رئيس التحرير: عادل صبري 09:46 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بـ3 لغات.. شيخ الأزهر يرد على الرئيس الفرنسي: «جهل ومجازفة»

بـ3 لغات.. شيخ الأزهر يرد على الرئيس الفرنسي: «جهل ومجازفة»

أخبار مصر

شيخ الازهر والرئيس الفرنسي

بعد مهاجمته الإسلام

بـ3 لغات.. شيخ الأزهر يرد على الرئيس الفرنسي: «جهل ومجازفة»

كريم أبو زيد 18 أكتوبر 2020 23:30

جدد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، استنكاره، لتكرار استخدام المسئولين الفرنسيين وفى مقدمتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مصطلح "الإرهاب الإسلامي" فى تصريحاتهم عقب حادثة قتل وقعت بالعاصمة الفرنسية باريس، الجمعة الماضية، وراح ضحيتها مدرس للتاريخ عرض صورًا مسيئة للرسول -صلى الله عليه وسلم-.

 

ونشر الإمام الأكبر تدوينة على موقعي التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، بالعربية والإنجليزية والفرنسية، أكد فيها أن "وصفُ الإسلام بالإرهاب يَنُمُّ عن جهلٍ بهذا الدين الحنيف، ومجازفةٌ لا تأخذ في اعتبارها احترام عقيدة الآخرين، ودعوةٌ صريحةٌ للكراهية والعنف، ورجوعٌ إلى وحشية القرون الوسطى، واستفزازٌ كريهٌ لمشاعرِ ما يقربُ من ملياري مسلمٍ".

 

كانت الشرطة الفرنسية كشفت فى وقت سابق عن مقتل رجل في إحدى ضواحي العاصمة باريس، وأكدت أن الضحية قد تم قطع رأسه، وأشارت إلى أن منفذ الهجوم لقي مصرعه إثر إصابته برصاص الشرطة.

 

ونقل موقع روسيا اليوم، عن وسائل إعلام فرنسية، تأكيدها بأن الرئيس إيمانويل ماكرون زار ضاحية باريس حيث ذبح معلم وقطع رأسه بسبب رسوم مسيئة للنبي محمد عرضها في الفصل، وذلك عقب اجتماع طارئ في وزارة الداخلية يوم الجمعة الماضى.

 

وعقب هذه الواقعة أطلق الرئيس الفرنسي ومسئولين آخرين تصريحات معادية للإسلام، لم تكن هذه المرة الأولى، ففى أواخر سبتمبر الماضى أدلى وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، خلال زيارته لمعبد يهودي في بولونيه بيانكور قرب باريس بمناسبة عيد الغفران اليهودي بتصريحات قال فيها: "أنا هنا لتذكير الفرنسيين بالواقع. نحن في وضع دقيق جداً، نحن في حرب ضد الإرهاب الإسلاموي، وربما قمنا بشكل جماعي بتناسي ذلك إلى حد ما".

 

وذكّر دارمانان بأنه تم إحباط "32 هجوماً" في فرنسا على مدى السنوات الثلاث الماضية، موضحاً أن ذلك "يساوي تقريباً هجوماً كل شهر".

 

وأضاف "طلبت من مديرية شرطة باريس تعزيز حماية عدد من المواقع، من ضمنها تلك التي تعد ذات رمزية"، كالمقر السابق لشارلي إيبدو.

 

وقال إن "اليهود بشكل خاص هم هدف للهجمات الإسلاموية"، متحدثاً عن "774 نقطة" من مدارس ومعابد "خاضعة للحماية" وتعبئة أكثر من 7 آلاف شرطي وعسكري الأحد بمناسبة عيد الغفران.

 

 رد شيخ الأزهر

خطاب وزير الداخلية الفرنسي، أغضب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذي استنكر إصرار بعض المسئولين في دول غربية على استخدام مصطلح "الإرهاب الإسلامي".

 

وحذر من عدم الانتباه لما يترتب على هذا الاستخدام من إساءة بالغة للدين الإسلامي والمؤمنين به، ومن تجاهل معيب لشريعته السمحة وما تزخر به من قوانين ومبادئ تجرم الاعتداء على حقوق الإنسان كافة وأولها حقه في الحياة وفي الحرية والأخوة والاحترام المتبادل.

 

وأكد شيخ الأزهر - في بيان صحفي له- أن إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام أو غيره من الأديان السماوية هو خلط معيب بين حقيقة الأديان التي نزلت من السماء لتسعد الإنسان وبين توظيف هذه الأديان لأغراض هابطة على أيدي قلة منحرفة من هذا الدين أو ذاك.

وأضاف: "إن هؤلاء السادة الذين لا يكفون عن استخدام هذا الوصف الكريه لا يتنبهون إلى أنهم يقطعون الطريق على أي حوار مثمر بين الشرق والغرب ويرفعون من وتيرة خطاب الكراهية بين أتباع المجتمع الواحد".

 

وطالب شيخ الأزهر عقلاء الغرب من مسئولين ومفكرين وقادة رأي بضرورة الانتباه إلى أن إطلاق تلك المصطلحات المضللة لن تزيد الأمر إلا كراهية وتعصبا وتشويها لمبادئ الأديان السمحة التي تدعو في حقيقتها لنبذ العنف والحث علي التعايش السلمي بين الجميع.

 

تصريحات ماكرون

وبعد تصريحات الوزير الفرنسي التى أثارت غضب شيخ الأزهر، خرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتصريحات مماثلة.

 

وفي خطاب ألقاه في ليه موروه، أحد الأحياء الحساسة في ضاحية باريس، أعلن ماكرون أن على فرنسا "التصدي للانعزالية الاسلامية" الساعية إلى "إقامة نظام مواز" و"إنكار الجمهورية".

 

وقال ماكرون "ثمة في تلك النزعة الإسلامية الراديكالية .. عزم معلن على إحلال هيكلية منهجية للالتفاف على قوانين الجمهورية وإقامة نظام مواز يقوم على قيم مغايرة، وتطوير تنظيم مختلف للمجتمع"، زاعما أن الإسلام "ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم".

 

وأضاف الرئيس الفرنسي "لا أود أن يكون هناك أي التباس أو خلط للأمور" لكن "لا بد لنا من الإقرار بوجود نزعة إسلامية راديكالية تقود إلى إنكار الجمهورية"، مشيرا إلى "التسرب المدرسي" و"تطوير ممارسات رياضية وثقافية" خاصة بالمسلمين و"التلقين العقائدي وإنكار مبادئنا على غرار المساواة بين الرجال والنساء".

 

وأعلن ماكرون في كلمته عن تدابير عدة مثل إرغام أي جمعية تطلب مساعدة من الدولة التوقيع على ميثاق للعلمانية، وفرض إشراف مشدد على المدارس الخاصة الدينية والحد بشكل صارم من التعليم الدراسي المنزلي، بحسب وكالة فرانس برس.

 

لكنه اعتبر أن السلطات تتحمل قسما من المسؤولية إذ سمحت بتطوير ظاهرة "تحول الأحياء إلى معازل". وقال "قمنا بتجميع السكان بموجب أصولهم، لم نعمد إلى إحلال ما يكفي من الاختلاط، ولا ما يكفي من امكان الانتقال الاقتصادي والاجتماعي". وقال "بنوا مشروعهم على تراجعنا وتخاذلنا".

 

وأعلن ماكرون عن نيته طرح مشروع قانون حول "الانفصالية الإسلاموية" و"تعزيز العلمانية" في التاسع من ديسمبر المقبل بهدف مكافحة النزعات المتطرفة.

 

وأعلن ماكرون تعزيز المراقبة على الجمعيات الإسلامية وتعزيز مراقبة التمويلات التي تتلقاها المساجد في فرنسا، وأشار إلى أن السلطات تعتزم "تحرير إسلام فرنسا من التدخلات الخارجية" في إشارة منه إلى التمويلات التي تأتي من دول إسلامية بالإضافة لاستقدام أئمة من الخارج.

 

ودعا الرئيس الفرنسي إلى "تحسين فهم الدين الإسلامي وتعليم اللغة العربية"، معلنا عن وضع حد لنظام تهيئة الأئمة وتعليمهم في الخارج.

 

وألقى ماكرون هذا الخطاب، بعد هجوم نفذه شاب باكستاني قبل أسبوع في باريس بالقرب من مقر سابق لصحيفة "شارلي إيبدو" المعروفة بعدائها للإسلام ونشر رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

 

 رد مجمع البحوث

هجوم ماكرون على الإسلام، رد عليه مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، فى بيان له، وأكد المجمع اتهامات الرئيس الفرنسي للإسلام بأنها باطلة، ولا علاقة لها بصحيح هذا الدين الذي تدعو شريعته للسماحة والسلام بين جميع البشر حتى من لا يؤمنون به.

 

وأكد رفضه الشديد لتلك التصريحات التي تنسف كل الجهود المشتركة بين الرموز الدينية للقضاء على العنصرية والتنمر ضد الأديان، مؤكدًا أن مثل هذه التصريحات العنصرية من شأنها أن تؤجج مشاعر ملياري مسلم ممن يتبعون هذا الدين الحنيف.

 

وشدد المجمع على أن إصرار البعض على إلصاق التهم الزائفة بالإسلام أو غيره من الأديان كالانفصالية والانعزالية، هو خلط معيب بين حقيقة ما تدعو إليه الأديان من دعوة للتقارب بين البشر وعمارة الأرض وبين استغلال البعض لنصوص هذه الأديان وتوظيفها لتحقيق أغراض هابطة.

 

ودعا مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في بيانه "هؤلاء إلى ضرورة التخلي عن أساليب الهجوم على الأديان ووصفها بأوصاف بغيضة، لأن ذلك من شأنه أن يقطع الطريق أمام كل حوار بنّاء، كما أنه يدعم خطاب الكراهية ويأخذ العالم في "اتجاه من شأنه أن يقضي على المحاولات المستمرة للوصول بهذا العالم إلى مجتمع يرسخ للتعايش بين أبنائه ويقضي على التفرقة والعنصرية.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان