يعول عدد من الخبراء والمسؤولين على منتدى شباب العالم، المنعقد بشرم الشيخ حاليا، في تنشيط السياحة المصرية، عن طريق ما يعرف بـ «سياحة المؤتمرات».
وتستضيف مدينة السلام (شرم الشيخ) نحو 5 آلاف شاب، وعدد كبير من كبار رجال الأعمال ورؤساء الدول، في منتدى شباب العالم، الذي من المتوقع أن يكون له أثر سياحي كبير، وعاملًا على تنشيط السياحة مصر.
وأقامت هيئة تنشيط السياحة بشرم الشيخ مكتب استعلامات بقاعة المؤتمرات الكبرى بالتعاون مع إدارة منتدى شباب العالم للتوعية بالمعالم الأثرية المصرية من خلال توزيع كتيبات مجانية بجميع لغات العالم على المشاركين.
ووفرت الهيئة شبابًا يتحدثون عدة لغات للرد على جميع الاستفسارات التي تتعلق بالسياحة المصرية والحديث عن المقومات والمعالم السياحية المصرية لنشر الوعي السياحي عن مصر لدى شباب العالم المشاركين من أكثر من 150 دولة مختلفة.
سياحة المؤتمرات صناعة تستقطب 400 مليون زائر حول العالم.
وتستقطب صناعة المؤتمرات السياحية، أكثر من 400 مليون زائر حول العالم، ومن المعروف أن لها مردود واسع على اقتصاديات الدول المختلفة خاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تدعم الإشغالات الفندقية وتجارة التجزئة لا سيما المواصلات والمطاعم.
وبحسب خبراء اقتصاديون، فإن سائح المؤتمرات ينفق أكثر من 7 أمثال السائح العادي، لذا تعول حكومات الدول على إبراز سياحة المؤاتمرات ضمن خطتها السياحية.
في الولايات المتحدة الأمريكية، تساهم صناعة المعارض بـ30 % من الناتج المحلي وتوفر مليونا ونصف المليون وظيفة في هذا القطاع وتدخل لخزينة الدولة نحو 250 مليار دولار سنويا كعوائد من هذا القطاع.
وفي كندا تصل عوائد هذا القطاع إلى 32 مليار دولار سنويا وتوفر نحو نصف مليون فرصة عمل، أما في استراليا تصل عوائد قطاع المؤتمرات والمعارض إلى 17 مليار دولار سنويا ويوفر ما يقارب200 ألف فرصة عمل بالمقابل، بحسب آخر إحصائيات معنية بهذا الشأن.
سياحة المؤتمرات طريق نحو الانتعاش في مصر
وقال محمد موسى المتحدث الرسمي باسم تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن الجهود التي تبذلها اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم في تسهيل الإجراءات وحركة المشاركين في المنتدى داخل مدينة شرم الشيخ، أدت إلى وجود انطباع جيد لدى الشباب الذين زاروا مصر للمرة الأولى.
وأضاف موسى، في تصريحات إعلامية، أن شرم الشيخ آمنة للغاية، وأن الوجود الأمني المكثف لتأمين المشاركين في المنتدى، البالغ عددهم 5000 شخص لم تَعُق أو تُعَرقل حركة السير، وهذا يعطي صورة إيجابية عن مصر ويعيد وضع مصر على خريطة سياحة المؤتمرات.
وقال معتنز السيد، إن منتدى شباب العالم نوعًا من أنواع "سياحة المؤتمرات"، فهناك بعض الدول المعروفة على مستوى العالم تملك هذا النوع من السياحة من حيث القدرة التنظمية والأمنية للمؤتمرات العالمية.
وأضاف السيد في تصريحات صحفية، أن الدولة تعمل على الاستفادة من المنتدى للترويج للسياحة، وهو ما يتطلب ضرورة التعاون مع بعض الجهات منها هيئة تنشيط السياحة لوضع خطط وبرامج توجيه للسياحة خلال المنتدى، موضحًا أن الهيئة العامة للاستعلامات لا بد أن تعمل في توفير المعلومات اللازمة التي يهتم بها السائح.
وقال محمد الكحلاوي، رئيس جمعية الأثرين العرب، إن منتدى شباب العالم فرصة حقيقية لتنشيط السياحة بمصر.
وأضاف الكحلاوي في تصريحات لـ "مصر العربية" أن المنتدى يشارك به نحو 5 آلاف شاب من كل دول العالم، ويفضل إعداد برامج زيارة للأماكن السياحية والأثرية في مصر، فكل واحد منهم سفير لبلده وسوف يحكي عن زيارته وتجارب وهو يعد حملة ترويجية.
ونشر معهد التمويل الدولي، تقريره السنوي لعام 2018 الخاص بتقييمه للاقتصاد المصري والذي جاء متفائلاً للغاية.
وأكد التقرير الذي نشر عبر الموقع الرسمي للمعهد، أن النمو الاقتصادي كان قويًا، وتقلص العجز في الحساب الجاري والعجز المالي، وانخفض التضخم الأساسي، ونسبة الدين العام آخذة في الانخفاض، ولكن التقرير لفت إلى أن هناك بعض التحديات الرئيسية دون معالجة.
وأوضح التقرير، أن تحسن القدرة التنافسية من انخفاض سعر الصرف الفعلي في أواخر عام 2016 أدى إلى زيادة صادرات السلع والسياحة والواردات المقيدة، مما أدى إلى انخفاض العجز في الحساب الجاري في عام 2018، ونتيجة لذلك، استمرت الاحتياطيات الرسمية (باستثناء الذهب) في الارتفاع إلى 42.5 دولار مليار، وظل سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار مستقرًا إلى حد كبير منذ منتصف عام 2017.
وفي أواخر 2016، اتخذت الحكومة قرارا بتعويم الجنيه، ما له أثر سلبي على حياة الفقراء في مصر، بيد أن عددًا من الخبراء والمستثمرين أكدوا أن القرار يصب في مصلحة المواطن.
وبلغت إيرادات السياحة في مصر العام الماضي نحو 5.3 مليار دولار، وأن هذا التحسن في الأرقام جاء بدعم من زيادة معدل إنفاق السائح إلى 88.2 دولار في الليلة الواحدة".
ويمثل قطاع السياحة ركيزة أساسية لاقتصاد مصر، ومصدر دخل لملايين المواطنين ومورداً رئيسيا للعملة الصعبة. لكن السياحة تضررت بشدة جراء سنوات الاضطراب السياسي عقب الثورة الشعبية في عام 2011 وبعض العمليات الإرهابية التي استهدفت القطاع.
وتلقت السياحة المصرية ضربة قاصمة عند تحطم طائرة ركاب روسية في سيناء في أواخر أكتوبر 2015، ومقتل جميع من كانوا على متنها.
وعقب حادث الطائرة فرضت روسيا حظراً على السفر إلى مصر بينما حظرت بريطانيا السفر إلى سيناء.
وتتوقع مصر وصول الإيرادات السياحية بنهاية هذا العام إلى ستة مليارات دولار، رغم عدم رفع الحكومة الروسية الحظر على الرحلات السياحية لمصر بعد. لكن بعد وصول إيرادات أول تسعة أشهر إلى نحو 5.3 مليار دولار فقد تعيد الحكومة النظر في تقديراتها.
وزار مصر ما يزيد عن 14.7 مليون سائح في 2010، وهوى هذا العدد إلى 9.8 مليون سائح في 2011 وإلى نحو 4.5 مليون سائح في 2016.
وبلغت إيرادات مصر من السياحة 3.4 مليار دولار في 2016، وفقا لما قاله محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر في يناير.