كشفت «مروة جهلان»، ابنة قرية البعيرات التابعة لمحافظة الأقصر، والمعروفة بـ«فتاة التروسيكل»، كواليس لقائها اليوم  الخميس، مع  الرئيس المصري، «عبدالفتاح السيسي»، في تصريحات خاصة لها مع «مصر العربية»، وأخبرتنا بوعوده لها ما  بين شقة وتكريم وفرح "عنده".

تقول مروة: قبل أسبوعين فوجئت أثناء انتظاري خروج الطلبة من أحد مدارس محافظتي ممن أقوم بتوصيلهم لمنازلهم بهاتفي يرن. 

"أنا فلان الفلاني.. وعايزينك في الرئاسة"، كانت تلك هي العبارة الأولى التي طرقت أذن الفتاة الأقصرية.

"انتم بتكدبوا عليه صح، بتهرجوا"؛ كلمات على هذا النحو تلخصت فيها ردود مروة على المتصل، حيث ظنت أن أحد ما يمزح، ولم تصدق، خاصة وأنها التي لم تر يومًا جيدًا منذ طفولتها حيث تجري وراء لقمة العيش من أجل أخوتها وأسرتها، وتركت المدرسة لتعمل تارة بمقهي وأخري بمخبز، فضلًا عن حملها للطوب ونقلها لأطفال القرية بالتروسيكل، وتخلت عن حلم الجواز بعدما باتت وتد البيت، الذي يستند عليه الجميع، ليسيطر على ذهنها في تلك اللحظة "ازاي الرئاسة تتصل بيه شخصيًا وعايزني". 

وانهت المكالمة بعدما أخبرتهم أنها لا تصدقهم، ثم روت مروة ما حدث  لأحد الأشخاص الذي دون قصتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق، وهو من طمأن قلبها مؤكدًا أن  الرئاسة بالفعل هي من اتصلت بها. 

بعد يومين وجدتهم عاودوا الاتصال، وقالوا لي : "انت لازم تروحي الأسبوع الجاي قصر الاتحادية"، وبالفعل تم حجز قطر نوم من جانبهم  لها ولوالدها وخالها وتوجهوا للقصر  قبل لقاء الرئيس  بأسبوع. 

تابعت مروة قائلة: "دخلت القصر وقابلنا المدير أحسن مقابلة، وأكل وشرب وخدوا بياناتنا بالكامل وقالوا هنكلمهم تاني، ومتقلقوش لو اتاخرنا عليكم". 

ولفتت إلى أنه تم حجز قطار نوم لهم في العودة، وأعطاهم المسئولين في القصر فلوس قائلًا لها: "خدوا دول مصاريف".

بعد 3 أيام من عودتي للأقصر، عاودوا الاتصال بي، ولكنهم تلك المرة أخبروني بأنني سأقابل الرئيس، "يا بوي هتكذبوا علي"، وحاولت التأكد مرة أخرى، ثم جددوا الاتصال وقالت لهم مرة "انتم بتكذبوا  عليا"، فبادلوها الرد: "هو في حد معاه رقم خاص غيرنا".

"كرم".."محمد" .."أشرف"؛ 3 من قصر الرئاسة، كانوا في انتظار وصول مروة  ووالدها وخالها  صباح الأربعاء بمحطة القطار ، وكانوا على تواصل معهم من مساء الثلاثاء، بعدما حجزوا لهم قطر نوم. 

وتابعت: "اتلقونا من القطر وخدونا فندق الدار والله ما عارفة اسمه، أنا معرفش حاجة في مصر، اللي طلعني من الأقصر الرئيس، نزلوا لنا أحسن أكل وشرب ونوم"، واستكملت: "كان قدامنا كميات كبيرة من أصناف كتير ناخد منها اللى احنا عايزينه في البوفيه".

السيدة نفسية والحسين

قبل يوم من لقاء الرئيس سألنا رجال القصر،  إن كنا نريد الذهاب لأي مكان، وبالفعل انتقلنا بسيارتهم للحسين والسيدة نفيسة. 

وفي صباح اليوم؛ ارتدت مروة ملابسها التي ترتديها للشغل فلم تشتري الجديد، وفي العاشرة والنصف استقلوا سيارة كانت في انتظارهم،  وتابعت: "رحنا وين؟! ..رحنا عند الرئيس".  

حوار الفتاة والرئيس

ما بين ربع لنصف ساعة كانت مدة لقاء مروة مع السيسي، لافتة إلى أنه بدأ الحديث معها بكلمات إطراء، قائلًا: "انت نموذج مشرف"، ووعدها بشقة وتكريم وفرح عنده..

 

وجاء نص  الحوار الذي دار بينهما، -حسبما أخبرتنا مروة فتاة التروسيكل قائلة:" قالى هديك شقة وسألني عايزاها فين، فقلت له في بلدي،  قالي حاضر وقعد يضحك، اللي هتقولي عليه هيمشي".

 

واستكملت : "وقالي بس أنا كمان عايز أعمل حاجة لك أنتـ وسألني إذا كنت عايزه حاجة، بس قلت له اللى هتقول عليه فوق راسي من فوق، فقالي هنستقبلك ونكرمك في مؤتمر الشباب، ووعدني لو اتجوزت هيجهزني ويعملي فرحي عنده في مصر".

 

تقول مروة: كنت أحلم بالسيسي لحظة دخولي للقاء الرئيس، لم أر اي شيئًا حولي غيره، وكان أحد أحلامي في الحياة أن ألتقيه، وما يحدث لي الآن هو بركة دعاء والدتي لي.

بدأت قصة الفتاة الأقصرية يعلمها الكثير من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الاخبارية، فهي فتاة كانت تعمل باليومية على تروسيكل أحد الجيران، تحضر الطلاب والأسمنت مقابل يومية لا تتخطى الـ 20 جنيهًا، وبعدما ذاع صيتها تم التبرع لها بعربة 8 راكب، واليوم ألتقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي.