رئيس التحرير: عادل صبري 01:00 صباحاً | الأربعاء 14 مايو 2025 م | 16 ذو القعدة 1446 هـ | الـقـاهـره °

بعد إباحتها زواج المسلمة من غير المسلم.. هكذا رد الأزهر والإفتاء على آمنة نصير

بعد إباحتها زواج المسلمة من غير المسلم.. هكذا رد الأزهر والإفتاء على آمنة نصير

أخبار مصر

امنة نصير

بعد إباحتها زواج المسلمة من غير المسلم.. هكذا رد الأزهر والإفتاء على آمنة نصير

منى حسن 18 نوفمبر 2020 14:42

قنبلة من الغضب أشعلتها الدكتورة أمنة نصير ، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، الساعات الماضية، بعد تصريحاتها بجواز زواج المسلمة من غير المسلم، شرط أن يكون من أهل الكتاب، مشيرة إلى عدم وجود أى نص قرآني يحرم زواج المسلمة من غير المسلم.

 

تصريحات آمنة نصير كان لها ردود فعل غاضبة داخل الأزهر والشارع المصري، أعاد الخلاف  الذي دار في دولة تونس مؤخرا بشأن زواج المسلمة من غير المسلم.

 

تصريحات آمنة نصير

 

وقالت الدكتورة آمنة نصير، خلال استضافتها ببرنامج «بتوقيت الحدث» المذاع على قناة «الحدث اليوم الفضائية»، أنه لا يوجد مشكلة في زواج المسلمة من غير المسلم، إذا طبق غير المسلم مع زوجته المسلمة، ما يطبقه المسلم مع زوجته المسيحية أو اليهودية، حيث لا يكرهها على تغيير دينها أو منعها من مسجدها، ولا يحرمها من قرآنها أو صلاتها.

 

وأوضحت نصير، أنه فى حال زواج المسلمة من غير المسلم، فإن الأولاد سينتسبون للزوج، ولهذا كان رأى الفقهاء هو رفض زواج المسلمة من غير المسلم حتى لا تتسرب المسلمات إلى اليهودية والمسيحية.

 

الإفتاء: حرام شرعًا

 

بدورها أصدرت  دار الإفتاء المصرية، اليوم الأربعاء، بيانًا تؤكد فيه أن المسلمة لا يحل لها أن تتزوج بغير المسلم مطلقًا؛ لا من اليهود ولا من النصارى، ولا من غيرهما من غير المسلمين؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾.

 

وأوضحت دار الإفتاء في فتوى لها، أن الإسلام أجاز للمسلم أن يتزوج من أهل الكتاب، ولكنه لم يجز لغير المسلم أن يتزوج مسلمة؛ حيث إن المسلم مؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين، ودينه يأمره باحترامهم وتقديسهم.

 

وأشارت دار الإفتاء إلى أنه إذا تزوج الكتابية غير المسلمة أحست معه بالاحترام، وأدت شعائر دينها في أمان وسلام؛ لأنه يقرّ بدينها ويؤمن بجميع الأنبياء والرسل مع إيمانه وإقراره بأن دين الإسلام هو المهيمن على سائر الأديان ورسالة الله الأخيرة إلى العالمين، وأن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وربما دعاها هذا الخلق الحسن وهذه الأريحية في التعامل إلى حب الإسلام والدخول فيه.

 

ولفتت دار الإفتاء، إلى أن غير المسلم ليس مؤمنًا بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيًّا ورسولًا، فإذا تزوج من المسلمة فلن تستطيع أداء دينها في أمان وسلام، ولن تشعر بالاحترام الكافي لدينها ونبيها صلى الله عليه وآله وسلم، مما يجعل الحياة الزوجية قلقة ومزعزعة، أما الإسلام فهو نسق مفتوح يؤمن بكل الأنبياء وتتسع صدور أتباعه لكل الخلق.

 

الأدلة على التحريم

 

وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الأدلة على تحريم زواج المسلمة من غير المسلم كثيرة منها قول الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ﴾، وإنما قال: ﴿وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ﴾ أي يحل لكم أن تطعموهم من طعامكم؛ للتنبيه على أن الحكم في الذبائح مختلف عن المناكحة؛ فإن إباحة الذبائح حاصلة في الجانبين، بخلاف إباحة المناكحات فإنها في جانب واحد؛ هو حِلُّ زواج المسلم من الكتابية، بخلاف العكس؛ فلا يحل للكتابي أن يتزوج بمسلمة.

 

رد ناري من شيخ الأزهر

 

وأجاب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على حكم زواج المسلمة من غير المسلم، في لقاء جاء في عام 2017 بالبرلمان الألماني، بنموذجية كافية لتوضيح تلك المسألة.

 

وقال فضيلته إن الزواج في الإسلام ليس مشروعاً مدنيًا، إنما هو عقد دينى والقرآن الكريم استخدم مرتين كلمة الميثاق الغليظ مرة وصف بها الميثاق الذى أخذه على النبيين في بيان الهدى الإلهى للناس والمرة الثانية وصف به علاقة الزواج بين الرجل والمرأة فالميثاق الغليظ ذكر مرتين في القرآن مرة أخذه الله على الأنبياء والمرة الثانية أخذته النساء من الرجال.

 

وأضاف شيخ الأزهر، فى رده على حكم زواج المسلمة من غير المسلم، أن المسلم يتزوج من غير المسلمة كالمسيحية مثلا؛ لأنه يؤمن بعيسى عليه السلام، فهو شرط لاكتمال إيمانه، كما أن ديننا يأمر المسلم بتمكين زوجته غير المسلمة من أداء شعائر دينها، وليس له منعها من الذهاب إلى كنيستها للعبادة، ويمنع الزوج من إهانة مقدساتها؛ لأنه يؤمن بها؛ ولذا فإن المودة غير مفقودة في زواج المسلم من غير المسلمة.

 

وأوضح أن زواج المسلمة من غير المسلم، يختلف عن المثال السابق، فهو لا يؤمن برسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ودينه لا يأمره بتمكين زوجته المسلمة -إن تزوجها- من أداء شعائر الإسلام أو احترام مقدساتها؛ لأن الإسلام لا حق على المسيحية؛ ولذا فهو يؤذيها بعدم احترام دينها والتعرض لرسولها ومقدساتها، ولذا فإن المودة مفقودة في زواج المسلمة من غير المسلم؛ ولذا منعها الإسلام.

 

الأزهر: من أشد المحرمات


من جانبه، قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، إن زواج المسلمة من غير المسلم من أشد المحرمات.

 

وأضاف "كريمة"، في تصريحات له ، "نحن المسلمين يجب أن نتحاكم إلى القرآن الكريم، والله تعالى يقول: "وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا"، وهذه آية محكمة تدل على أن المسلمين لا يزوجون نسائهم لغير المسلمين"، ومع هذا النص القرآني قام الإجماع من فقهاء المسلمين".

 

البداية من تونس

 

بداية الأزمة كانت في تونس عام 2017، حينما طلب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، طلب من الحكومة  سحب الأمر الترتيبي الذي يعود إلى 1973 ويمنع زواج التونسية المسلمة من غير المسلم.

 

وكان القانون يشدد للاعتراف بزواج تونسية مسلمة برجل غير مسلم على وجوب تقديم شهادة تثبت اعتناق الرجل للإسلام.

 

وأعلنت دار الإفتاء التونسية تأييدها لمقترحات السبسي، وقالت إنها "تدعم مكانة المرأة، وتضمن مبدأ المساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات، التي نادى بها الدين الإسلامي.


وأصدر الأزهر بيانا رفض فيه دعوة الرئيس التونسي، وقال إنه يرفض رفضًا قاطِعًا تدخل أي سياسة للمساس بعقائد المسلمين وأحكام شريعتهم، مضيفًا أن رسالة الأزهر وخاصة ما يتعلَّق بحراسةِ دين الله هي رسالة عالمية لا تَحدُّها حُدودٌ جُغرافية.

 

دار الإفتاء المصرية أصدرت بيانًا أيدت فيه رأي الأزهر ، وأكدت دار الإفتاء أنه لا اجتهاد فى الأحكام الشرعية قطعية الثبوت والدلالةِ ولا مجال فيها لوجهات النظر الشخصية والتي منها "أحكام المواريث" لأنها حُسِمت بنصوص شرعية قطعية وصريحة لا تحتمل أكثر من معنًى.

 

وفي 14 أغسطس 2017، وردا على تحفظ الأزهر على  تلك المقترحات قال القيادى  في  حركة نداء تونس – حزب الرئيس السبسى - برهان بسيّس، إنه من المفيد "التذكير بأن نقاشنا التونسى الداخلى  يظل ظاهرة صحية ومطلوبة مهما بلغ حجم اختلافاتنا تجاه قضايا مثيرة للجدل مثل المساواة فى الإرث أو زواج المسلمة بغير المسلم".

 

ورفض بسيس تدخل مؤسسات غير تونسية فى هذا الجدل، لافتا الى أن مقترحات السبسى قضايا تهم مجتمعنا التونسى فقط وليس من حق أحد الدخول فى  هذا النقاش.

 

وأضاف عبر صفحته على "فيس بوك" "علينا تحصين أجواء الجدل الفكرى والثقافى بيننا كتونسيين من أى تشويش خارجى فقط عن طريق جعلها رفيعة المستوى راقية المضامين لا تقع مهما بلغ الاختلاف فيها فى مصيدة التكفير المتبادل.. محافظون يكفرون غيرهم دينيا.. وحداثيون يكفرون غيرهم مدنيا".

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان