رئيس التحرير: عادل صبري 08:24 صباحاً | الأحد 08 يونيو 2025 م | 11 ذو الحجة 1446 هـ | الـقـاهـره °

من بائع الفريسكا لبائعة الأحذية.. قصص نجاح ولدت من رحم المعاناة

من بائع الفريسكا لبائعة الأحذية.. قصص نجاح ولدت من رحم المعاناة

آيات قطامش 01 سبتمبر 2020 22:27

لم يكد الحديث عن  قصة بائع الفريسكا المتفوق الذي حصد 99.6% في الثانوية العامة ينتهي بعد، حتى جابت حكاية "آية" بائعة الأحذية فضاء مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا، فكلاهما انهال عليه سيل من المكالمات والكاميرات أيضًا، إثر انتشار قصتهما التي تحمل بين ثناياها الكثير من معاني التحدي والكفاح مثلما قال الكتاب، وهو ما حدث ايضًا قبل أعوام مع الدكتور مريم "ابنة البواب" حينما كانت في الثانوية العامة قبل أن تحقق حلمها بالالتحاق بكلية الطب. 

 

بائعة الأحذية.. صاحبة الـ 99.5%

على فرشة بسيطة إلى جانب صفوف الأحذية و"الشباشب"المتراصة إلى جوار بعضها البعض،  كانت تجلس الفتاة تستذكر دروسها أثناء عملها لمساعدة والدتها، في ظل طقس تارة يكون قارس البرودة وتارة أخرى شديد الحرارة، ووسط مزيج من الأصوات تايتها من هنا وهناك، فلا خيار ثالث أمامها فما بين الدراسة وبيع الأحذية كانت تقضي تلك الطالبة يومها، وحينما تعود للبيت تعد الطعام وتطمئن إلى أن الجميع خلد للنوم، ثم تبدأ سهرتها لتذاكر لعدة ساعات متواصلة، فرغم كل هذا إلا أن قصة الكفاح هذه تكللت في نهاية المطاف بحصولها على مجموع 99.5%  في الثانوية العامة.

 

بائعة الأحذية تلك تُدعى آيه طه حسين، وهي ابنة شبرا خيت بمحافظة البحيرة،  ذاع صيتها بعد مقطع مصور التقطه لها أحدهم وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

فـالأم كانت  تخرج كل صباح تفترش الرصيف بالـشباشب والأحذية طلبًا للقمة العيش الحلال، ثم تأتي ابنتها طالبة الثانوية العامة عقب انتهاء يومها الدراسي لساعد والدتها في العمل.

 

 كما كانت "آيه" تقتنص الأوقات فيما بين الدروس لتعود إلي أمها  مجددًا ولا تترك المكان إلا بعد جمع البضاعة  معها حيث تقول "مقدرش اسيب امي لوحدها الحاجة كتير وهي صعب تلمها".

 

 

 

فـ آيه تعلمت المسئولية منذ كانت صغيرة نتيجة مرض والدها الذي الزمه الفراش، ومنعه من العمل، فصارت هي وأمها عمودا البيت، كل هذا لم يجعل شعلة النشاط تنطفئ داخل "آيه" فكلما تراجعت قليلًا  كانت والدتها تشحن عزيمتها من جديد بكلمات التشجيع. 

 

تعب وسهر وشقى ليال تكلل في نهاية المطاف بنجاح كبير "لبائعة الأحذية" التي صار يناديها الجميع الآن بـ "الدكتورة آيه" بعدما حصدت مجموع 99.5 % واضحت من أوائل الثانوية العامة، وبالفعل حصلت الفتاة المجتهدة المثابرة على جواب الترشيح لكلية طب الاسكندرية، وحينها تمنت فقط لو يتم تخفيض المصاريف بعض الشئ.

 

فإذا بها تفاجئ بإتصالات لكبار المسئولين في الأوقاف يزفوا عليها خبر إعطائها منحة دراسية والتكفل بمصاريف تعليمها، كما صار يقصد بيتها ومحل عملها برفقة والدتها الكثير من الكاميرات مثلما كان الحال مع بائع الفريسكا قبل أيام.

 

حيث أمر شيخ الأزهر بيت الزكاة بالتكفل بكافة النفقات الدراسية لبائعة الأحذية الحاصلة على 99.5% فى الثانوية العامة.


كما وافق أمين عام بيت الزكاة والصدقات، اللواء محمد عمرو، على طلب الإعلامية عزة مصطفى بعلاج والد آيه المصاب الغدة الدرقية. 

 

 

 

بائع الفريسكا ..صاحب الـ 99.6 %

 

على شواطئ الإسكندرية كان يجوب الشاب الصغير الذي يحمل داخله حلمًا كبير بأن يصبح ذات يوم جراحًا  وهو ينادي "فريسكاااا"، قاطعًا  الشاطئ ذاهبًا وايابًا، وهو يحمل فوق أحد كتفيه صندوق يحوى الفريسكا كي يبيعها للمصطافين لمساعدة والده في جلب قوت يومهم.

 

هكذا كان يقضي إبراهيم عبد الناصر ابن الاسكندرية اجازته الصيفية كل عام لمساعدة والده، فبعد سنوات من الشقاء والكفاح من أجل لقمة العيش مع الاهتمام بالمذاكرة، حصد إبراهيم في الثانوية العامة 2020 على   408.5 درجة في الثانوية بمجموع 99.6%، ويستعد للالتحاق بكلية الطب جامعة الإسكندرية فى العام الدراسي المقبل.

 

ولأن لكل مجتهد نصيب ولأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا؛ كانت مفاجأة من نوع خاص في انتظار ذاك الشاب لم تكن على البال أو الخاطر بعدما التقط له احدهم مقطعًا مصورًا، يسرد فيه "إبراهيم" قصة تفوقه ومساعدته لوالدته؛ حيث انهالت عليه الاتصالات من كل حدب وصوب. 

 

وقرر وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبدالغفار يومها، منح الطالب منحة مجانية شاملة المصاريف، طوال سنوات دراسته في كلية الطب، بجامعة الإسكندرية.

 

وفي مساء نفس يوم انتشار الفيديو، قررت إحدى شركات الاتصالات، دعمه بكورسات علمية، ومستلزمات تعليمية، بمبلغ 100 ألف جنيه سنويًا، فضلا عن هدايا رجال الأعمال الأخرى، المادية وغيرها.

 

أما وزارة الشباب والرياضة فاستضافته ومنحته  دراجة رياضية من المبادرة الرئاسية "دراجتك صحتك"، بالإضافة لتأكيد "صبحي" على أنه سيكون من أوائل الطلاب الذين يشاركون في الرحلات التي تدعمها الوزارة لأوائل الثانوية العامة خلال الفترة المقبلة.

 

 

 

ابنة البواب .. صاحبة الـ 99% 

 

في غرفة صغيرة كانت تجلس ابنة حارس أحد العقارات بمدينة نصر، كي تستذكر دروسها وبعد سهر ليال طوال حصدت تلك الفتاة على مجموع 99% في الثانوية العامة لعام 2017، والتحقت بكلية الطب وكانت حينها "مريم" حديث الجميع، كونها تحدت كل هذه الظروف بل وتفوقت ايضًا، لم تقتصر قصة نجاح تلك الفتاة العشرينية عند هذا الحد ولكنها في عامها الأول بكلية الطب تمكنت من أن تحصل على تقدير امتياز حيث كانت تستذكر دروسها في غرفة اهداها لها الجيران فوق سطح المنزل. 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان