لم يمر سوى  يومان على فك لغز جريمة الطالبية التى وقعت أحداثها قبل عام، بعد اعتراف الأب بارتكاب الجريمة من خلال تمزيق جسد ابنته بسبب إلقائها مبلغًا ماليًا في القمامة، حتى كشفت التحقيقات عن واقعة جديدة لا تقل في قسوتها عن الحادثة سالفة الذكر. 

 

ذبح 3 من ذويه 

 

الجريمة الجديدة التي كشفت النيابة العامة عن تفاصيلها اليوم الخميس، دارت أحداثها في أحد العقارات بـ"عزبة عثمان" بكفر الدوار، بعدما شرع شخص بذبح 3 من ذويه  هم ابنة عمه وطفلتيها  إثر مشادة نشبت بينهما بحسب اعترافات المتهم. 

 

وبحسب النيابة العامة، فإنّ البداية كانت بتلقي  إخطارًا من مباحث قسم شرطة كفر الدوار يفيد العثور على ثلاثة جثامين لسيدة وطفلين منحورة أعناقهم. 

 

وبناءً على هذا الإخطار، انتقلت النيابة العامة لمناظرتهم في عقار بـ(عزبة عثمان) بدائرة القسم، وانتدبت «الطبيب الشرعي» لإجراء الصفة التشريحية على الجثامين الثلاثة، وتم سؤال والدة المتوفاة وعمها اللذين أكدا وجودَ خلافاتٍ دائمة بين المجني عليها وأهل زوجها.

 

سلسلة فضية وسكين

 

فيما أكدت تحريات الشرطة أن مرتكب الواقعة هو نجل عم المجني عليها، فأمرت «النيابة العامة» بضبطه لاستجوابه، والذي أرشد الشرطة خلال ضبطه عن سلاح الجريمة (سكين)، الذي عُثر عالقًا به آثار دموية، كما عُثر على (سلسلة فضية) بمسرح الجريمة أقرَّ المتهم أنها مِلكه، وأنه فقدها خلال ارتكابه الواقعة.

 

وخلال التحقيقات  أقرَّ المتهم  بارتكابه الواقعة وقتله المجني عليهم الثلاثة إثرَ مشادَّة بينه وبين المجني عليها لمحاولته التعدي عليها، إذ قتلها وقتل نجلَيْها بعدما رأياه يرتكب جريمته، وقد أجرى المتهم محاكاة لكيفية ارتكاب جريمته خلال معاينة تصويرية أجرتها «النيابة العامة» بمسرح الجريمة.

 

من جانبها؛  أمرت «النيابة العامة» بحبس المتهم أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، واستدعت عددًا من الشهود لسماع أقوالهم، وأرسلت إلى «الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية» كاميراتِ مراقبة خاصة بحانوت مطلٍّ على العقار محل الجريمة؛ لتفريغه بيانًا لما فيه من لقطات تُفيد التحقيقات. 

 

 وكذا أرسلت «النيابة العامة» سلاح الجريمة وملابس المتهم إلى «مصلحة الطب الشرعي» بيانًا لما قد يكون عالقًا بها من آثار بيولوجية خاصة بأحد المجني عليهم، وجارٍ استكمال التحقيقات.

 

 

 

يذكر انه في السابع والعشرين من أغسطس الجاري؛ كشفت النيابة العامة عن مرتكب جريمة الطالبية إثر غموض حول تلك الواقعة استمر لقرابة العام. 

 

ففي الرابع والعشرين من شَهرِ أبريل ٢٠١٩ تلقت «النيابة العامة» إخطارًا يفيد العثور على جزء سُفليٍّ من جثمان أنثى ملقى بشارع (عمر بن الخطاب) بالطالبية، ثم العثور على أشلاء أخرى أسفل (محور الضبعة) بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي. 

 

 وانتقلت النيابة وناظرت الأشلاء في المنطقتين، وانتدبت خبراء «مصلحة الطب الشرعي» لمضاهاة البصمة الوراثية بينها، فأثبت تقرير المصلحة أنها جميعًا لجثمان أنثى واحدة بِكر.

 

حينها لم تتمكن تحريات الشرطة من التوصل إلى ملابسات الواقعة أو تحديد هوية المجني عليها، فحفظت «النيابة العامة» الدعوى بأمر أَن لَا وجْهَ لإقامتها؛ لعدم معرفة الفاعل، مع تكليف الشرطة بموالاة البحث والتحري لتحديده.

إلا أن أدلة جديدة ظهرت  في الدعوى، وبناء عليه أمرت «النيابة العامة» بإلغاء الأمر بأن لا وجهَ الصادر فيها، واستئناف التحقيقات؛ حيث تمكنت تحريات الشرطة في الثالث والعشرين من شهر أغسطس الجاري من تحديد هوية المجني عليها المتوفاة، وأكدت أن والدها هو مَن قتلها لخلافات بينهما اعتاد خلالها التعدي عليها سبًّا وضربًا، وذلك بعد أن أبلغت سيدةٌ عن عثورها على شقيق المجني عليها خلال شروعه في العمل بائعًا متجولًا بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة، والذي أعلمها -بعدما اطمئن إليها- أن والده قتل شقيقته.

 

 

وكشفت تحقيقات «النيابة العامة» أن المجني عليها بعدما انفصل والداها -منذ سنوات- أقامت مع والدتها حتى تزوجت الأخيرة بآخر، فانتقلت للإقامة مع والدها وشقيقيها، ونشبت خلافات بينها وبين زوجة والدها، فأخذت المجني عليها مبلغًا نقديًّا كبيرًا من مسكن والدها سلمته إلى شقيقها في كيس وأوهمته أنه يحوي قمامة فألقاه، وكان قصدها من ذلك الانتقام من سوء معاملتها، فعلم والدها بذلك فقتلها.

 

ثم ادعى لشقيقيها إيداعَها «مستشفى الأمراض العقلية» لإصابتها بآفة عقلية، ولكنَّ أحد الصبيَّيْنِ لم يطمئن لهذا الادعاء ففرَّ هاربًا من والده حتى لاقته سيدة اطمأن إليها وأبلغها بالواقعة، فأبلغا الشرطة التي أجرت تحرياتها وكشفت ملابسات الحادث.

 

وسألت «النيابة العامة» الصبيين اللذين أكدا ارتكابَ والدهما وزوجته الجريمة، وأمرت «النيابة العامة» بضبط المتهم وزوجته. 

 

 

 فضُبط الأول وأقرَّ في التحقيقات بارتكابه واقعة قتل ابنته على إثر خلاف بينهما لإلقاء نجلته مبلغًا كبيرًا في القمامة، وأنه ألقى بأشلاء جثمانها في أماكن متفرقة في محاولة لإخفاء جريمته، ثم حاول التودد إلى ابنيه حتى لا يفضحا أمره، ولكن أحدهما فرَّ منه، وفُضح أمره.

وحاكى المتهم كيفية ارتكابه الجريمة خلال معاينة تصويرية أجرتها «النيابة العامة» بمسرح الحادث، وكذا تطابقت أقوال الابن الأخير للمتهم مع أقوال شقيقه بشأن الواقعة.

وأمرت «النيابة العامة» بحبس المتهم أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وإيداع ابنيه إحدى دور الرعاية الاجتماعية.