فجأة ودون سابق إنذار، ماتت الأم وبعدها بأسبوع اكتشف الأب أنه مصاب بالسرطان ليلحق بزوجته "أم العيال" في قبرها بعد 6 أشهر، أما أبناؤهم الـ 5 وجدوا أنفسهم مهددين بالطرد من جانب صاحب البيت ملوحًا في وجههم بقرار الإزالة.

لم تعرف الابنة أكبرهم عُمرًا كيف تتصرف سوى بإستغاثات أطلقتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخطابات لـ "رئيس الجمهورية"، بعدما لم يعد لراحة البال مكان لها في المنزل.

تواصلت (مصر العربية) مع شقيقتهم الكبرى، وتدعى صباح عبد الرؤوف، التي روت ما حدث.

تقطن "صباح" الفتاة العشرينية هي وأخواتها الأربعة بمنزل والديهما بالإيجار القديم بحي الوراق، أصغرهم عمرًا يبلغ 8 سنوات، وشقيق ذو الـ 14 ربيعًا، وأخرى تبلغ من العمر 20 عامًا ورابعة عمرها 23 عامًا، وصباح شقيقتهم الكبرى، التي تعمل بإحدى الجمعيات الأهلية كي تصرف على أخواتها والبيت. 

تقول "صباح": هذا البيت كان يقطن فيه والداي قبل وفاتهما ما يقارب الأربعون عامًا، وفوجئ أبي منذ فترة بصاحب البيت يحضر له قرار إزالة، تقدم والدي بنقض للمحكمة على القرار، وبالفعل قضت بوقف قرار الإزالة وقبول طعن والدي، وطلبت من والدي تعين خبير كي يفصل في الأمر. 

وتابعت: إلا أن الأحداث صارت بعدها على هذا النحو،  حيث توفيت أمي بعد 8 أيام من الحكم وبعدها بأسبوع اكتشف والدي أنه مصاب بالسرطان ثم علم أنه مصاب بفيروس c ، وبدأ رحلة العلاج إلا إنه توفي في غضون 6 أشهر. 

تقول الفتاة خلال فترة تعب والدي لم يتمكن خلالها من متابعة القضية فحكمت المحكمة لصالح صاحب البيت، ورحل اثنين من الجيران بعدما حصلا على نصيبهما وظل واحد. 

"خدي 10 آلاف وامشي"؛ تقول "صباح": هكذا حاول المحامي صاحب البيت التفاوض معي لكي اترك البيت أنا وأخوتي الأربعة، وحينما رفضت وجدته يقول لي: "هتاخديهم بالذوق ولا اروح ارشهم في الحياة ومش هتطلعي بحاجة". 

 قالت صباح: أقطن أنا واخوتي في طابق من أصل أربعة طوابق، نظير ايجار شهري، 35 جنيهًا، ماذا سأفعل بالـ 10 آلاف جنيه، أخبرت صاحب البيت أنني لا اريد الـ 10 ألاف وإن استطاع أن يحضر لي بهم مقدم شقة بالإيجار فسأرحل، حتى وإن كنت سأدفع قيمة إيجارية أعلى في مكان آخر أضعاف مضاعفة. 

تابعت: وفوجئت به بعد ذلك يحضر لي بأمر إزالة نهائي، ولم أدرى حينها كيف على أن اتصرف، خاصة حينما حضرت قوات الأمن المركزي للإزالة وجاء حينها رئيس الحي كنت اعلم وقتها أنه ليس بيده شئ وينفذ أمر المحكمة، لكنني كنت في حيرة من أمري وسألته بماذا تنصحني كأب؟ إلا إنه بادلني الرد: تمشي، وعدت أسئله "طب اروح فين" فأجابني: "اتصرفي".. "طب حضرتك وجهني امشي في انهي جهة واقدم فيها شكوتي.. قالي ليه قلت له عشان الدولة تنقذنا وتديني شقة..فكان رده : "هو لا مؤاخذة الدولة هتدي مين ولا مين  امشي بدل ما نهده عليك وتموتي جواه قلت لأ أموت جواه احسن ما اموت براه أنا وإخواتي".

واستكملت: حرر محضر ضدي بإعتراض تنفيذ حكم المحكمة، وحكم علي بالسجن 6 أشهر وغرامة، وتقدم المحامي بمعارضة، والآن أجلس أنا واخواتي في البيت وأضع يدي على قلبي من أن نجد انفسنا فجأة في الشارع. 

واختتمت قائلة: توجهت بخطابات رسمية وتلغرافات لرئيس الجمهورية، أطلب منه حل مشكلتنا مع صاحب البيت أو توفير مسكن لي أنا واخواتي، فأنا لا أعرف ماذا علي أن أفعل، سوى هذا وتقدمت بطعن للمحكمة على قرار الإزالة عل يجد في الأمر جديد.