منذ عقود يُستخدم عقار "بلاكنيل" كدواء مضاد للملاريا وعلاج أمراض المناعة الذاتية مثل "الذئبة" والتهاب المفاصل، ومؤخرا أجرى البروفسور ديدييه راوول، مدير المعهد الاستشفائي الجامعي في مرسيليا، تجربة سريرية أظهرت أن هذا العقار يمكن أن يُساهم في القضاء على فيروس كورونا المستجد.
فقبل يومين أعلنت شركة "سانوفي" الدوائية الفرنسية عن تجربتها في استخدام عقار "بلاكونيل" مع مرضى فيروس كورونا، والذي حقق نتائج واعدة، وبمجرد نشر هذه التجربة حتى سارع البعض إلى الصيدليات ليسحب الدواء تحسبا لإعلانه علاجا لفيروس كورونا المستجد.
وقد أجرى البروفسور ديدييه راوول دراسته على 24 مريضا بفيروس كورونا، وتبين أن الفيروس اختفى من أجسام معظم المرضى بعد 6 أيام من تناولهم لعقار "بلاكونيل"، المكون من جزئيات من "هيدركسي كلوروكين".
وبعد الدراسة التي أجراها البروفسور راوول، أبدت مجموعة "سانوفي" الدوائية الفرنسية، خلال تغريدة لها على تويتر، استعدادها لتقديم ملايين الجرعات من بلاكونيل للسلطات الفرنسية، بعدما حقق نتائج واعدة في معالجة مرضى فيروس كورونا، حسبما ذكرت "سكاي نيوز".
وكما حدث في أزمة الكحول والمطهرات والكمامات يبدو أنه سيتكرر المشهد مع دواء "بلاكنيل"، فمنذ الإعلان عن نتائجه مع مرضى فيروس كورونا، وأسرع البعض إلى شراء الدواء، مما يوشك بأزمة في توافر الدواء بالصيدليات دون مبالاة بحاجة المرضى إليه.
منى فرغلي، مريضة روماتويد، تقول إنها تعاني من هذا المرض منذ أكثر من 20 عاما، وفي ذلك تستخدم "بلاكونيل" فهو بالأساس علاج أمراض المناعة الذاتية والمفاصل، ولكن منذ الإعلان عن استخدامه مع مرضى كورونا لم تجده في الصيدليات، مضيفة "مش عارفة أعمل إيه دلوقتي".
وتقول الصيدالنية مروة فؤاد، إن دواء بلاكونيل أخذ في التناقص من الصيدلية، مؤكدة أنه على مدار اليومين الماضيين يتم سحبه من الصيدلية بشكل غير طبيعي.
وقال الصيدلي عبد اللطيف أحمد إنه أخر علبه من دواء بلاكنيل تم سحبها أمس، مؤكدا أنه اختفى من صيدليات كثيرة منذ الإعلان عن استخدامه في علاج فيروس كورونا، محذرا من أنه سيبب أزمة لمرضى الروماتويد.
وأضاف أحمد لـ"مصر العربية" أن سعر "بلاكنيل" 90 جنيها، ولكن من المتوقع أن تستغل بعض الصيدليات أزمة نقص الدواء في رفع أسعاره، منوها إلى أنه على المواطنين عدم تناول هذا الدواء إلا بعد استشارة الطبيب لتجنب الإصابة بأي أعراض جانبية.
وقالت فاطمة حمدي، خلال تعليق على منشور محمود فؤاد مدير المركز المصري للحق في الدواء، إن الكثيرين يطلبون دواء بلاكنيل على سبيل الوقاية، ويتم سحبه بشكل هستيري من الصدليات، ظنا من الناس أنهم سيحيمهم من عدوى فيروس كورونا، محذرة من أن تصيبهم أعراضه الجانبية ويصبحوا أكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
فيما قال الصيدلي أحمد أمير إن دواء بلاكونيل متوافر بكثرة في وزارة الصحة، وليس هناك أي داعي لزيادة السحب عليه دون داع، ودون إن يكون مدرج ضمن بروتوكول علاج، لتجنب الآثار الجانبية.
وطالب الدكتور أحمد أبو النصر، أستاذ الطب البديل، الصيادلة بعدم صرف دواء بلاكونيل إلا بوصفة طبية، حتى لا يتسبب سحبه في أزمة للمرضى الذين بحاجة إليه.
وقال أبو النصر، عبر حسابه على فيس بوك:"للأسف الشديد بسبب سلوك الناس السيء بكتب هذا البوست شركة سانوفى افينتس الفرنسية اعلنت ان البلاكونيل او الهيدروكسى كلوروكوين فعال فى علاج الوباء، ونتج عنه ان المهاويس بيعدو ع الصيدليات الأن و بيمسحوه زى مامسحو من الصيدليات الكمامات و المطهرات زى الكحول".
وأضاف أبو النصر:" مرضى الروماتويد المعتمد على البلاكونيل أرجوك لو ماشى عليه أمن نفسك فى شهر لأن للأسف مش هتلاقيه و أنت الأولى للأسف وياصيادلة مصر رسالة أبوس أيديكم دا بالذات بقا ممنوع بيعه إلا بوصفة طبية دا حرام يتمنع المريض اللى محتاجو عشان ناس مهووسة".