رجل في عقده الرابع من عمره قرر التخلص من حياته بإلقاء نفسه من الطابق الرابع لمستشفى الصدر بالعباسية، بعد يوم من حجزه بغرفة العزل، بعدما تبيّن من نتائج إصابته بفيروس كورونا إيجابية.

 

الواقعة تعود إلى يومين، ولكنها انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، ما أثار تساؤلات عما إذا كان يعاني المريض من حالة نفسية أم فقط لأنه مصاب بكورونا؟.

 

 

واقعة الانتحار

 

تعود بداية الواقعة إلى بلاغ إلى قسم شرطة ثان مدينة نصر، بسقوط مريض من الطابق الرابع بغرفته بمستشفى الصدر بالعباسية، تبين بعد ذلك من خلال التحريات والتحقيقات أن الشخص المتوفى أقدم على الانتحار بعد علمه بإيجابية نتائج تحليل كورونا.

 

وفقًا للتحريات فإنّ المتوفى توجه إلى مستشفى الصدر لشعوره بأعراض فيروس كورونا، وبعد يوم واحد فقط من حجزه بغرفة العزل بعد التأكد من إصابته بالفيروس، ألقى بنفسه من شرفة غرفة العزل، حتى سقط جثة هامدة، تعرض على إثرها إلى كسر في الجمجمة ونزيف داخلي أودى بحياته.

 

 

وبحسب مصادر أمنية، فإن الشخص المنتحر في عقده الرابع، وأصيب بحالة خوف واكتئاب بعدما علم بإصابته بفيروس كورونا، لذا قرر التخلص من حياته.

 

وتحرر محضر بالواقعة، وقد أثبتت التحريات الأولىة عدم وجود شبهة جنائية، وتم التصريح بدفن الجثة وتسليم الجثمان إلى أسرة المتوفى.

 

ووجهت نيابة مدينة نصر بتشريح جثة الشخص الذي أقدم على الانتحار بعد إصابته بفيروس كورونا، وعرضها على الطب الشرعي لبيان أسباب الوفاة، وبيان إذا ما كانت هناك شبهة جنائية  من عدمه، وإعداد تقرير بالواقعة.

 

هل تعرض لاكتئاب؟

 

وبحسب الدكتور محمد عيد، مدير مستشفى صدر العباسية، فإن الشخص الذي أقدم على الانتحار داخل المستشفى تم احتجازه لمدة 24 ساعة فقط قبل الانتحار.

 

 

وأكد عيد، خلال تصريحات صحفية، أن المريض لم تظهر عليه أية أعراض نفسية خلال تواجده بالمستشفى، وكان يتعايش بشكل طبيعي، ويتناول الطعام والأدوية، ولم يلاحظ الأطباء أي تصرفات غير طبيعية تصدر من المريض.

 

وكانت نيابة مدينة نصر، قد أمرت باستدعاء الطبيب المعالج وشهود العيان،  لسؤالهم حول واقعة قيام مريض مصاب بفيروس كورونا بالتخلص من حياته بالانتحار .

 

149 خضعوا لعلاج نفسي

 

لم يكن ذلك الشخص الذي قرر التخلص من حياته هو وحده من دفعته الإصابة بفيروس كورونا لمحاولة الانتحار، فهناك بعض المرضى من تعرضوا للاكتئاب ولكن باءت محاولاتهم للانتحار بالفشل.

 

وبحسب الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، فإنه 149 مصابا بكورونا في مستشفيات العزل، خضعوا لعلاج نفسي، فضلا عن تلقي ١٠٤٧ مكالمة هاتفية في شهر إبريل فقط لأشخاص يحتاجون للدعم النفسي بسبب فيروس كورونا.

 

وأشارت أمانة الصحة النفسية، في بيان سابق لها، أن بعض المصابين بكورونا حاولوا بالفعل الانتحار، حيث ظهرت عليهم أعرض الاكتئاب الحاد.

 

 

وأكدت الأمانة أنها تواصل تقديم خدمات الدعم النفسي بمستشفيات العزل، وتبين من خلال رصد الموقف على أرض الواقع أنه من الضروري التواجد داخل المستشفيات لتقديم الدعم النفسي للمصابين بفيروس كورونا.

 

وأوضحت أنه خلال الفترة من 19 إبريل حتى 29 إبريل، تم تقديم خدمات الصحة النفسية لـ 149 مريض بكورونا في  ١٢ مستشفى عزل بمحافظات الجمهورية.

 

وعن أبرز الأعراض التي ظهرت على المصابين داخل مستشفيات العزل، القلق، والخوف، وصعوبة النوم، وأعراض ذهانية، وفقدان الشهية، وهوس، واكتئاب، ومحاولات الانتحار، وهلع"، وهو ما يستدعي التدخل الطبي للعلاج النفسي.