رئيس التحرير: عادل صبري 06:24 صباحاً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

فيديو| سد النهضة.. إثيوبيا تلوح بالحرب وتراوغ في المفاوضات

فيديو| سد النهضة.. إثيوبيا تلوح بالحرب وتراوغ في المفاوضات

أخبار مصر

اثيوبيا تقرر حظر الطيران فوق سد النهضة

بعد حظر الطيران فوقه

فيديو| سد النهضة.. إثيوبيا تلوح بالحرب وتراوغ في المفاوضات

أحلام حسنين 05 أكتوبر 2020 13:11

منذ الثامن والعشرين من أغسطس 2020، توقفت مفاوضات سد النهضة بين الدول الثلاثة "مصر والسودان وإثيوبيا"، وأعقب ذلك حالة من الصمت على مدى الأسابيع القليلة الماضية، إلا أن الجانب الإثيوبي بدا مؤخرا في محاولة تحريك الماء الراكد في أزمة السد.

 

أعادت إثيوبيا الحديث عن ملف سد النهضة للسطح مرة أخرى، تارة باستعراض قدراتها العسكرية في تأمين السد والتصدي لأي هجوم، وقرارها المفاجئ بحظر الطيران فوق السد، وتارة أخرى بإبداء رغبتها في استئناف المفاوضات وعدم إلحاق الضرر بكل من مصر والسودان، لتترك وراءها كثيرا من علامات الاستفهام حول ما ستحمله الأيام المقبلة؟.

وكانت آخر جولات مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان، برعاية الاتحاد الأفريقي، قد انتهت قبل شهر، بعد أسابيع من الاجتماعات اليومية والتي لم تنته بسوى مزيد من الفشل، وعدم التوصل لاتفاق ملزم لإثيوبيا ويرضي مصر والسودان، كما أعلنت ذلك مرارا وزارة الري والموارد المائية المصرية. 

 

 

حظر الطيران فوق السد

 

وبينما كان يخيم الصمت الرهيب، بحسب وصف خبراء، على ملف سد النهضة طيلة الأسابيع الماضية، وتحديدا منذ توقف المفاوضات في 28 أغسطس الماضي، قررت إثيوبيا بشكل مفاجئ حظر الطيران في مجالها الجوي فوق سد النهضة لأسباب أمنية. 

 

وحسبما أفاد موقع "ريبورتر"، ونقل عنه "موقع "بي بي سي عربي"، قال المدير العام للطيران المدني الإثيوبي، العقيد ويسنيليه هونيغناو، إنه بعد المشاورات مع الأجهزة الأمنية ذات الصلة، تم إغلاق المجال الجوي في ولاية بنيشنقول-جوموز الإقليمية، شمال غرب إثيوبيا، حيث يتم بناء السد، أمام جميع الرحلات الجوية.

 

وأكد المدير العام للطيران الإثيوبي أنه لن يتم السماح لطائرات الركاب أو البضائع بالتحليق فوق السد، لكن يمكن الحصول على تصريح عند تقديم طلب.

 

استعراض القوة العسكرية

 

يأتي قرار حظر الطيران فوق سد النهضة، بعد يومين من تصريح لقائد القوات الجوية الإثيوبية الجنرال يلما مرديسا، بأن سلاح الجو قام بتحديث طائراته المقاتله، وأصبح قادرا على حماية السد من أي هجوم.

 

وأضاف مرديسا، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، أن قواته تمتلك قوة ضاربة ومتطورة، وترصد المجال الجوي القريب من سد النهضة، ولا يسمح بالاقتراب من المجال الجوي للسد.

 

وتابع: "لا يمكن حتى لطائر أن يمر بدون إذن منا"، لافتا إلى أن القوات الجوية أصبحت مجهزة بشكل أفضل من أي وقت مضى بأعضائها وأفرادها والتكنولوجيا الحديثة، مؤكدا أنه يتم تأمين سد النهضة على مدار اليوم.

 

وقال قائد القوات الجوية الإثيوبي، وفقا لما نقله موقع "روسيا اليوم"، إن إثيوبيا تمتلك طائرات ومقاتلات لديها القدرة على الطيران لمسافات بعيدة وفي مدة زمنية أكبر من 4 ساعات، منوها إلى أن القوات الجوية تدرك أهمية حماية سد النهضة من أي هجوم، وستواصل مراقبة السد وحمايته.

 

آبي أحمد: لا نريد الضرر لمصر والسودان

 

على الجانب الآخر من تصريحات قائد القوات الجوية الإثيوبي، كانت هناك تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أعرب خلالها عن أمله في التوصل إلى نتيجة بشأن سد النهضة" مع دولتي المصب مصر والسودان.

 

وقال آبي أحمد، خلال كلمته بالجمعية العامة للأم المتحدة في نيويورك الأسبوع الماضي، إن سد النهضة يستهدف المحافظة على الموارد المائية لإثيوبيا، والتي كانت تتبخر في دول المصب، مؤكدا أن الغرض من إقامة السد ليس إلحاق الضرر بأي دولة، وإنما هو سعي لتلبية احتياجات مواطني لإثيوبيا من الكهرباء. 

 

وكان السفير دينا مفتي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، قد صرح بأن بلاده ترغب في استئناف المفاوضات بشأن سد النهضة.

 

 

السيسي: مسألة أمن قومي

 

وعلى الجانب المصري أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه مع رئيس كينيا أوهورو كينياتا بقصر الآتحادية ، أمس الأحد، على الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعب المصري باعتبارها مسألة أمن قومي. 

 

وشدد الرئيس السيسي على تمسك مصر بحقوقها المائية، من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.

 

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأنه قد تم التوافق على تكثيف التنسيق بين البلدين بشأن تلك القضية الحيوية خلال الأيام المقبلة. 

 

سبب تعثر المفاوضات 

 

وأما عن أسباب تعثر مفاوضات سد النهضة طوال السنوات الماضية، فقد رأت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأفريقية، أن السبب في تعثر المفاوضات هو إصرار إثيوبيا على أن تكون المتحكم الوحيد في مياه نهر النيل، خاصة أن لديها المنبع الذي يصلنا منه المياه.

 

وقالت عمر، خلال لقائها على فضائية "TeN"، إن قضية سد النهضة أصبحت قضية قومية في إثيوبيا، لافتة إلى أن هناك عددا من المشكلات الداخلية هناك ومن مصلحتهم أن يجمعوا الشعب على قضية واحدة.

 

 

وأشارت إلى أن هناك  دعما أمريكيا لإثيوبيا لبناء سد النهضة بشكل لا مثيل له، رغم أن أمريكا أوقفت المعونة عن إثيوبيا، منوهة إلى أن إثيوبيا لها دور إقليمي في عدد من القضايا الأفريقية.


مقترحات للتفاوض

 

ومن جانبه قدم محمد نصر الدين علام، وزير الري والموارد المائية الأسبق، بعض المقترحات للتفاوض والتعاون مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، وفي مقدمتها عدم المساس بحصة مصر المائية، وعدم قيام أى دولة بأى مشروع أو تحرك مستقبلى منفرد على نهر النيل وروافده الاساسية.

 

وأكد علام، خلال منشور له عبر صفحته على موقع فيس بوك، ضرورة منع أى اتفاقية أو مطالبة بتقليل الحصص المائية التاريخية، وعدم الإضرار المتعمد بمصر خاصة فى مواسم الجفاف.

 

وعن إمكانية التعاون مع إثيوبيا، أكد وزير الري الأسبق ضرورة التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل السد الإثيوبى، بما يعظم من كهرباء السد ويقلل الإضرار على دولتى المصب.

 

وأوضح علام أنه لا مانع من تشجيع قيام منظمة لحوض النيل الشرقى تضم إثيوبيا والسودان ومصر، وأيضا من الممكن أن تشمل جنوب السودان وأريتريا، بهدف تنمية هذه الشعوب وتعاونها.

 

واقترح أن يكون هناك تعاون بين دول المنظمة فى مشاريع استقطاب الفواقد وزيادة إيراد النهر لصالح شعوبه، وإمكانية تطوير النقل النهرى، وتنمية الثروة السمكية، وتنمية وتطوير وانشاء المشاريع الكهرومائية.

 

ورأى علام بضرورة إعطاء أولوية للاستثمار والتعاون التجارى والثقافى والتعليمي والاقتصادى والأمنى لدول المنظمة، وإمكانية الربط الكهربى والطاقة بين دول المنظمة.

 

وتسبّب سد النهضة الإثيوبي في نزاع بين مصر وإثيوبيا منذ أن بدأ البناء العملاق في عام 2011، وتخشى مصر ألا يسمح السد بمرور كمية كافية من المياه أثناء فترات ملء الخزان، ما يؤثر بشكل خطير على سكان مصر البالغ عددهم 100 مليون نسمة، حيث يعتبر النيل بالنسبة لهم المصدر الوحيد للمياه تقريبًا.

 

ولعبت واشنطن دور الوسيط في المفاوضات الجارية بين إثيوبيا والسودان ومصر، للوصول لحل للقضايا العالقة بين الأطراف بشأن سد النهضة، لكن وبعد مفاوضات ماراثونية رفضت إثيوبيا التوقيع على صيغة اتفاق اعدتها واشنطن بالتعاون مع البنك، فيما وقعت عليها مصر بالحرف الأولى، بينما وافق السودان على مسودة الاتفاق لكنه ربط توقيعه بالتوقيع الإثيوبي لتجنب اتساع الفجوة بين الأطراف الثلاثة.

 

ولم تتمكن الدول الثلاث من الوصول إلى توافق بجدول محدد حول التصرفات المائية المنطلقة من سد النهضة في الظروف الهيدرولوجية المختلفة للنيل الأزرق. ولا توجد إجراءات واضحة من الجانب الإثيوبي للحفاظ على قدرة السد العالي على مواجهة الآثار المختلفة التي قد تنتج عن ملء وتشغيل سد النهضة، خصوصا إذا واكب ذلك فترة جفاف أو جفاف ممتد لعدة سنوات متتابعة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان