شهدت مصر العديد من الاستحقاقات الانتخابية على مر الأزمنة، سواء انتخابات تشريعية أو رئاسية، واستفتاءات دستورية، وفي كل منهم تباينت نسب مشاركة المواطنين ممن يحق لهم التصويت، ولكن جاء أعلى نسبة مشاركة على الإطلاق في تاريخ الاستفتاءات في مصر، في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في 2019.
وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، أعلنت نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، أمس الثلاثاء، ووفقا لما أعلنته فإن عدد من شاركوا في الاستفتاء 27 مليون مواطن، من إجمالي 61 مليونًا لهم حق التصويت، بنسبة مشاركة 44.33%.
وبالعودة للاستفتاءات الدستورية السابقة وبمقارنة النتائج، نجد أن الاستفتاء على التعديلات الدستورية 2019" target="_blank">التعديلات الدستورية 2019 كانت الأعلى مشاركة.
ففي الاستفتاء على تعديل دستور 1971 في عام 2005، الذي شمل تعديل مادتين في الدستور، بلغ عدد المشاركين 17 مليونا و184 ألفا و302 نسمة، بنسبة موافقة بلغت 82.3%.
وبلغ عدد المشاركين في الاستفتاء على تعديل الدستور عام 2007، نحو 9 ملايين و701 ألف و833 نسبة، بنسبة المشاركة 41.19%.
وفي استفتاء تعديل الدستور عام 2011 بلغت نسبة المشاركة 41.19%، بتخطي عدد المشاركين حاجز 18 مليونًا من إجمالي 42 مليونًا كان لهم حق التصويت.
وفي الاستفتاء على دستور 2012 بلغت نسبة المشاركة 32.9%، إذ شارك نحو 17 مليونًا، من إجمالي 51 مليونًا كان لهم حق التصويت.
وبلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء على دستور 2014، 38.6%، بمشاركة 20 مليونًا من إجمالي 53 مليونًا لهم حق التصويت.
وتعليقا على ارتفاع عدد المشاركين في الاستفتاء على التعديلات الدستورية 2019" target="_blank">التعديلات الدستورية 2019، قال النائب سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب، إن موافقة الشعب المصري بنسبة 88% هو انحياز واضح للاستقرار والأمن والتنمية وللوطن.
وأضاف وهدان، في بيان صحفي، أن الحضور الكثيف للمصريين هو العامل البارز في نجاح الاستفتاء بهذا الشكل، مشيرا إلى أن المرأة المصرية والشباب والعمال والفلاحين والأخوة الأقباط وكل طوائف الشعب قدموا أداء أبهر الجميع خلال الاستحقاق الدستوري، وهو ما يدل على درجات النضج التي يعيشها الشعب المصري خاصة النساء،
واستطرد :"المرأة المصرية ضربت مثلا يحتذى به فى مدى وعيها بأهمية مشاركتها السياسية في استقرار الوطن ومدى وعيها بحقوقها الدستورية".
في السياق نفسه وجه المهندس أشرف رشاد الشريف، رئيس حزب مستقبل وطن، تحية للشعب المصرى الذى أبهر العالم أجمع، بمشاركته غير المسبوقة بالاستفتاء على التعديلات الدستورية، مؤكدين أنهم لقنوا العامل دروسا فى كيفية أداء الواجب الوطنى والالتفاف حول قيادته السياسية.
وأكد رشاد، فى بيان صحفي، أن نسبة المشاركة التى قدرت بنسبة 44.33% حدث تاريخى يضاف لسجل تاريخ مصر الحديث، يوضح أنه رغم كل التحديات والدعاوى المغرضة والشائعات التى أطلقتها جماعة الإخوان الإرهابية خلال اجراء الاستفتاء، إلا أن الشعب المصرى أكد حضوره وعظمته وعراقته، وأثبت أنه وحده هو من يرسم مستقبل وطنه دون إملاءات أو توجيهات مغرضة.
وأشار رئيس مستقبل وطن، إلى أن نسب المشاركة ليست محل مفاجأة، إذ أن مستقبل وطن كان يثق تمام الثقة فى وعى وإدراك الشعب المصرى وتيقنه بأهمية التعديلات من أجل استكمال المشروع الوطنى الذى وضعه المصريون أنفسهم فى 30 يونيو 2013.
واعتبر رئيس مستقبل وطن، أن النتيجة ضربة قاضية للجماعات الإرهابية، وبمثابة كتابة النهاية الحقيقية لتواجدهم أو تأثيرهم، لافتا إلى أن الشعب المصرى لفظ هذه الجماعات ولن يعودوا مرة سابقة، لافتا إلى أن النتيجة عكست مجموعة أخرى من الايجابيات، على رأسها، تلاشى ظاهرة العزوف السياسي.