنه يقلدك .. ربنا يباركلك، أنا والله أتشرفت بيك".