رئيس التحرير: عادل صبري 02:19 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

فيديو: بعد خلاف الخشت والطيب..ما هي عقيدة الأشاعرة؟

فيديو: بعد خلاف الخشت والطيب..ما هي عقيدة الأشاعرة؟

أخبار مصر

الازهر الشريف

فيديو: بعد خلاف الخشت والطيب..ما هي عقيدة الأشاعرة؟

أحلام حسنين 30 يناير 2020 00:55

شغلت المعركة الفكرية التي دارت بين شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب وجامعة القاهرة" target="_blank">رئيس جامعة القاهرة محمد الخشت، خلال مؤتمر الأزهر العالمي أمس الثلاثاء، حيز كبير من اهتمام الرأي العام ومواقع التواصل الاجتماعي، ربما برز معها التساؤل حول عقيدة الأشاعرة التي كانت محل بين الطيب والخشت الذي دعا إلى إنهائها. 

 

فقد شن جامعة القاهرة" target="_blank">رئيس جامعة القاهرة هجوما على مذهب الأشاعرة الذي يمثل عقيدة الأزهر الشريف، وقال إنها تقوم في جزء كبير منها على أحاديث الآحاد، بينما رد عليه الطيب بأنهام لا يقيمون منهجهم على أحاديث الآحاد ولكن يعتمدون على الأحاديث المتواترة، وهي مذهب أهل السنة والجماعة وعودة بالمسلمين لعهد النبي صلى الله عليه وسلم، فما هي إذا عقيدة الأشاعرة؟. 

عقيدة الأزهر 

 

بداية تعد عقيدة الأزهر الشريف هي العقيدة الأشعرية، وهي عقيدة أهل السنة والجماعة، وفقا للدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية سابقا، إذ يقول إن الأشاعرة هم جمهور العلماء من الأمة، وهم الذين صدوا الشبهات أمام الملاحدة وغيرهم، وهم من التزموا بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم عبر التاريخ. 

 

وقال جمعة، حسب فتوى منشورة على موقع دار الإفتاء المصرية، إن من كفر الأشاعرة أو فسقهم يُخشى عليه في دينه، مستشهدا بقول الحافظ بن عساكر في كتابه تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري:"اعلم وفقني الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق عليهم لسانه بالثلب، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب".

 

وأضاف مفتي الجمهورية السابق:"الأزهر الشريف هو منارة العلم والدين عبر التاريخ الإسلامي، وقد كوَن هذا الصرح الشامخ أعظم حوزة علمية عرفتها الأمة بعد القرون الأولى المُفَضَّلة، وحفظ الله تعالى به دينه ضد كل معاند ومشكِّك؛ فالخائض في عقيدته على خطرٍ عظيم، ويُخْشَى أن يكون من الخوارج والمرجفين".

 

من هم الأشاعرة؟

 

تُنسب الأشاعرة إلى إمامها ومؤسسها أبو الحسن الأشعري، وهو أبو الحسن علي بن إسماعيل، من ذرية الصحابي أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وقد مر بحياته الفكرية بثلاث مراحل هي :


عاش الأشعري في بداية حياته في كنف أبي علي الجبائي "شيخ المعتزلة" في عصره، وتلقى علومه حتى صار نائبا له وموضع ثقته، وظل تحت كنف المعتزلة أربعين سنة، ليدخل بعدها مرحلة ثانية ثار فيها على مذهب المعتزلة.

 

فبعد أن اعتكف الأشعري في بيته خمسة عشر يوما يفكر ويستخير الله تعالى أطمأنت نفسه إلى إعلان البراءة من المعتزلة، وخط لنفسه منهجا جديدا يلجأ فيه إلى تأويل النصوص بما ظن أنه يتفق مع أحكام العقل، واتبع طريقة عبد الله بن سعيد بن كلاب، في إثبات الصفات السبع عن طريق العقل وهي "الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر وكلام"، ما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فتأولها على ما ظن أنها تتفق مع أحكام العقل. 


وتمثل المرحلة الثالثة عند الأشاعر في إثبات الصفات جمعيها لله تعالى من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف ولا تبديل ولا تمثيل، وهنا كتب كتاب الأبانة عن أصول الديانة الذي عبر فيه عن تفضيله لعقيدة السلف ومنهجهم، الذي كان حامل لوائه الإمام أحمد بن حنبل.

 

وخلف الأشعر ورائه مكتبة كبيرة في الدفاع عن السنة وشرح العقيدة، قٌدرت بثمانية وستين مؤلفا، حتى وفاته المنية في عام 324 هجريا، ودُفن في بغداد، وناده المشيعون لجنازته بـ"اليوم مات ناصر السنة". 


منهجهم 

 

يعتبر كثير من فقهاء أهل السنة والحديث أن ظهور الأشاعرة مثل نقطة تحول في تاريخ أهل السنة والجماعة، إذ دعمت بنيتها العقدية بالأساليب الكلامية كالمنطق واتلقياس، واستخدموا الدليل العقلي إلى جانب نصوص القرآن والسنة في توضيح بعض مسائل العقيدة.

 

وتعتبر الأشاعرة منهجا وسطيا بين دعاة العقل المطلق وبين الجامدين عند حدود النص وظاهره، رغم أنهم قدموا النص على العقل، إلا أنهم جعلوا العقل مدخلا لفهم النص.

 

ويمثل الأشاعرة  جماعة من أهل السنة، كما أنهم لا يخالفون إجماع الأئمة الأربعة:" أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد"، ولا يعارضون آية واحدة من القرآن ولا الحديث، وما ثبت عن الصحابة والعلماء الأعلام، ولا يكفرون أحدا من أهل القبلة.

 

وكان الأشعري مؤمنا بأن مصدر العقيدة هو الوحي والنبوة المحمدية، وسار على عقيدة الإمام أحمد بن حنبل، والشافعي، ومالك، وأبي حنيفة وأصحابه، وهي عقيدة السلف الصالح.

 

ومن كبار أئمة الأشاعرة :"البيهقي، والباقلاني، والقشيري، والجويني، والغزالي، والفخر الرازي، والنووي، والسيوطي، والعز بن عبد السلام، والتقي السبكي، وابن عساكر، وابن حجر العسقلاني، وابن عقيل الحنبلي، وتلميذه ابن الجوزي وغيرهم كثير".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان