رئيس التحرير: عادل صبري 10:47 مساءً | الأربعاء 14 مايو 2025 م | 16 ذو القعدة 1446 هـ | الـقـاهـره °

شيرين وشريف.. قصة توأمان يحلمان برؤية أبويهما ولو لمرة واحدة

شيرين وشريف.. قصة توأمان يحلمان برؤية أبويهما ولو لمرة واحدة

أخبار مصر

التوأمان شريف وشيرين

«خايف أموت واختى تبقى لوحدها»

شيرين وشريف.. قصة توأمان يحلمان برؤية أبويهما ولو لمرة واحدة

آيات قطامش 17 سبتمبر 2020 23:18

صبيٌ كبُر قبل أوانه وخوفٌ بات يطرق بابه ويؤرق منامه، من أن يترك الدنيا في أي لحظة ويرحل وتصبح شقيقته دون سند بعد الله في هذه الحياة.. مشاعر مختلطة جعلته يقرر البحث عن أسرته التي لم يرها قط، بعدما وجد نفسه وشقيقته يكبران يومًا بعد يومًا ويفتحان أعينهما على الدنيا داخل إحدى دور الرعاية بحي المعادي وبرفقتهما أطفال مثلهم ليس لهم أب أو أم. 

 

 

أمنية وحيدة باتت تراود خيال  "شريف وشقيقته شيرين" ليست مستحيلة إن كان أبواهما على قيد الحياة، فقط يرغبان في رؤية والديهما حتى ولو لمرة واحدة فقط، ويحلمان ليل نهار في معرفة ملامحمها ونبرات صوتهما وهيئة جسمانهما وأسمائهما، لا يهمهما المستوى المادي أيًا كان فقط كل ما بات يشغل بالهما أن يسوقهما القدر لهما لرؤيتهما وإشباع أعينهما بهما والارتماء في أحضانهما.. 

 

 

"ياااه لو لاقيت أسرتي اللي نفسي أشوفها واحضنها بعد كل السنين دي..احنا كبرنا بعيد عنهم وعندنا أمل إننا نلاقيهم حتى لو نشوفهم مرة واحدة في العمر.."؛ كلمات جرت على لسان "شريف" تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لمساعدته في العثور على ذويه هو وشقيقته شيرين، اللذان لم تلتق أعينيهما بأعين والديهما منذ مجيئهما إلى هذه الدنيا، فقررا  البحث عن عائلتهما عبر الفضاء الالكتروني..

 

 

الشقيقان التوأم شريف صلاح على محمد وشيرين يبلغان الآن من العمر 21 عام، تم العثور عليهما في منطقة الجمالية أو منطقة قريبة منها  حينما كانا  عمرهما عام، حيث يقول شريف لـ "مصر العربية": حينما فتحنا أعيننا على الدنيا وجدنا أنفسنا في الدار سنة 1999، وعلمنا من شهادة استخرجها لنا الملجأ أن تارخ ميلادنا 17 يناير 1998 بمكتب صحة الجمالية ثاني". 


 


 

ولكن بحكم القانون ترك شريف الدار حينما بلغ من العمر 18 عام، أما شقيقته فينتظرها المصير ذاته عندما تبلغ 25 عامًا، وهو ما يؤرقه كثيرًا، ويجعله يواصل الليل بالنهار في العمل حتى يتمكن من توفير كل متطلباتها أما حلم الشقة أو مكان يأويهما فيحاول رغم أنه يراه صعب المنال لارتفاع الأسعار. 

 

لم تقف قصة التوأم عند هذا الحد، فهناك تفاصيل أخرى تستحق أن تروى سردها "شريف" لـ "مصر العربية"..

 

فرغم أن شريف حلم باستكمال تعليمه وأن يصبح يومًا ذا شأن عظيم، إلا إنه سرعان ما تنازل عن تلك الأمنيات التي رآها صغيرة أمام توفير الأمان والراحة لشقيقته كونها ليست لها غيره في هذا الحياة..

 

 فقرر ترك التعليم وهو في الصف الأول الثانوي وخرج يطرق أبواب سوق العمل، فما بين قضاء يومه  في إحدى ورش السيارات مرورًا بالعمل بالبازرات خاصة أنه يجيد الانجيليزية والفرنسية على حد قوله، وانتهاءً بالوقوف في أحد محال الأجهزة الالكترونية... تمكن "شريف" من توفير مورد دخل ساعد به شقيقته في سنوات دراستها  إلى أن صارت الآن في الفرقة الرابعة بكلية الحقوق.


 


 

 

وتابع: نحن الاثنان ليس لنا الآن في الحياة سوى بعضنا البعض فأنا اعتبر شيرين أمي وهي تعتبرني أسرتها، كما أنني قررت العمل حتى اتمكن من جعلها ترتدي أفضل الثياب ولا تشعر أنه ينقصها شئ فما معي هو لها، ولا يهمني سوى راحتها، ومن أجلها في المقام الأول قررت البحث عن أهلنا  فلا اريد أن افارق الحياة وأترك اختى وحدها، فضلًا عن أن أمنية حياتي الوحيدة تتلخص في رؤية والدي".

 

وأضاف: " لو بابا وماما مش عايزني مش مشكلة بس اشوف شكلهم اعرف اصلي مين؟..أهلي مين؟.. المهم عندي اني اشوفهم ..خايف ربنا يفتكرني واختي تكون لوحدها، كما أن قانون الملجأ ينص على أننا لما نوصل 25 سنة لازم نمشي.. وأنا بشتغل عشان محسس اختي إنها ناقصها حاجة، وتكون حاجتها كاملة ومتبصش إن دي أحسن منها، ولو جه حد يرتبط بها ميقولهاش انتي مش متعلمة او بنت ملجأ". 

 

وعن مكان مبيته بعد ترك الدار حينما بلغ من العمر 18 عام،  يقول شريف لـ مصر العربية: أبيت ليلتي في المحل الذي اعمل به، على مدار الـ 24 ساعة، أما شقيقتي فلازالت في الدار مع الفتيات ولكنها تدفع ثمن إقامتها. 

 

 ترك شريف رسالة أخيرة جعلها تجوب الفضاء الالكتروني قال فيها : "دي صورنا واحنا صغيرين وبعد ما كبرنا، حلمي من سنين إني ألاقي أهلي وأعرف شكلهم وأساميهم وأعيش معاهم أنا وأختي.. أنا عارف إنكم بتدوروا عليا وثقتي في الله إننا هنتجمع ونتلاقي قريب، احساس صعب أوي انكً تبقى عارف إن لك أهل ومش عارفهم,,ساعدونا نوصل لأهلنا"..

 

لم يبق لشريف وشقيقته شيرين سوى صورة لهما بمثابة حلقة الوصل الوحيدة بينهما وبين الماضي، حينما كانا صغار، يتشبثان بها اينما ذاهبا علها تقودهما يومًا ما إلى حيث يقبع والديهما في هذه الحياة.. 

 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان